تأتي البرامج والمبادرات المتوالية الرامية لدعم الصناعات الحرفية في سلطنة عُمان إيمانا من الحكومة بأهمية هذه الصناعات ودورها في رفد ودعم الاقتصاد الوطني إضافة إلى أنها تسهم في الحفاظ على الهوية والتراث العماني.
ويمثل الاحتفال بيوم الحرفي العُماني في الثالث من مارس من كل عام نقلة كبيرة وملموسة على صعيد تطوير الصناعات الحرفية ، والخروج بها من مجالها التقليدي الضيق، الى مجال ارحب، يحقق توسيع وتطوير هذه الصناعات ، لتكون ليس فقط حرفا تراثية محدودة، ولكن ايضا لتكون مجال عمل ذي عائد اقتصادي مجز، و قدرة على جذب اهتمامات السائحين والمهتمين بالحرف والمنتجات التقليدية ، وكذلك تقديم جانب من التراث العماني الرفيع الى مختلف دول العالم وشعوبه ، من خلال معارض داخل السلطنة وخارجها ، ومن خلال العناية الشديدة بجودة المنتجات الحرفية، بتنوعها الكبير .
وقد استطاع القطاع الحرفي العماني تحقيق العديد من المكتسبات المتمثلة في إنشاء عدد من المشاريع الحرفية وتنفيذ برامج لرعاية ودعم الحرفيين بمختلف ولايات السلطنة مدعوما بمبادرات تطويرية لبرامج التدريب والإنتاج الحرفي مع العمل على فتح منافذ تسويقية حرفية مساندة وتهيئة مواقع بيئات الحرف لاستقطاب ممارسي الحرف بتقنيات مبتكرة إلى جانب تكثيف قنوات للتعاون المشترك مع عدد من الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية .
ويأتي اعتماد الهيئة العامة للصناعات الحرفية لمبادرات تقديم دعم نقدي ولوجستي لـ1521 حرفيا وحرفية من مختلف محافظات السلطنة إلى جانب دعم 10 مشاريع حرفية في إطار الدعم والجهد المتواصل للنهوض بهذا القطاع الحيوي.
فمنتجات الصناعات الحرفية العمانية كالمصر والكمة والخنجر والفخاريات وتلك المخصصة لتقديم الحلوى العمانية والمباخر إضافة إلى السعفيات والخزفيات وغيرها من المنتجات الفضية والخشبية هي منتجات ما زالت تستخدم في الحياة اليومية للإنسان العماني الأمر الذي يجعلها ذات قيمة اقتصادية عالية كمنتج محلي للسلطنة نظراً لما تدره من دخل على الحرفيين وما يرتبط بهم من وظائف متعلقة بالترويج والتسويق والنقل وغيرها.
كذلك فإن منتجات الصناعات الحرفية تأتي على القائمة الرئيسية لمشتريات السائح والزائر للسلطنة نظرا لما تمثله من قيمة يحرص الزائر على اقتنائها.
كما تساهم هذه المنتجات أيضا في التعريف بالتراث العماني في الخارج وقد تجلى ذلك في فوز 6 منتجات حرفية عُمانية بمراكز متقدمة ضمن منافسات جائزة مجلس الحرف العالمي للتميز الحرفي لعام 2016 والتي تعدّ الجائزة الأبرز على مستوى دول آسيا والمحيط الهادي في محور الصناعات الحرفية المطورة والتقليدية.