"رأى الفلاسفة في كل العصور أن هدف الفلسفة هو تفسير العالم، ولكننا نرى أن هدف الفلسفة هو تغيير العالم"، هكذا يرى الفيلسوف الألماني كارل ماركس - الذي تحل اليوم 14 مارس ذكرى وفاته - دور الفكر في الحياة الإنسانية، ليشق لنفسه طريقًا جديدًا لم يعهده مسرح الفكر قبل مجيئه.
أنجز ماركس الكثير من الكتب في الاقتصاد، وعلوم الاجتماع، والتاريخ، وهو صاحب أفكار ثورية كان لها أشد التأثير على تطوير الفكر الاشتراكي في العالم، كما رأى الكثير من المفكّرين، وقد صُنِّف بالطبع كواحد من أهم وأعظم الاقتصاديين في التاريخ.
ولد ماركس في 5 مايو عام 1818م، في مدينة ترير بألمانيا، وقد كانت أسرته غنية إلى حد ما، وقد تزوج "جيني فون ويستفالين" في عام 1843م. عمل كاتبًا في صحيفة راديكالية، وقد توالت بعد ذلك كتاباته، ونظرا لأفكاره الثورية، قاموا بنفيه إلى بروكسل، غير أنه ما لبث بعد ذلك أن أصبح قياديًا هامًا للحزب الشيوعي.
عاش ماركس الحياة الفكرية والفلسفية، وقد مارسها في الصحافة بمدينة كلونيا، وعندما انتقل إلى فرنسا حاول أن تكون حياته أكثر تطلعا وتحررا، وقد ظهرت تلك التطلعات في بعض كتبه، وكان من الطبيعي أن يؤثر مفكرو فرنسا الاشتراكيين في الفكرة الراسخة لدى ماركس، وأن يستزيد من أفكارهم وتجاربهم السياسية حول العالم، وهذا بالطبع جعله ينفعل وينتقل إلى الثورة البروليتارية ليكون له أدوار مهمة بكتاباته في الفكر الاشتراكي الشيوعي التحرري.
توالت كتابات ماركس وأعماله في الحزب لنشر أفكاره بين أكبر قدر من متابعيه، إلى أن توفى في 14 مارس عام 1883، وهذا عقب وفاة زوجته بعامين حزنًا عليها، بعدما أصيب بمشكلات في الجهاز التنفسي.
رغم كتابات ماركس الكثيرة، إلّا أنه كان يستعد لوضع كتاب فلسفي لتوضيح المادية الجدلية، والمادية التاريخية، على نحو أدق، ولكنه انشغل بكتاب "رأس المال"، وكتب أخرى كانت بمثابة مصباح منير للفكر الاشتراكي المعاصر لهذا الوقت.
من أشهر أقواله: "إنه ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، بل على العكس من ذلك، الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم"، "الذي لا يعرف التاريخ محكوم عليه بتكراره"، "إن الدافع من الإنتاج الرأسمالي هو لاستخراج أكبر كمية ممكنة من فائض القيمة وبالتالي لاستغلال العمالة إلى أقصى حد ممكن"، "تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام"، "الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة.. الطاغية مهمته أن يجعلك فقيرًا، وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائبًا".