كتب: أحمد مرجان ـ إنعام محمد ربيع ـ شيماء السمسار ـ مروة زنون
رغم إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال فعاليات الجلسة الختامية للمؤتمر الوطنى الدورى السادس للشباب، الذي أقيم بجامعة القاهرة، في يوليو الماضي، أن عام 2019 عاما للتعليم، إلا أن التعليم الفني مازال يعاني من نظرة البعض إليه بدونية واستخفاف، ظنًا منهم أن المستقبل كل المستقبل هو للتعليم الثانوى والعام فقط، وما تتبعهما من مرحلة التعليم الجامعى، إلا أنه في الحقيقة هو الذى يساهم إلى درجة كبيرة فى تقدم البلاد، فالتعليم الفني هو القادر على تنمية مهارات الطلاب لخلق مبدعين ومخترعين مصريين، الأمر الذي يحتم علينا ضرورة تغيير فلسفة النظر إليه، ويوجب الاهتمام به من جانب الحكومة.
وفي هذا الملف تستعرض "أهل مصر" نماذجًا من طلاب التعليم الفني في عدد من المحافظات، لم يكترثوا لنظرة المجتمع إليهم، ولم يشغلهم حديثهم عنهم، وتحدوا الصعوبات والظروف المادية التي حالت دون تحقيق أهدافهم ورغبتهم في الالتحاق بالثانوية العامة، لكنهم نسجوا نورا لطريقهم فى ظلمات يواجهها التعليم الفنى نجحوا خلاله في تسليط الأضواء على اختراعاتهم، فرغم ما يوجد بالتعليم الفنى من سلبيات إلا أنهم أعادوا له مجده القديم، عازمين على استكمال مسيرتهم التعليمية والالتحاق بكلية الهندسة.
◄ "روان" بالإسكندرية: شاهدت معاناة ذوي الإعاقة فابتكرت "المرتبة المنبه"
تضم العديد من مدارس التعليم الفني بالإسكندرية طلابًا مبتكرين ومخترعين في مختلف المجالات، فبالرغم من الإمكانات الضعيفة، إلا أنهم استطاعوا أن يكونوا نموذجًا للشباب المصري الطموح الذي لا تعوقه أية مصاعب نحو التقدم والنجاح، مهما كانت هذه الصعوبات، سواء كانت ظروف مادية أو غيره، وحتي عدم دخولهم إلي الثانوية العامة ودخولهم إلي التعليم الفني.
روان خالد، طالبة بالصف الثاني بمدرسة مصطفي كامل الثانوية الصناعية بنات بالإسكندرية، فضّلت التعليم الفني علي التعليم الثانوي لكي يكون لديها متسع من الوقت لتعمل وتصرف على نفسها وتدفع نفقات تعليمها من ناحية، وحتي يكون لديها الوقت الكافي لتنفذ مشروعها واختراعها التي لطالما حلمت بتحقيقه، والمشروع عبارة عن "مرتبة منبه" تعمل علي مساعدة الصم وذوي الإعاقات المختلفة والأشخاص الذين نومهم ثقيل، وأيضا الأشخاص الذين يعانون من الأرق والمرضي النفسيين.
تقول روان، إنها متصاعدة من مسابقة "أنتل أيسل" من مدرسة فيكتوريا كوليدج، وأن مشروعها "نام واطمن علي مواعيدك" هو عبارة عن مرتبة منبه تساعد الصم والأشخاص الذين نومهم ثقيل، حيث تحتوي علي مكبرات صوت وهزاز قوي يعمل علي تنبيههم لمواقيت الصلاة والعمل، ويمكن استخدام المرتبة للأشخاص الذين يعانون من الأرق والمرضي النفسيين من خلال تشغيل موسيقي قبل النوم بمواعيد محددة، ويمكن استخدامها أيضا للأطفال بتشغيل قصص أطفال تساعدهم علي النوم، كما يمكن تشغيلها للعروسين في ليلة الزفاف، لافتة إلي أنها وضعت خاصية "الهزاز" في المرتبة وهي عبارة عن هزات ليست قوية حتي لا تؤذي الأشخاص وهي من أجل ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم لتشعرهم بهزة في المرتبة لإيقاظهم.
