أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين يستغلان الصراع على الموارد الطبيعية لتجنيد القبائل في أفريقيا.
وأضاف المرصد أن التنظيمات الإرهابية تستغل الصراع على الموارد بين الرعاة والمزارعين من مختلف القبائل وبعض السلطات المحلية وهيئات التنمية الدولية.
وأوضح المرصد أن النزاعات حول إستخدام الأراضي تساعد في تفسير سبب إنضمام صغار المزارعين، ولا سيما مربي الماشية، إلى هذين التنظيمين، فالعديد من الرعاة يؤيدون التنظيمات الإرهابية لأن تلك التنظيمات توفر لهم الغطاء الديني لتبرير رعيهم الجائر الذي تمنعه السلطات في مالي على سبيل المثال، كما أن هذه التنظيمات الإرهابية توفر للقبائل المتنافسة على الرعي السلاحَ والتدريب عليه.
وأضاف المرصد أن التنظيمات الإرهابية في أفريقيا توفِّر التدريبَ العسكري على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لمن ينضم إليها من أبناء القبائل المتناحرة؛ مما أدى إلى تسابق بعض هؤلاء للإنضمام إليهم ليكتسبوا قدرات قتالية تؤجج النزاع المسلح بين هذه القبائل في دوامة لا تنتهي.
ونبَّه المرصد على إدراك الدولة المصرية لأهمية التسلح بالتنمية في مواجهة التطرف والإرهاب، وللدور المحوري الذي تلعبه مصر في تنمية أفريقيا من أجل تحقيق الاستقرار بعد إستعادة مكانتها المستحقة في قيادة القارة السمراء التي ساهمت مصر في تحقيق إستقلال العديد من دولها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
وأشاد المرصد بتكثيف جهود الدولة المصرية -في إطار قيادتها هذا العام للاتحاد الأفريقي- من أجل التركيز على مشروعات التنمية بصفة أساسية بإعتبارها قاطرة النمو الاقتصادي من جهة، والخدمات الإجتماعية من جهة أخرى، والتنوير والوعي الثقافي من جهة ثالثة، ومن ثم معالجة جذور المشكلات الأمنية الناجمة عن عوامل التهميش ومعاناة الفقر في أفريقيا لمكافحة الإرهاب والتطرف في مختلف أرجائها.