وصل، قبل قليل، الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إلي مقابر كوم الشقافة الأثري بالإسكندرية لافتتاحها بعد الانتهاء من مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية فيها وتطويرها، ويأتي ذلك في إطار سعي وزارة الآثار لتطوير وترميم كل المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، وذلك بحضور الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، وعدد من أعضاء مجلس النواب والقائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، والعديد من الشخصيات العامة.
وكانت أعدت الوزارة بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية كل الدراسات اللازمة ومراجعتها من قبل المتخصصين فى هذا المجال، والتى استغرقت ما يقرب من 12 شهرا حتى تم الانتهاء منها واعتمادها، حيث كانت منطقة مقابر كوم الشفافة تعانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية منذ اكتشافها عام 1892م، وأن المستوى السفلى لها مغمور كليا بالمياه، ما دفع وزارة الآثار فى تنفيذ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية إلى المستوى الثانى وعمل آبار سحب على عمق 20م كحل مبدئى لحين الانتهاء من الدراسات اللازمة قبل بداية تنفيذ مشروع تخفيض المياه الجوفية.
يذكر أن مقابر كوم الشقافة هى من مقابر الإسكندرية فى العصر الرومانى وتقع فى حى كرموز غرب الإسكندرية وأطلق عليها هذا الاسم إحياءً للاسم اليونانى القديم "لوقوس كيرامايكوس" وتقع كوم الشقافة فى المنطقة التى قامت فيها قرية راكوتيس، وهو الاسم الذى عرفت به عند الرومان، وذلك إحياءً للاسم الفرعونى القديم "ra-gadit" كما هو مذكور فى نقش هيروغليفى من عهد بطليموس الأول، وقد بدأ الحفر بمنطقة كوم الشقافة عام 1892، إلا أنه اكتشف فتحة فى سقف الجبانة عن طريق الصدفة عام 1900م والجبانة من نوع الكاتا كومب، وهو نوع من المقابر انتشر فى القرون الثلاثة الأولى الميلادية، وجبانة الكاتا كومب هى الجبانة الرئيسية فى منطقة كوم الشقافة، وحملت هذا الاسم نظراً للتشابه فى التخطيط بينها وبين مقابر الكاتا كومب المسيحية فى روما واسم كاتا كومب اصطلاح يطلق على المقابر المحفورة تحت سطح الأرض.