لم يكن على الأرض حقيقة ثابتة، بل أن الثبات لم يكن من مُسلمات الكون وتغيراته، الزمن قادر على تغيير الأحوال وتبديل الظروف، بل تغير أشخاص لآخرون من تغير معتقداتهم وأفكارهم التي طالما اختلف العالم عليها ما تأسست العلوم والحضارات من الأساس.
قد نسمع عن أشخاص فشلت مُحاولاتهم ليتحولوا إلى ايقونات ناجحة ومصدر إلهام لغيرهم في العالم. الزمن أثبت حقيقته في عدم ثبات حال الأشياء بوجود نماذج فريدة تغيرت أحوالها لتقود العالم بفكرها.
منهم من أثّر على العالم بفكره وعلمه، ولكن أفكارهم كانت تتعارض مع مجتمعاتهم، فحُكم عليهم بالفشل وقتها، حتى أنصفهم الزمن.
خلال التقرير نعرض قصص لثلاث أشخاص حكم عليهم مجتمعاتهم وذويهم بالفشل لكن القدر جعلهم نماذج تؤثر في العالم بأعمالها.
توماس أديسون
توماس أديسون الذي غير العالم بأثره من خلال اختراع المصباح الكهربي، لم يكن إلا شخص يقوم بعدة محاولات وصفها المحيطين به بالفاشلة، حتى وصفه أساتذته بأنه غبي للدرجة التي لا يُمكنه تعلم أي شىء، بعد اتمام دراسته التي في نظر ذويه عادية، التحق بعدة وظائف، حتى تم طرده من وظيفتين لكونه غير مُبدع وغير مُنتج.
بات الأمر مؤلم بالنسبة لأديسون، خاصةً ما حدث له مع إختراعه في مُحاولاته الـ 999 الفاشلة جميعها، لم يكن أمامه سوى أن يستمر في محاولاته حتى لو فشلت، لكن اصرار ما بداخله جعله يؤمن بأنه سوف ينجح في هذا الاختراع الذي بسبب عدم وجوده توفت زوجته أثناء إجراء إحدى العمليات الجراجية لها دون توافر إنارة جيدة.
في المُحاولة 1000 التي نجح فيها اكتشف لنا المصباح الكهربائي، فكل هذه المحاولات الفاشلة لم تكُن سوى محاولات نحو النجاح. ليكون أديسون بعدها من أهم مُخترعي الألفية الثانية.
آينشتاين
كان هذا العبقري الرائع طفل محدود الذكاء والتفكر، ولم يكن مثل باقي أقرانه حتى سن الرابعة، كان قليل الكلام، تغلب عليه البلادة، واعتقد معلموه أنه مُعاق ذهنيًا، وأن قدرته على الإستيعاب ضعيفة بشكل مرضي، فهو لم يستطِع القراءة حتى السابعة من عُمره. حتى جاء قرار مُعمليه بضرورة نقله فتم طرده من المدرسة الذي التحق بها في عمر الخامسة.
حاول والديه إلحاقه بمدرسة أخرى، وتم رفض قبوله في كلية الفنون التطبيقية ولكنه درس الفيزياء، وبات كثير التفكير والتأمل، حتى اكتشف نظريات سر الجاذبية، ليكون بالنهاية أيقونة في علم الفيزياء بنظرياته الفذًة.
شارلي شابلن
اذا رجعنا بالزمان مائة عام في دور العروض السينمائية الأمريكية، لم تجد نجم شباك كثير الجماهيرية غير شارلي شابلن، هذا النجم يعتبر من علامات سينما هوليوود في الاستعراض والكوميدية، ولكن هذه النجاحات لم تكن إلا مجرد خيبات أمل.
واجه "شابلن" في البداية صعوبات كبيرة وقوبل بالرفض منذ أن قام بأداء أول كاستينج له.
كان يرفضه المنتجين ويقولون أنه بلا موهبة أو حضور، وبالتالي لم يحقق لهم أي مكاسب، لكن بعد المُجازفة به من قِبل أخرين، نجح وحققت أفلامه أعلى المبيعات في تاريخ السينما وقتها.