وتضيف الطالبة المخترعة، أنها كانت تريد الالتحاق بالتعليم الفني منذ البداية حتي يكون لديها وقت للعمل ولتنفيذ المشروع، حيث كانت الفكرة لديها منذ ان كانت في المرحلة الإعدادية وبعد دخولها المدرسة بدأت في تنفيذها، وذلك بمساعدة مشرف النشاط بالمدرسة هاني أحمد، مشيرة إلي أن فكرة المشروع وُلدت إليها عندما شاهدت والد إحدي صديقاتها الذي حدثت له إعاقة مؤخرا وأصبح لا يقوي علي الحركة إلا قليلا وكانت تفوته الصلاة بشكل دائم حيث يعاني من بطئ في السمع، فمن هنا جاءت إليها الفكرة لكي تساعده علي الانتباه لمواقيت الصلاة.
وتابعت أن المشروع بدأت في تنفيذه في بداية العام الجاري، حيث يوجد في مدرستها غرفة تسمي "غرفة الموهوبين" للتدريب وتنمية مواهب الطلاب في مختلف المجالات، مما ساعدها ذلك علي تنفيذ مشروعها، وقد حازت علي عدة تكريمات عليه، مشيرة إلي أن سعر المرتبة يتراوح ما بين 400 جنيه إلي 500 جنيه، لافتة إلي أنها في انتظار حصولها علي أي دعم أو تبني أحد رجال الأعمال لمشروعها كي تحصل علي براءة اختراع.
وفي هذا الصدد، قال فوزي علام، معلم خبير رياضيات بالمعاش، إن مدارس التعليم الفني بالإسكندرية تضم عدد كبير من الطلاب الموهوبين وهناك اهتمام كبير في الوقت الحالي بتنمية مهاراتهم أكثر مما كان في السابق، مضيفا أنه كان مشرفا علي برامج "Think Quest" و"Future City" و"ايسف ISEF" و"أنا فني أبني وطني"، وكانت تقام تلك البرامج بمقر مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، وهي خاصة بالطلاب المبتكرين بالتعليم الثانوي العام والفني، ومن يتم تأهله من الطلاب المشاركين يتم تأهيله ومشاركته في مسابقات دولية، مؤكدا أن طلاب التعليم الفني هم المستقبل ويجب الاهتمام بهم، وهناك العديد من المشروعات الشهيرة قام باختراعها طلاب بالتعليم الفني بالإسكندرية وتبناها رجال أعمال حتي خرجت إلي النور.
وأضاف علام، أنه لابد من الاهتمام الزائد بطلاب التعليم الفني ومشكلاتهم والتي غالبيتها ظروف مادية، فهناك العديد من الطلاب قد حصلوا علي مجموع عالٍ يمكّنهم من الدخول إلي الثانوية العامة ولكن حرمتهم الظروف المادية من تحقيق حلمهم ولجأوا للتعليم الفني، كما يجب الاهتمام بهم عقب تخريجهم والسماح لهم بدخول الجامعات وتوفير كليات مؤهلة لدخول الطالب الفني، حيث أن فرصهم بالجامعات محدودة، كما يجب علي الدولة أن تعمل علي توظيف خريجي التعليم الفني حتي يشعروا بأنهم يعملون بشهادتهم، فحاليا يتم عمل ملتقيات توظيف تنظمها مدارس التعليم الفني ولكن المشكلة تكمن في أن عمل هؤلاء الطلاب في تخصصاتهم في هذه الشركات والمصانع يتم من خلال تعاقد وليس تعيين وبالتالي من الممكن الاستغناء عنهم في أي وقت وتشريدهم.
◄ أحد الطلاب بالمنيا: حققت أحلامًا محال تحقيقها في التعليم الثانوي
اختراعات جُسدت بأيدى مبدعى ومخترعى التعليم الفنى بمحافظة المنيا تمكنوا خلالها من تقديم ابتكاراتهم على طاولة أساتذة الجامعات وأكاديمية البحث العلمى حتى نجحوا فى الحصول على إيداع بالأكاديمية وفى طريقهم للحصول على البراءة خلال العام الجارى، فما بين ريبوت فريد من نوعه يستخرج الألغام ويمشى على الأرض وفى الماء، وسفينة ضد الغرق وضد الصواريخ، ومولد طاقة كهربائية وتكبيرها ذاتيا، وتكييفات هوائية فريدة من نوعها سلطت الأضواء على مخترعى التعليم الفنى بعروس الصعيد.
