يتداول كثير من الوعاظ حديث الساكت عن الحق شيطان ، فهل هذا الحديث صحيح؟ وهل لهذا الحديث أصل في الهدى النبوي الشريف ، خاصة وأن حديث الساكت عن الحق شيطان أخرس نسمعه كثيرا ، بل بعضهم ينسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم على أنها حديث نبوي ، فهل هذا له أصل في السنة النبوية الشريفة، وهل ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أى قول يمكن الاستناد له في اعتبار أن القول : الساكت عن الحق شيطان أخرس هو حديث نبوي له أى جانب من الصحة؟
الساكت عن الحق شيطان أخرس في فقه الحديث
يجيب عن هذا السؤال محمد عمرو عبد اللطيف في كتابه تبيض الصحيفة بأصول الحاديث الضعيفة ، وهو أحد كتب فقه الحديث، ويذكر المؤلف في الجزء الثاني من الكتاب صفحة 71 : بقوله : لم أقف له على أصل صحيح ول ضعيف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ول موقوفا على أحد من الصحابة أو التابعين ومتقدمي السلف رضوان الله عليهم ، ول رأيت أحدا من المصنفين في " الحاديث المشهورة " تعرض له بنفي أو إثبات ، هلى الرغم من اشتهاره جدا في أيامنا هذه ومن طالع الصحف الجادة بانتظام وجد ّ در بها هذا الكلم ، وألصق ص كثيرا من المقالت قد ُ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلصاقا بصيغة الجزم ! سواء من أصحاب العمائم البيضاء أو غيرهم من أهل الفضل والصلح ، ومن الذين يظن بهم أنهم على قدر من الثقافة السلمية والتمييز العلمي
الساكت عن الحق شيطان أخرس مصدر وحيد ورد فيه
أما المصدر الوحيد الذي ورد فيه مثل هذا القول منسوبا للنبى صلى الله عليه وسلم فهو " " الرسالة القشيرية للمام أبي القاسم القشيري رحمه الله إذ قال ( ص 62 ... " : ( : باب الصمت والسكوت في وقته صفة الرجال ، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال سمعت الستاذ أبا علي الدقاق يقول . : من سكت الحق ، فهو شيطان أخرس " .