قدوة نسائية جديدة بمحافظة المنيا (عروس الصعيد) أضحت نموذجا تعكف السيدات على الاقتداء بها، فهي سيدة تتربع على عرش قيادة السيارات الربع نقل؛ لتتحول الأيادى الناعمة للسيدات إلى إيادٍ تنسج الكفاح فى حياتها فى ظل احتفال العالم باليوم العالمى للمرأة.
أول سيدة فى الصعيد تحصل على رخصة
على مشارف قرى مركز المنيا تحولت "أم ولاء" إلى قصة شعبية يحترمها الرجال قبل النساء. البعض يطلق عليها الأسطورة، الأمر الذى ترحب به كثيرا؛ لتكون أول سيدة فى صعيد مصر تحصل على الرخصة المهنية، والتى يسعى إليها الكثير من الرجال، فعلتها سيدة صعيدية لتصبح الأولى بين محافظات الصعيد التى تقتنص لقب الحصول على رخصة درجة أولى.
تقدمت بمشروع شباب الخريجين
تقول "أم ولاء": فى بداية الأمر ذهبت إلى القاهرة برفقة زوجى للعمل هناك، لكن الأمر لم يستمر طويلا، وعدنا من جديد إلى أرض عروس الصعيد. موضحة: "أنا تقدمت بمشروع شباب الخريجين التابع بوزارة التموين، وبعد كفاح تم قبول أوراقى، وأصبحت أول سيدة تعمل بمشروع نقل أسطوانات الغاز إلى البدالين بمختلف القرى فى مركز المنيا وحتى الآن ما زلت أحتفظ باللقب".
وأضافت "فى بداية الأمر كانت مفاجأة لعدد كبير من الرجال والنساء معا أن يجدوا سيدة تعمل على سيارة أنابيب، وتقوم بتوزيع أسطوانات الغاز بمفردها، إلا أننى تحديت كثيرا، وأكملت عملى حتى أصبحت شخصية معروفة فى المنيا وبين السائقين، ويحرص عدد كبير من قائدى السيارات الذين أرتبط بهم فى مجال عملى أو قائدى السيارات الذين لا تربطنى بهم أى معرفة على إلقاء التحية حال قيادتى للسيارة"، موضحة "ما زلت أواصل عملى على السيارة الربع نقل الذى بدأ منذ ما يقرب من ١٠ سنوات".
زوجي هو من علمني القيادة
واستكملت "زوجى كان يعمل بذات المشروع، وشجعنى كثيرا حيث كان له الفضل فى تدريبى على القيادة فى 30 يوما فقط وأعاننى على العمل وتربية الأبناء معا جنبا إلى جانب"، مشيرة إلى أن لديها خمسة أبناء: 3 فتيات واثنين من الصبية، "ولكننى أفضل أن يطلق علىَّ زملائى ومعارفى اسم أم ولاء، وهى ابنتى الكبرى؛ نظرا لأنها فرحتى الأولى عكس ما يفعل بالصعيد، حيث تحرص الأم على النداء عليها باسم نجلها الصبى".
رفضت تعليم النساء بالسعودية
وأوضحت "تلقيت عرضا سعوديا لتعليم النساء بالمملكة القيادة، وكان العرض بمبالغ مالية كبيرة جدا، لكننى رفضت العرض لأني لن أتمكن من ترك أسرتى بسبب المال"، لافتة إلى أنها أصبحت فخرا لعدد كبير من السيدات والفتيات واللواتى يرغبن فى العمل بذات المهنة، ويطلبن منها إعانتهن على إقناع أسرهن ومساعدتهن على القيادة.