حسانين شحاته حسانين، طالب بالصف الثانى الثانوى بالمدرسة الثانوية الميكانيكية بالمنيا، يقول إنه قام باختراع مولد كهربائى يُنتج طاقة ويكبرها ذاتيا، لافتًا إلى أن الاختراع قد انتهي من إتمامه فى عام و60 يومًا، وسافر إلى القاهرة وحصل على شهادة إيداع للاختراع بأكاديمية البحث العلمى تمهيدا لحصوله على براءة الاختراع عقب مرور عام من حصوله على الإيداع، موضحًا أنه عرض اختراعه على عدد من المختصين فى مجال الكهرباء ولقى اختراعه قبولا كبيرا وقام بإجراء بعض التعديلات البسيطة.
وأشار الطالب، إلى أنه لم يكن هذا هو الاختراع الأول له، حيث أنه قدم مجموعة اختراعات سابقة ويسعي جاهدا بقدر استطاعته بمحاولة مساعدة زملائه بالمدرسة ممن يجد لديهم قدرة على الإبداع والاختراع، فضلا عن كونه حقق أحلاما فى التعليم الفنى محال أن يحققها فى التعليم الثانوى.
وقال بولس سامح سمير، الطالب بالمدرسة الفنية نظام الخمس سنوات، إنه نجح فى إختراع ريبوت فريد من نوعه، لافتًا إلى أن الريبوت يمكنه السير على الأرض وفى الماء فضلا عن كونه يتحدى جميع الصعاب كالسير فى الصخور والرمال، موضحًا أن الريبوت هو الأول من نوعه الذى يمشى على 10 عجلات ويساعد على التعامل مع الألغام والتعرف عليها عن بعد مما يساهم فى الحد من ضحايا انفجار الألغام وتفادى حوادث الموت خاصة لدى قوات الجيش المصرى.
على صعيد متصل نجح الثنائى "عبد الرحمن أشرف، وعلى مهنى" الطالبان بالصف الثانى الثانوى بالمدرسة الفنية الميكانيكية، فى اختراع سفينة بحرية ضد الغرق والصواريخ وحصلا على الإيداع من أكاديمية البحث العلمى.
يقول عبد الرحمن أشرف: "إن اختراعنا لسفينة ضد الغرق والصواريخ سوف يحد كثيرا من غرق السفن سواء فى مصر أو على مستوى الوطن العربى إلا أننا نريد تطبيق الاختراع فى مصر".
فيما يقول على مهنى: "إننا بدأنا سويا فى اختراعنا وساعدنا زميلنا حسانين فى التخصصات الكهربائية ونجحنا فى الحصول على إيداع لاختراعنا بأكاديمية البحث العلمى بالقاهرة، لافتًا إلى أن عدد كبير من الطلاب وأولياء الأمور ينظرون إلى التعليم الفنى علي أنه يعج بالسلبيات لكن الواقع عكس ذلك حيث أننى وجميع زملائى تم توفير جميع الإمكانيات لنا من قبل مدير ومعلمى المدرسة، والتعليم الفنى به تطورات وإمكانيات أفضل من التعليم الثانوى العام"، موضحًا أنهما سوف يستكملان تعليمهما ولن يتوقفا عقب انتهاء الدبلوم حتى الوصول إلى كلية الهندسة، قائلا: "فرغم ما وجدناه من معوقات مادية إلا أننا سنكمل تعليمنا الفنى الذى سوف يقودنا إلى حلم الالتحاق بالجامعة".
كما نجح الثنائى "خالد محمد، ويوسف حسن" فى اختراع تكييف هوائى سخن وبارد، حيث يقول "خالد محمد": "إن اختراعنا للتكييف الهوائى السخن والبارد معا يختلف عن مختلف التكييفات الأخرى المنتشرة ولا تحتاج إلى مياه أو فريون"، لافتًا إلى أنهما قد انتهيا من اختراعهما فى غضون 3 أشهر فقط وتمكنا من الحصول على إيداع من أكاديمية البحث العلمى".
