حكم اختلاء الطبيب بالمريضة في العمل أمر يثير العديد من التساؤلات حول حكمه، حيث يعد اختلاء الطبيب بالممرضة من الأمور المكررة والتي تحدث بشكل دائم تقريبًا، ما حدا ببروز سؤال ما حكم اختلاء الطبيب بالممرضة؟، وكيف ينظر الشرع إلى اختلاء الطبيب والممرضة ببعضهما في مكان منفصل، خاصة مع الإفتاء بعدم جواز توقيع الأطباء الكشف على أي امرأة في خلوة، وهذه الفتوى الأخيرة لقيت اختلافًا في الآراء، وذلك بعد إفتاء الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، بأنه لا مانع من اختلاء الطبيب بالمريضة عند عدم وجود محرم أو ممرضة في العيادة ما دام الطبيب حسن السمعة، الأمر الذي أيده البعض من الأطباء لوجود قسم طبي وأخلاقيات المهنة التي تمنعه عن ارتكاب أي أمر محرم، بينما عارض الأمر آخرون ورأوا أن ذلك اجتهاد شخصي من الدكتورة آمنة نصير ولا يوجد نص شرعي يدعم هذا.
اختلاء الطبيب بالمريضة
وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن إفتاء الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بعدم جواز خلوة الطبيب بامرأة أجنبية عنه حال الكشف الطبي والمداواة، إلا بحضور محرم، أو زوج، أو مساعد للطبيب امرأة كممرضة أمر ثابت في الدين لعدم الوقوع في المعاصي والمحرمات، مضيفًا أن الفتوى أوضحت أنه لا حرج على طبيب النساء والتوليد، ممارسة عمله على أن يلتزم بالضوابط الشرعية وبأخلاقيات المهنة عند قيامه بالكشف على النساء وعلاجهن؛ فلا ينظر من البدن أو يلمس إلا ما تقتضيه الحاجة العلاجية، مؤكدًا أن مفهوم الخلوة هو أن ينفرد الرجل بالمرأة في مكانٍ بحيث لا يمكن الدخول عليهما.
دار الإفتاء المصرية
وأضاف أمين الفتوى لـ"أهل مصر"، أن مفتي الجمهورية أوضح في فتواه أن تعلُّم الطب من فروض الكفايات.
وقالت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إنه يجوز للطبيب النظر للمرأة عند المداواة لكن لابد من وجود ممرضة أو محرم مع المريضة.
وأضافت الحنفي لـ"أهل مصر" أنه لا يكفي أن يكون الطبيب حسن السمعة كما اجتهدت الدكتور آمنة نصير، لأن المجتمع لا يخلو من فساد أخلاقي، لأنه قد يبدو حسن السمعة في المظهر الخارجي لكن لا يعلم أحد ببواطن الأمور إلا الله، فلا تأمن المريضة على نفسها من الطبيب.
صندوق نقابة الأطباء
على صعيد متصل أوضح الدكتور محمد عبد الحميد، أمين صندوق نقابة الأطباء، في تصريحات لـ"أهل مصر"، أنه لن يتحدث من الناحية الدينية أو الشرعية، ولكن من الناحية الطبية أو المتعارف عليه أن الطبيب سواء كان "نسا وتوليد" أو باطنة وغيره عند الكشف على أي سيدة تكون معه ممرضة داخل حجرة الكشف حماية للطبيب كونها حماية للسيدة نفسها، قائًلا: "لو واحدة عايزة تتبلى على طبيب أو تكون عاملة مصيبة".
عورات المرضى
وتابع أمين صندوق نقابة الأطباء، أن طبيب النسا بالأخص لا يمكنه الكشف على أي سيدة وحدها ولكن يكون معها أحد أقاربها أو ممرضة تلازمه، فهو إجراء طبيعي يتم إتباعه بالفعل في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى العيادات الخاصة، مشيرًا إلى أن الطبيب لا يمكن أن ينظر إلى مريضة لديه فهناك قسم طبي حيث أقسم الطبيب بعد التخرج وقبل ممارسته لمهنة الطب أن يحمي البعيد والقريب والعدو وغيره وكل الأطباء ملتزمة به، مضيفًا أنه حتى إذا كان هناك طبيبًا واحدًا غير سوى وله علاقات نسائية فهو لا يحتاج إلى مريضة فكل ذلك يكون خارج إطار عمله في حياته الخاصة.
وقال الدكتور شكري عبد الرحمن، طبيب نسا وتوليد، إن هناك عدد من الضوابط الأخلاقية والمهنية في الطب، بالإضافة إلى أنه أقسم على تقديم معرفته وعلمه بعيدًا عن أي أهواء أو مصالح شخصية، كما أن الفتوى في حد ذاتها في صالح الطبيب لمنع حدوث أي مشكلة للطبيب أو اتهامه في سمعته خاصة أن الأمر حدث مع طبيب أسنان منذ فترة وحاولت أحدى السيدات التشهير به ولكن ظهرت براءته لوجود ممرضة معه، فالمتعارف عليه في أي من المستشفيات سواء كانت حكومية أو خاصة فضلا عن المراكز الطبية والعيادات تذهب السيدات عند الكشف عليها ومعها أحد أفراد أسرتها أو زوجها أو حتى صديقتها، وإذا ذهبت وحدها لطبيب تكون هناك ممرضة تدخل أثناء توقيع الكشف الطبي لمساعدة الطبيب في أداء عمله بالإضافة إلى حمايته من أي مشكلة يمكن أن تحدث له.
وأضاف طبيب النسا والتوليد لـ"أهل مصر" أن السيدات في مصر أكثر خجلاً خاصة من أطباء النسا والتوليد ولا يذهبن لأي طبيب سوى برفقة أحد من أفراد الأسرة، وإذا حدث وهو في حالات نادرة فيكون هناك إحدى الممرضات قائًلا: "الست ممكن تطلع مش كويسة.. والحذر واجب".