بعيدًا عن "الطوابير بالساعات" و"روتين الحكومة الممل"، "أوراق طالعة ونازلة"، بدأت محافظة القاهرة استخدام التكنولوجيا للترخيص والتعامل مع المواطنين لتلبية خدماتهم في خطوة واحدة وإنجاز مهامهم في يوم واحد، وهو التقدم عبر منظومة «الشباب الواحد» بالمراكز التكنولوجية بـ28 حيًا من أصل 38، حيث اعتمد العمل في المحليات لفترة طويلة على الطوابير وتضييع ساعات من الوقت في البحث عن "الحاجة اعتماد" للطوابع أو"عم صابر" للبصمة، ويستسلم المواطن للوقت ويمكن أن تصل به لأخذ أجازة من العمل يوم كامل.
ولبداية صفحة جديدة وتقديم عدد من الخدمات المحلية الضرورية وتبسيط إجراءاتها بالوصول إلى أقرب مكان للمواطنين وتوفير الخدمة التي يريدها دون الحاجة إلى طالب الخدمة لتحمل عناء الذهاب إلى مقر الحي، بالإضافة إلى توفير الوقت، أطلقت محافظة القاهرة منظومة "الحي المتنقل".
يروي خالد مصطفى، مدير عام الإعلام لمحافظة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" قصة منظومة "الحي المتنقل"، ومتى انطلقت المنظومة وسبب انطلاقها؟ وما الهدف منها وما الفرق بينها وبين منظومة "الشباك الواحد".
جاءت فكرة "الحي المتنقل" بعد أن وجدت محافظة القاهرة أن هناك أكثر من 10 أحياء لم يتم توافر المراكز التكنولوجية ومنظومة "الشباب الواحد" وذلك لأن أماكنهم غير مناسبة لتلك المنظومة.
"لازم دور أرضي" بمنظومة المركز التكنولوجي كي يكون تحت الملاحظة والمراقبة وبعيدة عن أي عمليات فساد أو رشوة، وهذا ما أكده مدير عام الإعلام للمحافظة.
وأكد مدير عام الإعلام للمحافظة، أن هناك بعض الأحياء التي لايتوافر بها تلك المواصفات كحي غرب القاهرة والمتمثل في 4 أحياء أبرزهم الزمالك وبولاق ووسط القاهرة وحي عابدين، لذا تم إطلاق منظومة "الحي المتنقل".
وتقدم عدد من الخدمات المحلية الضرورية وتبسيط إجراءاتها وصولًا لأقرب مكان للمواطن وتوفيرها دون حاجة طالب الخدمة وتوفيرًا للوقت بدلاَ من الانتظار طويلاَ لإنهاء الخدمة، بعيدًا عن الروتين فى تقديم أفضل مستوى للخدمات العامة وتحقيق راحة المواطنين فى الحصول على الخدمة، بالإضافة إلى تحقيق رؤية مصر المستدامة 2030 وخطة الدولة للإصلاح الادارى الشامل وتطوير الخدمات الحكومية بما يليق ويلاقى رضا المواطن.
بـ"التابلت" و"طابعات صغيرة" و"مندوبي الأحياء"، هذه هي الأدوات التي تلجأ إليها منظومة "الحي المتنقل" بحي غرب محافظة القاهرة وتحديدًا حي الزمالك بالتعاون مع وزارة التخطيط العمراني والتنمية المحلية بمساهمة من الوكالة الألمانية للتعاون الدولى GIZ.
نوه خالد مصطفى، أنه تم تدريب المندوبين على الأجهزة وكيفية التعامل مع المواطنين لتقديم الخدمة له على أعلى مستوى، مؤكدًا أن خدمة التوصيل لحد المنزل والمندوب هو من يذهب إليك ويجدد رخصة الإعلان أو الإشغالات أو المحال التجارية، عن طريق بعض الأوراق المطلوبة من العميل ولن تستغرق 10 دقايق.
وأكد خالد مصطفى أنه سيتم تزويد منظومة "الحي المتنقل" بكافة الخدمات قريبًا ومنها خدمات التموين، ليكون موازيًا للمركز التكنولوجي والذي يقدم أكثر من 500 خدمة.
"بدون رسوم.. طبعًا مفيش أحسن من كدة"، هكذا علق خالد مصطفى، عن المنظومة قائلًا: "الرسوم هي الأوراق وثمن الطوابع فقط لكن المندوب لم يأخذ مقابل".
وأما عن الأحياء التي لا يتوافر بها منظومة الشباك الواحد والحي المتنقل، تم تطبيق فكرة مكتب واحد بالدور الأرضي لخدمة المواطن بالأدوات التقليدية لحين تعميم المركز التكنولوجي والحي المتنقل في باقي الأحياء.
وتستهدف منظومة الحي المتنقل ربط كافة المراكز التكنولوجية بكافة الأحياء بديوان عام محافظة القاهرة، حتى يستطيع المواطن أن يدخل المركز التابع لأي حي دون اللجوء للحي التابع له فقط، بالإضافة إلى توفير الوقت وعدم الاحتكاك المباشر بين طالب الخدمة والموظف تجنبًا لأي عمليات فساد أو رشاوى خاصة في أعمال التراخيص.
ولاقت منظومة الحي المتنقل استحسان من المواطنين وبدأ الكثير من الأحياء التعارف عليها وطلبها مخصوص.
وعلق الدكتور حمدي عرفة، خبير التنمية المحلية، على منظومة الحي المتنقل والمراكز التكنولوجية "الشباك الواحد"، أنها تواكب العصر خاصة وأن العالم أجمع بدأ الاعتماد كليًا على التكنولوجيا لأن استخدام العنصر البشري في حكومات دول العالم أصبح ضعيف جدًا وللقضاء على أزمة الفساد والرشوة.
وأكد خبير التنمية المحلية، أن المنظومة حققت نجاحًا ملحوظًا، وأقبل عليها العديد من المواطنين للانتهاء من زمن الطوابير والروتين الممل إلى زمن الخطوة الواحدة وزمن "الدليفري".