وأوضح يوسف حسن، أنهما نجحا سويا فى الاشتراك بعدة مسابقات للمخترعين وحصلا على شهادات تقدير، كما حصلا على المركز الثانى على مستوى الجمهورية بإحدى المسابقات، مناشدًا الرئيس عبد الفتاح السيسى بالنظر إليهم وإلى اختراعاتهم وتبنيها كى تخرج للنور ويتم الاستفادة منها، موضحًا أنهما لم يتمكنا من الالتحاق بالتعليم الثانوى العام إلا أنهما اجتهدا كثيرا ونجحا سويا فى ابتكار اختراعات يستفيد منها جميع المصريين.
وقال علاء عبد الفتاح، مدير مركز الموهوبين بإدارة المنيا التعليمية: "إننا فى المركز نجرى متابعات على المدارس بصفة دورية وبالصدفة يتم اكتشاف الطلاب المخترعين بالتعليم الفنى"، لافتًا إلى أن الماديات تحول بين الطلاب المخترعين وبين أحلامهم فى تحقيق أحلامهم على أرض الواقع وتبنى اختراعاتهم.
وأضاف عبد الفتاح، أن محافظة المنيا من أكبر المحافظات فى إنتاج طلاب العليم الفنى والاختراعات على مستوى الجمهورية، مناشدا بضرورة تقديم الرعاية اللازمة بشكل أكبر لطلاب التعليم الفنى من مساعدات مادية وتبنى لاختراعاتهم حتى يتمكنوا من تحقيق أحلامهم والاستفادة منها على أرض الواقع.
◄ أحمد المحسناوي" مخترع ربوت المتفجرات بالغربية: أسعي لتفكيك قنابل فى سيناء من القاهرة
كثيراً ما تقف الظروف المادية والأسرية حاجزا أمام بعض الطلاب لتمنعهم من الالتحاق بالتعليم الثانوي من أجل تحقيق أحلامهم، ليضطروا للجوء إلي التعليم الفني، إلا أن ذلك لم يمنعهم من تنمية موهبتهم والابتكار والاختراع، حتي تفوقت اختراعاتهم علي غيرهم ممن التحقوا بأعرق المدارس والجامعات.
أحمد المحسناوى، طالب بمدرسة التدريب والتعليم المزدوج التابعة للتعليم الفني بمحافظة الغربية، أحد تلك النماذج المشرفة والذى اخترع روبوت للكشف عن المفرقعات، يقول: "أبي هو الداعم الأول لي حتي أكملت اختراعي وربنا يجعلني سبب إني أفرحه"، مضيفا أن سبب ابتكاره هذا الاختراع الحفاظ علي حياة خبير المفرقعات الذي لطالما كان عُرضة للخطر أو إزهاق روحه بسبب الأخطاء التى يمكن أن تحدث أثناء تفكيكه للقنبلة.
وأضاف المخترع الصغير، أنه فكر في البداية لماذا لا نرسل الخبير لتفكيك القنبلة ولكن دون أن يقترب منها وفي حالة إذا انفجرت القنبلة لا يكون أمامها، وهنا يأتي دور الرداء الخاص بالخبير والذى ابتكره وقام بربطه بدائرة إلكترونية مع إنسان آلى، بحيث ينفذ أى حركة صادرة من الخبير عن طريق الحساسات الدقيقة الموجودة على أصابع الخبير والمثبتة بداية من المعصم وحتى الكوع.
وأضاف المحسناوي، أن الخبير يستطيع التحكم فى الروبوت من مسافة تبدأ من 200 متر وحتى 450 متر، أى بعيدا عن مساحة الخطر، كما أنه يعمل فى الفترة الحالية على الجزء الخاص بالإشارات والمسافة، بحيث يمكن تحديثها لمسافة أطول، وأنه يطمح فى زيادة محيط التحكم بحيث يستطيع الخبير فى القاهرة فك عبوة ناسفة فى سيناء، بنفس الدقه والتحكم، كما يمكنه الشعور بالضغط الموجود على أصابع الروبوت والحرارة، إلى جانب تمتع الروبوت بخاصية "الفي بوكس"، وهو ما يتيح للخبير المحاكاه الكاملة للواقع من رؤية وسمع ممتاز .
