كشمير على خط النار.. مخاوف من اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان.. وباحث سياسي: نجاح الجيش الباكستاني في إسقاط طائرة هندية أكد ضعف القوة الجوية لنيودلهي

صورة أرشيفية

العلاقات بين الهند وباكستان تواجه أخطر تصعيد منذ عقود بعد أن نفذت الهند غارة جوية على باكستان، أمس الثلاثاء، قال مسئولون هنود: إنها استهدفت معسكرا تدريبيا لجماعة مسلحة أعلنت مسئوليتها عن تفجير انتحاري كبير في المنطقة الخاضعة لسيطرة الهند في كشمير في وقت سابق من الشهر الجاري.

الجارتين المسلحتين نوويا لديهما تاريخ طويل من العداء، ومصدر النزاع الحالي هو إقليم كشمير وهي منطقة حدودية في سلسلة جبال الهيمالايا متنازع عليها منذ حصول الهند على الاستقلال وإعلان الإمبراطورية البريطانية لباكستان دولة مستقلة.

ومنذ ذلك الحين خاضت الدولتان ثلاثة حروب قصيرة في أعوام 1947 و1965 و1971 ونزاعا أصغر في عام 1999 على مدار العقدين الماضيين كانت هناك محاولات عديدة لمد جسور بين البلدين لدرجة أن تقارير كانت أشارت إلى أن محادثات سرية اقتربت من الوصول إلى حل نهائي لمشكلة كشمير.

الأزمة الهندية الباكستانية تثير مخاوف العالم أجمع، ليس فقط في إطار التصعيد العسكري الذي شهدته الحدود الهندية الباكستانية، ولكن أيضًا في سياق آثار الأزمة وتداعياتها الإقليمية والدولية لا سيما أن إسلام أباد، ونيودلهي أعضاءً فاعلين في النادي النووي.

لذا هرعت القوى العالمية لخفض التوتر بين الجانبين، وذلك لتجنب أي تصعيد عسكري قد يصل لصراعٍ نووي في المنطقة. ويبدو من تطورات الأزمة نفسها أن الجانبين مستعدين للحوار والسلام وتجاوز التصعيد العسكري، وهو ما بدا في مواقفهما الرسمية؛ حيث دعا “عمران خان” رئيس وزراء باكستان للتهدئة طالبًا الوساطة من قوى إقليمية ودولية كتركيا وروسيا.

جيش محمد

وتتهم الهند الجيش الباكستاني بدعم الجماعات الإسلامية المتشددة وعلى رأسها جيش محمد (JeM) الذي أعلن مسؤوليته عن معظم الهجمات البارزة في كشمير وعلى أهداف في أماكن أخرى من الهند في الآونة الأخيرة، وكانت الجماعة التي تتخذ من باكستان مقرًا لها، وتدير شبكة من المعاهد الدينية.

هناك أيضًا محور الادعاءات الهندية بأن جارتها "ترعى" الهجمات على الأراضي الهندية، وعلى الرغم من أن الهند وضعته على لائحة الإرهابيين الخاصة بها، ولكنها لم تستطع لليوم أن تدرج اسمه على القوائم الدولية.

محللون رأوا أنه لا يمكن لرئيس وزراء أي من البلدين أن يتحمل صراعا آخر ، حيث لا يزال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان جديداً في السلطة بعد فوزه للمرة الاولى في يوليو/تموز الماضي، أما نظيره الهندي ناريندرا مودي فهو يسعى للحصول على فرصه ثانية في الأنتخابات الوطنية هذا الربيع.

ورغم ذلك شعر مودي بأن عليه أن يفعل شئيًا، بعد مذبحة يوم 14 فبراير الماضي التي تمت من قبل "الإرهابيين الإسلاميين" المتمركزين في "آزاد كشمير" والتي أسفرت عن مقتل 44 شخصًا من القوات شبه العسكرية الهندية، حيث طالبه الرأي العام وومنافسوه السياسيين بالتصرف. لذلك كانت "الغارات " التي شنتها الهند يوم الثلاثاء الخيار الأقل خطورة، مقارنة مع عملية أرضية طويلة عبر الحدود كانت باكستان ستقوم بردها عسكريًا، وكان من الممكن أن تتسبب التوترات الحالية بين البلدين إلى حرب ، كما في الماضي ، وهذا ما دفع مودي إيجاد حلول جذرية.

