تحل اليوم ذكرى ميلاد المُلحن والمُغني والممثل محمد عبد الوهاب، الذي لُقب بـ "موسيقار الأجيال" لقدرته على تطويع الآلات الموسيقية لتُخرج ألحانًا بديعة تواكب كل عصر من عصور السينما والإذاعة منذ بدايات القرن الماضي وحتى وفاته في نهاية القرن نفسه.
وُلد عبد الوهاب في حارة برجوان بحي باب الشعرية بالقاهرة، في 13 مارس سنة 1902، وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية منذ بداياته، إذ عمل كملحن ومؤلف موسيقى وكممثل سينمائي.
بدأ حياته الفنية مطرباً بفرقة فوزي الجزايرلي سنة 1917، وفي سنة 1920 قام بدراسة العود في معهد الموسيقى العربية، بعدها بدأ العمل في الإذاعة وفي السينما ي بداية الثلاثينات، ارتبط بأمير الشعراء أحمد شوقى ولحن أغان عديدة له، غنى معظمها بصوته ولحن كليوباترا والجندول من شعر علي محمود طه، وكانت هذه الفترة التي اختارته فيها منيرة المهدية ليكمل ألحان عروض "كيلوبترا" لينطلق بعدها عبد الوهاب ويحقق نجاحاته.
وفي كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" ذكر الناقد الكبير رجاء النقاش، أن "المهدية" والتى شهد المسرح أوج ازدهارها وعظمته، كان لها الفضل فى شهرة عبد الوهاب الأولى، فبعد وفاة الشيخ سيد درويش المفاجئ قبل إتمام ألحان مسرحية كليوباترا، أسندت المهدية الألحان لعبد الوهاب والبطولة الرجولية أمامها أيضًا،حيث كان وقتها في سن أبنائها.
لكن فى الأخير قامت المهدية بطرد عبد الوهاب من عرض أوبريت كليوباترا ومارك أنطوان، ويرجع البعض ذلك لغيرتها من النجاح الذى حققه الشاب عبد الوهاب حينها.
لحن عبد الوهاب بعدها للعديد من المغنيين في مصر والبلاد العربية منهم فيروز وأم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وصباح وطلال مداح وأسمهان، إلى جانب أنه كان أول مكتشف للفنان إيهاب توفيق في أواخر الثمانينات.
ذكرى عبد الوهاب
استطاع عبد الوهاب بخبرته تطوير الموسيقى العربية، وعمل أفضل ثُنائيات مع السيدة أم كلثوم، ولحّن أوبرتات الثورة في عهد عبد الناصر، ولحّن العديد من الأناشيد الوطنية في دول المنطقة، وسار على نهج مدرسته العديد من الأجيال حيثُ واكبت موسيقاه فكر الجيل الجديد.
عبد الوهاب والحب
كان لعبد الوهاب العديد من المواقف الطريفة في الحب، بداية من حبه الشديد لسيدة تكبره بـ 16 سنة، وكان هو وقتها في سن التاسعة، نهاية بزواجه من إقبال نصّار، ومن ضمن الحكايات التي مر بها موسيقار الأجيال مع الحب، كان يوم زفافه منها، والذي استمر 21 عامًا أنجب خلالها 3 بنات وولدين، حتى انتهى بالإنفصال، قبل زيجته الثانية، وزواجه الثالث من نهلة القُدسي.
وبشأن هذا الزواج الأول له، تحدث الكاتب الصحفي محمود معوض، في إحدى الحوارات الصحفية عن يوم زفاف عبد الوهاب، وقال عوض: "يوم الزفاف عرضت عليه صيغة خبر الزواج الذي سيتم نشره في وسائل الإعلام إلا أنه ثار بشدة رافضًا الإعلان عن زواجه، وعلل بذلك أن نبأ زواجه سيحدث دويًا كبيرًا فهناك فرق كبير بينه وبين أي عريس، ولم تقتنع أسرة العروسة بوجهة نظره، وهنا ترك عبد الوهاب، الحفلة وخرج غاضبًا".
وأوضح "عوض" أن عبد الوهاب، وضع الأسرة أمام الأمر الواقع ولم تستطع إذاعة الخبر، وظل زواج عبد الوهاب، من السيدة إقبال نصار، سرًا لسنوات إلى أن انفردت ذات صباح جريدة "أخبار اليوم" بعرض القصة الكاملة لزواج موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.