أكد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة أن العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول قارة أفريقيا ستشهد بدءا من العام الحالي دفعة قوية خاصة في معدلات التبادل التجاري والاستثماري وإقامة شراكات حقيقية جديدة بين مجتمعي الأعمال بالجانبين للمساهمة في تنمية اقتصادات القارة واستعادة مكانتها على خريطة الاقتصاد العالمي.
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدها الوزير مع وفد البنك الإفريقي للتنمية برئاسة الدكتور خالد شريف، نائب رئيس البنك، الذي يزور القاهرة حالياً لبحث سبل دعم البنك للخطط والمشروعات التي ستتبناها مصر لتنمية القارة الافريقية خاصة في ظل ترأسها للاتحاد الأفريقي خلال العام الجاري، شارك في اللقاء الدكتورة نيرمين أبو العطا مستشار وزير التجارة والصناعة والمهندس حسام فريد مستشار الوزير لشئون المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وقال الوزير إن المباحثات استعرضت نتائج اللقاء الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس البنك الأفريقى خلال شهر فبراير الماضى بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا والذي تناول دعم مبادرات الاندماج الإقليمي وعملية التكامل الاقتصادي ومشروعات الربط بين الدول الإفريقية وذلك في إطار جهود البنك لدعم مجالات التعاون الاقتصادي والتنموي على مستوى القارة وتعزيز حجم التجارة البينية.
وأوضح نصار أن مصر لديها رؤية وتوجهات واضحة وخطط موضوعة للتنمية في القارة الأفريقية فضلاً عن الفرص المتاحة حالياً أمام المستثمرين المصريين لضخ استثماراتهم في دول القارة وخاصةً في مجالات البنية التحتية والصناعات التحويلية، مشيراً إلى أن ترأس مصر للاتحاد الأفريقي خلال العام الجاري يمثل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات المصرية الأفريقية على كافة الأصعدة وفى كافة المجالات خاصة المجالات التجارية والاستثمارية والاقتصادية، وخطوة مهمة نحو القيام بدور فاعل في تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة لدول القارة السمراء.
وأكد الوزير حرص مصر على رفع القدرات التصنيعية لدول القارة الأفريقية وتعميق التصنيع المحلي بهذه الدول فضلاً عن زيادة القيمة المضافة للمواد الخام الأفريقية، وزيادة الإنتاجية والعمل على ربط الصناعات المحلية بالقارة بسلاسل القيمة العالمية.
ومن جانبه قال الدكتور خالد شريف، نائب رئيس البنك الإفريقي للتنمية إن الوفد يستهدف من الزيارة استعراض دعم البنك لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية وتقديم الدعم للحكومة في الأولويات التي تتبناها في الوقت الحالي وعلى رأسها التنمية المستدامة وزيادة معدلات التوظيف، مشيراً إلى أن البنك على أتم الاستعداد لتقديم الدعم الفني والتمويل لكافة التكتلات والتجمعات الاقتصادية بقارة أفريقيا لتنفيذ مشروعاتها التنموية.
وأضاف شريف أن الوفد سيلتقي في إطار جولته عددا من كبار المسؤولين بالحكومة المصرية لبحث أهم الملفات ذات الاهتمام المشترك والتي تتضمن إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في أفريقيا الذي أعلن عنه الرئيس السيسي خلال منتدى الاستثمار أفريقيا 2018 في مدينة شرم الشيخ في ديسمبر الماضي وآليات الترويج للمنتدى الثاني المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل في مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا.
كما أشاد باستمرار التحسن في أداء الاقتصاد المصري خلال السنوات القليلة الماضية الأخيرة مع مواصلة تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على العديد من المؤشرات الاقتصادية، مشيراً إلى اهتمام البنك خلال الفترة الحالية بتشجيع التكامل الاقتصادي القاري وذلك في إطار دعم مبادرات الاندماج الإقليمي بين دول القارة في مجالات تحقيق التنمية المستدامة، مع استعراض إمكانية الاستفادة في هذا الخصوص من القدرات الفنية المصرية لمختلف الدول الإفريقية.