حرب المياه

لجأت الهند لإجراء آخر لا يقل عنفا تمثل فى تخفيض كميات المياه التى تتدفق عبر أنهارها إلى باكستان. وهى خطوة أعلنتها الهند من خلال تغريدة لوزير النقل الهندى أوضح فيها وقف حصة المياه التى كانت تتدفق إلى باكستان وتحويلها بدلا من ذلك لمناطق فى البنجاب، فى خطوة ستكون نتائجها كارثية لمئات الملايين المعتمدين على نهر السند .

كما ألغت نيودلهى امتيازات تجارية لباكستان، وجردتها من وضع «الدولة الأكثر رعاية» وفرضت رسوما بنسبة 200 بالمئة على السلع الواردة من باكستان لتقلص حجم التبادل التجارى الذى يسجل بالكاد مليارى دولار، وتعهدت باستمرار الضغط من أجل الإبقاء على باكستان مدرجة بالقائمة الرمادية لمراقبة تمويل الإرهاب، مما يفرض عليها صعوبة فى الوصول للأسواق الدولية ، ويؤثر سلبيا على التجارة والاستثمارات ويزيد تكاليف الصفقات فى وقت يعانى فيه اقتصادها.

هذه المواقف الحادة اضطرت الجانب الباكستانى للرد بقوة، ولكن هذه المرة على لسان خان الذى قال فى خطاب بثه التلفزيون إن باكستان سترد بكل قوة على التهديدات الشاملة. الأمر الذى دفع البعض للاعتقاد بأن أجواء التصعيد فى هذه الأزمة تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة بعد أن انتقلت حالة الغضب إلى وسائل التواصل الاجتماعى لتتحول إلى ساحة لدعوات الانتقام والتهديد تجاه المسلمين الكشميريين.

تحذيرات من دخول الجارتين في سباق تسلح جديد

في ذات السياق، أكد الباحث السياسي عمرو منصور أن ارتباك الموقفين الأمريكي والبريطاني من الأزمة بين باكستان والهند يهدد بانفجار الأوضاع ين الجارتين إلى مستويات غير مسبوقة مستقبلا ويهدد بدخولهما في سباق تسلح جديد.

وأوضح منصور لـ"أهل مصر"، أن نجاح الجيش الباكستاني في إسقاط طائرة هندية من طراز "ميج – 21" التي تعود للحقبة السوفيتية وأسر قائدها مثل ناقوس خطر لنيودلهي بأن قواتها الجوية أضعف من خوض اشتباكات جوية تكتيكية أو معركة محدودة مع القوات الجوية لجارتها الشمالية، وهو ما دفع قيادة القوات الجوية الهندية لمحاولة امتصاص التأثيرات السلبية للحادث على معنويات الجيش والشارع الهنديين سريعا بالإعلان الاثنين عن دخول 36 من مقاتلات رافال الفرنسية الصنع إلى الخدمة في سبتمبر المقبل.

وأضاف، أن الولايات المتحدة كان شغلها الشاغل في هذه الأزمة هو على علاقتها مع نيودلهي وعدم الظهور بمظهر الداعم لتفوق عسكري لباكستاني بالسعي للتأكد من صحة المزاعم الهندية بشأن استخدام إسلام أباد طائرات "إف -16" في إسقاط الطائرة الهندية، وهو ما يعد انتهاكا لاتفاقات بيع العتاد العسكري الأمريكي والتي تفرض قيودا على كيفية استخدام باكستان لمثل هذا الطائرات، بحسب بيان للسفارة الأمريكية في إسلام أباد.

ونوه الباحث السياسي إلى أن التحرك البريطاني تجاه الأزمة بين باكستان والهند جاء ضعيفا ومتأخرا رغم الدور التاريخي للندن باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة للدولتين، حيث اكتفت رئيسة الوزراء تيريزا ماي باتصال هاتفي الأحد مع نظيرها الباكستاني عمران خان وترحيبها بالتزامه بالحد من التوترات مع الهند، وتشديدها على أهمية اتخاذ باكستان إجراء ضد ما أسمتها الجماعات الإرهابية، فى إشارة لجماعة جيش محمد التي تبنت هجوما أسفر عن مقتل أربعين من القوات الهندية في كشمير في فبراير الماضي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً