تكمن الشكوى الدائمة من خريجي التعليم الفني هي عدم امتلاكهم للمهارات المطلوبة التي تواكب سوق العمل، أو عدم وجود فرصة عمل جيدة تناسب شهادتهم، تلك المشاكل التي ترى وزارة التعليم العالي أن علاجها يبدأ من خلال إعادة تصميم المناهج التي تساهم في منح الخريجين المهارات المرتبطة بالمعارف والسلوكيات، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لهؤلاء الخريجين تؤمن مستقبلهم، ويبلغ عدد الطلبة الذين يمثلون التعليم الفني في مصر، 2 مليون طالب على كافة المدارس الفنية "صناعي - زراعي – تجاري - صناعي - فندقي"، بـ220 تخصصا فنيا مختلفا.
خطة التعليم العالي للنهوض بالتعليم الفني
وتعتمد خطة وزارة التعليم العالي نحو تطوير التعليم الفني، على عدة محاور، أولها إنشاء جامعات تكنولوجية في القاهرة الجديدة وبني سويف وقويسنا، وأهمية تغيير وجهة نظر المجتمع عن خريجي التعليم الفني، وتحسين مستوى الخريجين من خلال تطوير المناهج، وإتاحة الفرصة أمامهم للالتحاق بالجامعات التكنولوجية، والتي سوف تمنحهم درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه أيضاً.
وقال الدكتور خالد عبد الغفار، "عند النظر إلى القادمين من التعليم الفني، تجد أن من يلتحق بهذا النوع من التعليم بعد فترة الإعدادية هم الحاصلين على مجموع منخفض، فنحن في هذه الحالة نختار فئة غريبة جداً للدراسة في هذا المجال، وكأني أعاقبه"، مضيفاً أنه نظراً لذلك تم إنشاء تلك الكيانات التكنولوجية التطبيقية، موجهاً حديثة لطلبة التعليم الفني: "زعلان إنك تدخل معهد؟ إحنا هندخلك جامعة تكنولوجية".
نقلة نوعية للتعليم الفني
وقالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان،أن الجامعات التكنولوجية متخصصة في تنمية المهارات، وليس مجرد إعطاء شهادات وبكالريوس فقط، مشيرة إلى أن سوق العمل حاليًا يحتاج إلى مثل هذه النوعية من المهارات.
وأكدت نصر، في تصريح خاص لـ" أهل مصر"، أن هذه الجامعات ستعمل على تغيير رؤية المجتمع السلبية لطالب التعليم الفني، والتي تتمثل في أنه الطالب الذي لايحصل على مجموع عالي، فستعمل على تحسين منظور الدولة والمجتمع ككل على التعليم الفني، وسيساهم في اقبال عدد كبير من الطلاب على دراسة التعليم الفني.
وأكدت نصر، على أن تلك الجامعات ستحقق طفرة في مجال التعليم الفني، وتقليل عملية التزاحم على الجامعات، حيث ستكون هناك جامعات جديدة بمجالات جديدة، كما سيكون هناك فرص عمل كبيرة لهذه النوعية من المهارات.
تراخيص مهنية لمتدربي "صنايعية مصر"
وتحت عنوان "صنايعية مصر" نفذت وزارة التعليم العالي مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف إلى تدريب وتأهيل أصحاب الأعمال اليدوية والحرف والمهن، مثل: النجارة والسباكة والكهرباء والحرف التراثية، كصناعة السجاد والخزف والنحت والصدف وغيرها من الحرف، والتي تمثل تعزيزاً للدور الأصيل لمؤسسات المجتمع المدني في خدمة وتنمية المجتمع من خلال رفع تنافسية الأيدي العاملة المصرية، وخلق فرص عمل جديدة، وتوطين الصناعة المحلية.
وأعلن الدكتور خالد عبد الغفار، إنه تم التعاون مع وزارة الانتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع في تنفيذ مبادرة صنايعية مصر من خلال منح المتدربيين ترخيصًا مهنيا، يتم من خلال مزاولة المهنة.
وطالب عبد الغفار، المجتمع المدني ورجال الأعمال والصناعة بالمشاركة المجتمعية في الاهتمام بالتعليم الفني من خلال توفير فرص تدريبية وتأهيلية للخريجين من الجامعات المختلفة وأصحاب المهن، وإكسابهم المهارات التي يحتاجها سوق العمل بما يساهم بالحد من البطالة، ويلقي الضوء على مشاركة المجتمع المدني في إحداث التنمية الشاملة بالبلاد.
تغيير نظرة المجتمع لطلبة التعليم الفني
كما تعمل وزارة التعليم العالي على أهمية التوعية المجتمعية، وعمل حملات تسويقية تحسن من الصورة الذهنية للتعليم الفني في المجتمع، هذا بالإضافة إلى التحول الرقمي للمجتمع من خلال إتاحة الفرصة أمام خريجي الكليات النظرية لاكتساب مهارات تكنولوجية، تفتح أمامهم الفرص بسوق العمل، وذلك في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي تحتاج لتخصصات، مثل علوم الحاسب، مؤكداً حرص الدولة على تطوير مستوى الخريجين، مستشهداً بمبادرة المليون مبرمج التي تسعى الوزارة لتنفيذها بالتعاون مع جهات أخرى، وذلك من خلال ربط البحث العلمي بالصناعة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
