كثيراً ما تقف الظروف المادية والأسرية حاجزا أمام بعض الطلاب لتمنعهم من الالتحاق بالتعليم الثانوي من أجل تحقيق أحلامهم، ليضطروا للجوء إلي التعليم الفني، إلا أن ذلك لم يمنعهم من تنمية موهبتهم والابتكار والاختراع، حتي تفوقت اختراعاتهم علي غيرهم ممن التحقوا بأعرق المدارس والجامعات.
أحمد المحسناوى، طالب بمدرسة التدريب والتعليم المزدوج التابعة للتعليم الفني بمحافظة الغربية، أحد تلك النماذج المشرفة والذى اخترع روبوت للكشف عن المفرقعات، يقول: "أبي هو الداعم الأول لي حتي أكملت اختراعي وربنا يجعلني سبب إني أفرحه"، مضيفا أن سبب ابتكاره هذا الاختراع الحفاظ علي حياة خبير المفرقعات الذي لطالما كان عُرضة للخطر أو إزهاق روحه بسبب الأخطاء التى يمكن أن تحدث أثناء تفكيكه للقنبلة.
وأضاف المخترع الصغير، أنه فكر في البداية لماذا لا نرسل الخبير لتفكيك القنبلة ولكن دون أن يقترب منها وفي حالة إذا انفجرت القنبلة لا يكون أمامها، وهنا يأتي دور الرداء الخاص بالخبير والذى ابتكره وقام بربطه بدائرة إلكترونية مع إنسان آلى، بحيث ينفذ أى حركة صادرة من الخبير عن طريق الحساسات الدقيقة الموجودة على أصابع الخبير والمثبتة بداية من المعصم وحتى الكوع.
وأضاف المحسناوي، أن الخبير يستطيع التحكم فى الروبوت من مسافة تبدأ من 200 متر وحتى 450 متر، أى بعيدا عن مساحة الخطر، كما أنه يعمل فى الفترة الحالية على الجزء الخاص بالإشارات والمسافة، بحيث يمكن تحديثها لمسافة أطول، وأنه يطمح فى زيادة محيط التحكم بحيث يستطيع الخبير فى القاهرة فك عبوة ناسفة فى سيناء، بنفس الدقه والتحكم، كما يمكنه الشعور بالضغط الموجود على أصابع الروبوت والحرارة، إلى جانب تمتع الروبوت بخاصية "الفي بوكس"، وهو ما يتيح للخبير المحاكاه الكاملة للواقع من رؤية وسمع ممتاز .
أما بالنسبة لعمل الروبوت مع العبوة، فيقول إن لم يستطع تفكيكها أو تعطيلها، فهناك حل أخير، هو وضع مادة قام باختراعها من مواد تخليق القنابل، وأهم خواصها أنها تمتاز بالليونة الشديدة والإنسيابية مثل الماء ولكن إذا تعرضت لضغط فوقها تتحول لمادة شديدة الصلابة تتحمل الحرارة لدرجة تصل لـ 30000 فهرنهايت والتي عندما تنتهي جميع الحلول لدى الخبير ولم يتمكن من تعطيل القنبلة سوف يقوم الروبوت بوضع هذه المادة فوق القنبلة وسوف تنفجر القنبلة ولكن لن يحدث أى ضرر، وذلك لتحجيم القنبلة بالكامل، أما بالنسبة لتكلفة الاختراع فهي ما بين 30 إلي 40 ألف جنيه.
وتابع أنه شارك في العديد من المسابقات وحصل على مراكز في جامعة MSA الأمريكية، كما حصل على المركز الثاني في مسابقة "هرم الإبداع" وعلى المركز الأول مكرر، كما شارك في مسابقة "علماء الغد" مركز أول وكان من ضمن المراكز الـ10 على مستوى الجمهورية التابعة للقوات المسلحة ومراكز تشريفية تخضع لمؤسسات علمية عريقة، ويسعى جاهدًا لتسجيل براءه اختراع، وسيكمل المسيرة بالجامعة لابتكار اختراعات أكثر تعقيداً وأكثر فائدة، ليثبت أن التعليم الفنى ينتج عباقرة، متابعا: "عملت كثيرا على ابتكار روبوت لفك القنابل والمفرقعات سعيا في حفظ أمن واستقرار الوطن ومواجهة مخاطر الجماعات الإرهابية والتكفيرية".
من جانبه قال الشناوى عايد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، إن الوزارة تشجع طلابها من المخترع وتعمل علي مساعدتهم، حيث تم عمل أكثر من برتوكول تعاون لدعم هولاء الطلاب إلى جانب المشاركة السنوية فى مؤتمر "سفراء التعليم الفنى للتنمية والإبداع تغيير النظرة المجتمعية للتعليم الفنى.. من هنا نبدأ"، كما تشارك المحافظة فى مسابقة "بوابة الابتكار"، وذلك فى إطار التعاون بين وحدة تيسير الانتقال إلى سوق العمل ومشروع دعم وإصلاح التعليم الفنى TVET2، وإشراف مسؤولة ريادة الأعمال والابتكار بوحدة تيسير الانتقال إلى سوق العمل، لإطلاق هؤلاء الطلاب المخترعين فيما بعد فى مختلف مجالات الحياة، وتأهيلهم للمنافسة وإظهار أفضل ما لديهم.