حذر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، المتظاهرين ضد ترشحه لولاية خامسة من "الفتنة" و"الفوضى"، وذلك في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وفي الوقت ذاته، استمرت الدعوات لمظاهرات حاشدة في الجزائر، استكمالا لموجة احتجاجات لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عقدين، وجددت المعارضة الجزائرية دعمها للمظاهرات، قبيل انطلاق مظاهرات كبيرة، معتبرة أن إصرار السلطة على إجراء الانتخابات في هذه الظروف، يشكل خطرا على استقرار البلاد، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وخلال اللقاء الرابع للمعارضة، تلا رئيس الوزراء السابق علي بن فليس، بيانا يقترح مرحلة تمهد المناخ والإطار القانوني من أجل توفير الشروط الضرورية، لتثبيت حرية الشعب في الاختيار، وعدم التضييق على الصحافة، مع رفض التدخل الأجنبي تحت أي شكل من الأشكال.
من جهة أخرى، سارعت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، توسيع الهيئة القيادية للحزب إلى 22 عضوا، وضمت القائمة وزراء حاليون وسابقون ونواب في البرلمان الجزائري، ووجوه معارضة محاولة منها لاحتواء الغليان القائم في صفوفه بعد إعلان قيادات بارزة التمرد فيما استقالت أخرى من صفوفه وأعلنت دعم الحراك الشعبي الرافض للولاية الرئاسية الخامسة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
حول هذا الموضوع قال د. إسماعيل إعراج أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر
"إن رسالة بوتفليقة رسالة تهدئة وخاصة للشباب ودعوة للتحلي بالوعي للوقوف ضد من يحاول ركوب الموجه ويحاول ان يخرج الاحتجاجات من طابعها السلمي "منوها أن الدعوة للتعقل مسألة مهمة في ظل حراك الشارع وهذا خيار سياسي ولا يمكن الجزم بأن رسالة واحدة قد تؤثر على خيار الشارع ولكنها رسالة مهمة في هذا التوقيت.
وأضاف إعراج أن محاولة حزب التحرير الوطني إعادة ترتيب أوراقه تأتي لرأب الصدع في الحزب وتجميع الشباب حوله في ظل اشكالات التنظيم والحفاظ على دوره في المستقبل السياسي للبلاد.. ولم يخفي إعراج أن هناك انقساما حول مبادرة الحزب فهناك من تفاعل إيجابيا معها باعتبار أن ذلك مكسبا سياسيا وتضع حلا للخلافات المرتبطة بالعمل التنظيمي وهناك من رأي أنه غير معني بما يحدث وقدم استقالته.. قائلا إن هذا مهم في إطار التفاعل السياسي لأن المرحلة برأيه تحتاج إلى مراجعة الحسابات لتطوير الحزب ليقود العملية السياسية.
وقال إسماعيل خلف الله القانوني الدولي والمحلل السياسي الجزائري، إن الحزب الحاكم في الجزائر يكذب بأن الرئيس يعي ويستطيع أن يقدم رسائل لأنهم هم المستفيدون وهم الذين يحكمون من وراء الستار لأن التقارير الطبية الواردة من جنيف تقول إن بوتفليقة تحت الرعاية المركزة ولا يستطيع الكلام..مشيرا إلى أن الشعب خرج ورفض الولاية الخامسة للرئيس ولن يعود حتى يثني الرئيس عن الترشح.
وأوضح خلف الله في تصريحات لبرنامج في العمق عبر إذاعة "سبوتنك"، أن الحزب الحاكم مختطف من المستفيدين والذين جاءوا بطريقة غير شرعية في مقابل أن هناك من يساند الحراك وخاصة من المحاربين القدامى وأبناء الشهداء ومن قيادات الحزب الوطنيين، الذين شعروا بخطورة ما تعاني منه البلاد، منوها بأنه يجب أن يأخذ هؤلاء العظة والعبرة من الأنظمة التي سقطت من قبل ولم تستوعب الدرس، مؤكدًا أن أعضاء الحزب الحاكم، ينتهكوا الدستور، لأن الرئيس وهو المعني، لابد أن يقدم بنفسه أوراق ترشحه، كما ينص الدستور، ولكنه لن يستطيع لأنه طريح الفراش.
وقال خلف الله، إن التصعيد سيستمر إلى ما لانهاية، وسيشمل الإضرابات والدعوة للعصيان المدني، لو صمم الرئيس على الترشح لولاية خامسة.