أما بالنسبة لعمل الروبوت مع العبوة، فيقول إن لم يستطع تفكيكها أو تعطيلها، فهناك حل أخير، هو وضع مادة قام باختراعها من مواد تخليق القنابل، وأهم خواصها أنها تمتاز بالليونة الشديدة والإنسيابية مثل الماء ولكن إذا تعرضت لضغط فوقها تتحول لمادة شديدة الصلابة تتحمل الحرارة لدرجة تصل لـ 30000 فهرنهايت والتي عندما تنتهي جميع الحلول لدى الخبير ولم يتمكن من تعطيل القنبلة سوف يقوم الروبوت بوضع هذه المادة فوق القنبلة وسوف تنفجر القنبلة ولكن لن يحدث أى ضرر، وذلك لتحجيم القنبلة بالكامل، أما بالنسبة لتكلفة الاختراع فهي ما بين 30 إلي 40 ألف جنيه.
وتابع أنه شارك في العديد من المسابقات وحصل على مراكز في جامعة MSA الأمريكية، كما حصل على المركز الثاني في مسابقة "هرم الإبداع" وعلى المركز الأول مكرر، كما شارك في مسابقة "علماء الغد" مركز أول وكان من ضمن المراكز الـ10 على مستوى الجمهورية التابعة للقوات المسلحة ومراكز تشريفية تخضع لمؤسسات علمية عريقة، ويسعى جاهدًا لتسجيل براءه اختراع، وسيكمل المسيرة بالجامعة لابتكار اختراعات أكثر تعقيداً وأكثر فائدة، ليثبت أن التعليم الفنى ينتج عباقرة، متابعا: "عملت كثيرا على ابتكار روبوت لفك القنابل والمفرقعات سعيا في حفظ أمن واستقرار الوطن ومواجهة مخاطر الجماعات الإرهابية والتكفيرية".
من جانبه قال الشناوى عايد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، إن الوزارة تشجع طلابها من المخترع وتعمل علي مساعدتهم، حيث تم عمل أكثر من برتوكول تعاون لدعم هولاء الطلاب إلى جانب المشاركة السنوية فى مؤتمر "سفراء التعليم الفنى للتنمية والإبداع تغيير النظرة المجتمعية للتعليم الفنى.. من هنا نبدأ"، كما تشارك المحافظة فى مسابقة "بوابة الابتكار"، وذلك فى إطار التعاون بين وحدة تيسير الانتقال إلى سوق العمل ومشروع دعم وإصلاح التعليم الفنى TVET2، وإشراف مسؤولة ريادة الأعمال والابتكار بوحدة تيسير الانتقال إلى سوق العمل، لإطلاق هؤلاء الطلاب المخترعين فيما بعد فى مختلف مجالات الحياة، وتأهيلهم للمنافسة وإظهار أفضل ما لديهم.
◄ في المنوفية.. "مصطفي" رغم إعاقته اخترع روبوت مقاتل
الإعاقة ليست سببا لتدمير إنجاب الحلم فالحالم يستطيع إنجاب اختراعه مهما كلفه ذلك، هذا ما حدث بالفعل مع "مصطفي أيمن الشعراوي" بن محافظة المنوفية، والذي عشق الاختراعات منذ صغره، فعلي الرغم من إعاقته بإحدي قدميه إلا أنه عمل علي تنمية عقله، ولم تمنعه إعاقته من الابتكار والاختراع.
في قرية جروان التابعة لمركز الباجور، يقطن مصطفي أيمن الشعراوي، 19 عاما، خريج دبلوم فني صناعي بمدرسة الشهيد أحمد عبد الباسط داود بالباجور، وهو الابن الأكبر لوالديه، والذى يعمل والده "عامل" بجامعة الأزهر، ووالدته تجلس لتبيع بعض الخضراوات أمام منزلها للمساعدة في مواجهة أعباء الحياة وظروف المعيشة الصعبة، ولديه شقيق يدعي شعبان 11 عاما، وشقيقة تدعي مريم 13 عاما.
