"من قال أن التاريخ لا يعيد نفسه"، جملة شهيرة رددها أكثر من مرة المعلق الرياضي الشهير عصام الشوالي، في لقاء عدة، لتدل تلقائيًا على العودة بالزمن إلى الوراء، الجملة شاع استخدامها بشكل كبير، لتصل بمرور الوقت إلى وزارة التربية والتعليم في مصر، مع تربع الدكتور طارق شوقي، على عرش وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أصدر الرجل فرمانًا بانتهاء نظام الثانوية العامة القديم، وبداية عهد جديد يشمل نظام جديد، بحيث تكون الثانوية العامة 3 سنوات وليس "سنتين" فقط، وما من أيام معدودة حتى تراجع "شوقي" عن قراره، معلنًا: "أولى ثانوي نظام تجريبي"، بدون نجاح أو رسوب، وتبدأ الثانوية العامة من الصف الثاني والثالث الثانوي، بحيث يؤدي الطلاب أربع امتحانات في العام الواحد.
"شوقي" أدخل نظام "التابلت" الجديد إلى أروقة المدارس، وبالفعل عممت الفكرة، قبل أن يصطدم مسئولي التعليم بواقعة جديدة، أظهرت قيام أحد الطلاب بمشاهدة مقطع "رقص" على جهاز "التابلت" الخاص به داخل الفصل، ما أغضب أولياء الأمور ومشاهدي الفيديو أيضًا.
وبالتزامن مع الواقعة السابقة، أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، استمرار العمل بنظام التعلبم الثانوي الجديد، والذي تم إطلاقه في بداية العام الدراسي 2018/2019، والذي أعلن عنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ضمن رؤية مصر الخاصة بتطوير المنظومة التعليمية.
وأضافت الوزارة، أن الصف الأول الثانوى هو سنة تدريبية فقط (لهذه الدفعة والدفعات المتتابعة) لتدريب الطلاب على نظام التقييم الجديد، دون الأخذ بدرجات الامتحانات فى المجموع التراكمي، وأن امتحانات شهرى يناير ومارس ٢٠١٩ هى إمتحانات تدريبية لا تحتسب درجاتها في النجاح والرسوب، ولكن امتحانات شهرى مايو ويونيو، سيحاسب عليها الطالب إما بنجاحه أو رسوبه فقط الى الصف الثاني الثانوي.
وأشارت الوزارة، إلى أن باقى السنوات والمتمثلة فى الصف الثانى والثالث الثانوي، فهى سنوات تراكمية لمجموع امتحان السنتين، مما يتيح للطالب أكثر من فرصة لتحسين المجموع، حيث يمتحن الطالب 4 امتحانات في الصف الثاني الثانوي، ويحصل على أعلى درجات امتحانين فيهما، وفي الصف الثالث الثانوي نفس المنهجية، بحيث يلتحق بالجامعة بمجموع درجات أعلى 4 امتحانات في الصفين الثاني والثالث الثانوي، مطالبة أولياء الأمور والطلاب بتحري الدقة فيما يتم تداوله، وألا ينساقوا وراء الشائعات، وأن الوزارة هي المصدر الرئيسي للمعلومات، وليس جروبات وسائل التواصل الاجتماعي.
تعليقًا على ذلك قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، أن هناك تخبط واضح في قرارات مسئولي التعليم في مصر، مشيرًا إلى أن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أخطأ في تطبيق النظام الجديد دون دراسة على حد قوله، موضحًا أن قرارات وزير التعليم عشوائية لا تخرج جميعها عن "شو إعلامي"، لينتهي الأمر بعودة نظام الثانوية الجديدة بشكل "تابلت".
وأضاف "مغيث" في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن الدكتور طارق شوقي، صمم على تطبيق نظام "الكتاب المفتوح"، وفشل في إحكام السيطرة عليه، خاصة بعد تسريب جميع أسئلة المواد بالكامل، ما وضع الوزير في حرج أمام الرأي العام، وعلل ذلك بأنه ترك "الغش بمزاجه".
وتابع الخبير التربوي: كان على طارق شوقي، تجربة الفكرة قبل تعميمها، خاصة بعد تصريحاته المتتالية بنجاح التجربة الجديدة، بنسبة 95 في المئة، وهو ما لم نجده على أرض الواقع.