تعرف الجزائر نشاطا كبيرا لقوى مناوئة لمعسكر بوتفليقة، فعكس الجمود الذي يطغى في الكثير من البلدان العربية، لا تتخوّف هذه القوى من رفع سقف مطالبها وإعلان رفضها التام لخطط معسكر السلطة، رغم أن الحراك لم يعلن عن قائد أو قادة رسميين له، إلّا أن الكثير من القوى والفعاليات الجزائرية تدعم بقوة المسيرات الضخمة التي تشهدها العديد من المدن في البلاد ضد ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعُهدة رئاسية خامسة. ومن هذه القوى، أحزاب وتنظيمات عُرفت بعدائها الشديد لنظام الحكم في البلاد، فيما دخلت قوى جديدة على الخط، ووفقا لما كتبته دويتشه فيله، فإن هذه القوى هى :
1. نشطاء المواقع الاجتماعية: لم تشهد الجزائر في سنوات ما يسمى بـ "الربيع العربي" حملات إلكترونية للمناداة بتغيير الأوضاع، لكن الوضع تغيّر مؤخراً، إذ يلعب نشطاء هذه المواقع أدواراً كبيرة في الحشد ضد ترشح بوتفليقة، وهو ما دفع بقوى المعارضة التقليدية إلى استلهام النموذج والاستفادة من آليات التواصل الاجتماعي لنشر رسائلها السياسية.
2. مرّشحون للرئاسة: تصدر رشيد نكاز، رجل الأعمال الشهير، الكثير من العناوين في حملته المنافسة لبوتفليقة، خاصة مع قدرته الواضحة على الحشد وإصراره على المشاركة في المظاهرات رغم ملاحقة الأمن له. علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، لم يؤكد رسميا ترشحه للرئاسة، لكنه يدعو بدوره للمسيرات، كما عبّر المرشح علي غديري، وهو جنرال سابق، عن تأييده للمسيرات، لكن بشكل متحفظ.
3. حركة مواطنة: كانت من أوائل من دعوا إلى التظاهر ضد ترّشح بوتفليقة، أهم وجوهها هو سفيان جيلالي، رئيس حزب جيل جديد، وهو حزب حديث النشأة. لم تعرف الحركة إلى الآن انضمام قوى أخرى، وهي تعلن على موقعها أنها "تهدف إلى تغيير جذري لنظام الحكم من خلال إرساء دولة القانون بالطرق الديمقراطية وإنماء روح المواطنة".
4. طلبة الجزائر: في تأكيد منهم على اهتمامهم بمصير بلادهم، شارك الطلبة الجزائريون بكثافة في المظاهرات، خاصة مظاهرات يوم الثلاثاء 26 فبراير 2019. ورغم محاولات منعهم من لدن قوى الأمن، إلّا أن احتجاجاتهم خرجت من أسوار الجامعات.
5. الحركة الأمازيغية: شاركت منطقة القبائل، ذات الغالبية الأمازيغية، في المسيرات بكثافة، حيث لوحظ حضور الأعلام الأمازيغية في منطقة لطالما شهدت علاقتها توترا مع السلطة المركزية. الكثير من الفعاليات والأحزاب الجزائرية المدافعة عن المكوّن الأمازيغي دعت بدورها للاحتجاجات، خاصة حزب التجمع من أجل الثقافة.
6. معارضون مستقلون وشخصيات شهيرة: مثّل حضور المناضلة جميلة بوحيرد في المسيرات دفعة كبيرة للمتظاهرين، إذ تمتلك رصيدا شعبيا كبيرا. كما حضر رجل الأعمال يسعد ربراب الذي توترت علاقته مع السلطة منذ سنوات، فضلاً عن حشد كبير يمارسه مثقفون وفنانون وأكاديميون تجاوز عددهم المئتين، ومعارضون جزائرين في الخارج كمحمد العربي زيتوت.
7. الأحزاب الإسلامية: لم تفوّت أحزاب المعارضة الإسلامية فرصة الاحتجاجات لتأكيد رفضها المجدد لنظام بوتفليقة. حركة مجتمع السلم، وجبهة العدالة التنمية، أكدا مبدئياً اتفاقهما على ضرورة توحد كل أطياف المعارضة وراء مرشح وحيد لأجل قطع الطريق أمام بوتفليقة. وليس فقط الإسلاميون المتحزبون، فقد شوهد علي بن حاج، نائب رئيس جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة في الاحتجاجات، قبل أن توقفه قوى الأمن.
8. أحزاب اليسار: لم يكن مفاجئا وجود لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري، في الاحتجاجات، إذ يعتبر هذا الحزب منذ سنوات جزءاً من مُعسكر معارض للسلطة، شأنه شأن جبهة القوى الاشتراكية، أحد أقدم أحزاب البلاد، الذي أكد في بيان له أنه "اختار الاصطفاف إلى جانب الشعب"، معلناً تعليق نشاطاته في البرلمان.
9. نقابات مهنية: خرج العديد من المحامين في مسيرة خاصة لتأكيد رفضهم ترّشح بوتفليقة، ودعت 13 نقابة مستقلة إلى حماية المتظاهرين وتوفير الأجواء السلمية للتظاهر، كما خرج الكثير من الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الرسمية، للاحتجاج على الرقابة الممارسة عليهم في تغطية الاحتجاجات، فيما أكدت المركزية النقابية أنها تساند بوتفليقة، وهو موقف لم يفاجئ المتتبعين.