يقول مصطفي: "أعشق الاختراعات منذ سن العاشرة من عمري ولم تمنعني إعاقتي عن الاختراع فأنا أمتلك قدما أصغر من الأخري بحوالي 49 سم، وأرتدي جهازا يجعل قدماي متساويتان وهذا الجهاز يحتاج دائما للتجديد حتي أستطيع السير به"، مضيفا أنه علي الرغم من إعاقته إلا أن الاختراع هو بالنسبة له كالهواية فكان يعمل علي فك الألعاب وتركيبها بل وتغيير الملفات الكهربائية بالأجهزة الكهربائية مما جعله أكثر تحمسا للمجال، فالتحق بالمدرسة الصناعية لحبه للاختراعات.
ويضيف: "حصلت علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في مسابقة المبدع الصغير ومن خلالها حصلت علي منحة مجانية للدخول إلي كلية الهندسة جامعة طنطا لتكملة تعليمي، وذلك من خلال قيامي باختراع روبوت مقاتل يعمل في 3 مجالات وهم: المجال العسكري، ومجال الحماية المدنية، ومجال المنازل".
وأوضح الطالب المخترع، أنه في المجال العسكري يعمل الربوت علي الدخول في المعارك الحربية بل وتقليل نسب خسائر الجنود والحفاظ عليهم وذلك عن طريق "App" أبلكيشن يمكن التحكم فيه من خلال جهاز كمبيوتر أو موبايل برقم سري في القاعدة العسكرية، أما في مجال الحماية المدنية يستطيع الجهاز معرفة أماكن المتفجرات والقنابل بل والكشف عنها بصورة سريعة للغاية سواء في الأكمنة أو الكنائس والشوارع المختلفة لعدم حدوث خسائر بشرية، أما في مجال المنازل فيستطيع الجهاز مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في المنازل وتلبية طلباتهم بل ويمكن الإخطار من خلاله عن وجود تسريب بالغاز في المنزل، حيث يصل سعر الجهاز إلي حوالي 35 ألف جنيه .
وأشار إلي أن فكرة الاختراع جاءته عندما شاهد العديد من المدارس يتم تغيير اسمها إلي أسماء شهداء مازالوا في مقتبل حياتهم والذين أصبحوا في زيادة غير معقولة في الفترة الأخيرة، ويقوم بصناعة الـ"باور بانك" الذي يساعد في شحن الموبايل، ولعب الأطفال .
كما نجحت هدير محمد سليم، الطالبة بمدرسة الصناعة بقرية بي العرب بمركز الباجور، في اختراع دواءًا يساعد في القضاء علي مرض السرطان في الدم "اللوكيميا" بدلاً من الكيماوي الذي يضر أكثر منه نفعًا.تقول هدير: "كثيراً ما كنت أستمع إلي برنامج جيمي نيوترون "الصبي العبقري" علي التلفاز مما جعلني أكثر شوقًا للاختراع وجعل هدف الاختراع أمامي دائماً، وسمعتُ الكثير من الأفلام التي تؤكد علي أن الإصابة بمرض السرطان من أصعب الأمراض علي الإطلاق وخاصة سرطان الدم "اللوكيميا"، فتوصلتُ إلي دواء يساعد علي العلاج من المرض دون التعرض لنتائج علاج الكيماوي والتي تتمثل في التقيؤ، وسقوط الشعر".
وأوضحت الطالبة، أنها استخلصت بعض المواد من النباتات المختلفة، وتجميعها داخل كبسولة دواء أو قرص يقوم المريض بتناوله بدلًا من جرعة الكيماوي التي تؤدي إلي تلف الخلايا التي تنقسم، لأنه غير متخصص بالخلايا السرطانية فقط .
وأضافت أن الدواء لمنع الـ cimo serve والـcotaction serve، وذلك عن استخلاصه من مواد طبيعية، حيث يتم الاستخلاص في شهرين ويتم معالجتها دوائيًا ووضعها داخل الكبسولة أو معالجتها لقرص، ويجب تجريب المواد علي الجيم لضمان المعالجة قبل تناوله، مضيفة: "ساعدني والداي في إنهاء جميع أبحاثي، وأطلب بخروج البحث للنور للمساعدة في تخفيف آلام مرضي (اللوكيميا) سرطان الدم".
نقلا العدد الورقي.