هنا المنوفية.. عندما يتم تحويل "الفسيخ" لـ"شربات" بسرس الليان.. المنايفة يبتكرون ويصنعون الزجاج اليدوى من مخلفات المياه الغازية.. عامل: ورثنا المهنة أبًا عن جد.. ونصدر لمعظم الدول العربية (فيديو)

فور دخولك من باب مصنع «زجاج مدكور» بمدينة سرس الليان التابعة لمحافظة المنوفية، يقابلك «الصهد» الخارج من المصنع، ليس ذلك فحسب بل تجد أمامك أيضا مجموعة من الزجاج المتكسر سواء الزجاح المستخدم فى منتجات المنازل أو زجاج المشروبات الغازية، وعلى بعد حوالى 5 خطوات تستطيع الدخول إلى مصنع الزجاج حيث الماكينات الكبيرة ويظهر أمامك طريقة الصناعة منذ بدء صهر الزجاج حتى إخراج المنتج، وترى الجميع يعمل بكدٍ واجتهاد كأنك داخل خلية نحل.

ومنذ العديد من السنوات الماضية، أشتهر المصنع بصناعة زجاج الشيشة فقط، ولكن قام عادل مدكور 45 عاما، مالك المصنع، بتطوير المصنع وصناعة العديد من الأشكال المختلفة والتى يتم تصديرها خارجيا.

ويمر تصنيع زجاج «الشيشة، والبرطمانات، والسهارى، واللمبات، وأجزاء اللمبة الجاز، وأطباق التسالى» بالعديد من المراحل أولها، وضع الزجاج المتكسر المراد إعادة تصنيعه داخل الفرن «المسخنة»، والتى تصل حرارتها إلى 1500 درجة، وينتظر العامل حتى يتم صهر الحديد نهائيا ليصل إلى المرحلة الثانية، وهى قيام عاملٍ آخر بأخذ عمود من الحديد وتدوير الزجاج المنصهر عليه على هيئة كرة بيضاوية ويقوم بتبريدها قليلا أمام مروحة كبيرة لتتماسك أكثر، ومن ثم النفخ بداخل الماسورة الحديدية ليمتلئ المنصهر بالهواد لمساواته، ليصل بعد ذلك للمرحلة الثالثة، عندما يقوم العامل بوضع المنصهر داخل «المُشكل» المخصص له، ويتم استخدام الماء لتبريده، ومن ثم إزالته منها ثم بعد ذلك يتم وضعها على طاولة حديدية أمام رجُلين ليقوما بالدق عليها للفصل بين المشكل وبين المعدن، ثم بعد ذلك يتم الإمساء بالآداة بواسطة ملقاطٍ كبير لوضعه مرة أخرى داخل فرن مخصص لصهر فم المنتج، وبالتالى إلى أداة لعمل «الفورمة» اللازمة وصولا إلى الفرن النهائى والذى يصل درجة حرارتة إلى 600 درجة، ليصل بعد ذلك لمرحلة للف داخل أوراق الجرائد ثم وضعها بالكراتين الخاصة بهم، ليتم نقلها فى جانب آخر من المصنع، وحيث يحتوى على المنتجات الهاصة بالمصنع معبئة وتنتظر العربات لحملها لأماكنها. 

ويقول مالك المصنع، جمال مدكور: لدى فى اليوم الواحد 3 ورديات كل وردية متخصصة بمنتج معين خاص بها و لا نقوم بصناعة منتج آثناء صناعة الأخر، حيث نقوم بإنتاج 450 كرتونة يوميا منهم 250 كرتونة زجاج شيشة، والأخرى السهارى والبرطمانات. 

ويضيف، كنا فى البداية منحصرين على مصر فقط ولا نقوم بالتصدير إلى الخارج، ولكن رأينا أنه يجب علينا تجديد النشاط وإدخال العديد من الصناعات الأخرى فأدخلنا السهارى، والبرطمانات وأطباق التسالى التى يتم تصديرها إلى الأردن والسعودية، والبرطمانات والتى تصدر إلى السودان، حيث نقوم بتصديرها للخارج بطلبيات محددة وزاد الإقبال عليها منذ الخمس سنوات الماضية، لذلك نسعى للتطوير دائما لتحسين الصناعات المصرية وزيادة إنتاجها لزيادة الطلب عليه .

ويتابع مدكور، على الرغم من الإنتاج الوفير إلا أن أسعار المواد الخام التى ازدادت الضعف، جعلت الإنتاج يقل عن السابق، فضلا عن تقليل العمالة بالمصنع ليصل عملهم إلى 120 عاملاً، ويقوم الأطفال بالعمل خلال شهرى الإجازة لمساعدة آبائهم على تحمل أعباء الحياة، ولغلاء الأسعار، كنا نقوم بشراء طن من المواد الخام «الزجاج المتكسر» بـمبلغ 70 جنيها، ولكن حالياً يصل الطن إلى 1000 جنيه، هذا فضلا عن غلاء سعر السولار فيبلغ سعر الطن منه سابقا 900 جنيها ليصل حاليا لـ5 آلاف و650 جنيها، هذا فضلاً عن الكهرباء «قوى محركة» والتى كانت تصل إلى 1000 جنيه لتصل الآن لـ 9000 جنيه، لذلك قمنا بغلاء بنسبة 10% على المشترين، لذلك اضطررنا لابتكار فكرة لتخفيض بعض الأموال الخاصة بالصناعة.

ويواصل قائلا: «لفرن صهر الزجاج مدخنة تخرج الهواء الساخن ونحتاج إلى تسخين الزجاج المراد تحميصه، لذلك قمنا بتوصيل زجاج المدخنة وفلترته إلى التحميص وبهذا استطعنا توفير حوالى 5 آلاف جنيه يوميا». 

فى ذات السياق، يقول مصطفى الطهطاوى، 50 عاما، أحد عمال المصنع، «عملت فى المهنة وأنا فى الثامنة من عمرى حيث تركت المدرسة لأعمل وأساعد والدى على تحمل أعباء المنزل، حيث كان والدى يعمل بالزجاج، فورثت المهنة أبا عن جد، فمنذ أن كنت صغيرا كنت أحمل الزجاج لداخل المصنع ومن ثم تعلمت كل مرحلة من مراحل التصنيع، حيث قمت بتعلم المهنة من البداية إلى النهاية، وقمت بتجميع بعض الأموال وتزوجت ولدى 3 أبناء بينهم ابنتان إحداهما متعلمة والأخرى قمت بتزويجها لأنها لم تتعلم وولد يعمل فى الكهرباء».

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً