قبل 24 ساعة من بدء مسيرات جديدة متوقعة في الشارع لرابع جمعة على التوالي لاحتجاجات الجزائر، بدا كأن جهة ما طلبت من "المسؤولين الجدد" الخروج إلى الإعلام الجزائري، لتسويق خطة "الإصلاحات السياسية"، وتداول كل من نائب الوزير الأول، رمطان لعمامرة، والأخضر الإبراهيمي، على شرح هذه الخطة عبر الإذاعة الجزائرية والتلفزيون الحكومي تباعاً، قبل مؤتمر إعلامي للوزير الأول نور الدين بدوي، الخميس 14 مارس بقصر المؤتمرات في الضاحية الغربية للعاصمة.
إن عالم الشرق الأوسط اليوم ، العالم الذي اختار بوتفليقة التنحي عنه بهدوء بعيدًا عن المسرح، يختلف كثيرًا عن عالم الشخصيات البارزة مثل صدام وحافظ والآخرين،قبل ثماني سنوات من هذا الشهر، كان المحتجون في درعا في سوريا يكتسبون زخماً لمواجهة نظام بشار الأسد.
في نهاية المطاف، كانت سوريا سترد برصاص الاحتجاجات، مما أثار احتجاجات "جمعة الكرامة" في 25 مارس 2011، وقد حدث شيء مشابه في الجزائر هذا الأسبوع حيث سعى المحتجون إلى منع عبد العزيز بوتفليقة من السعي لفترة ولاية خامسة، بدلاً من ذلك أخذ بوتفليقة الطريق السلمي إلى الخارج وقرر أنه لن يحاول التشبث بالكرسي.
بوتفليقة هو واحد من آخر الرجال المسنين في المنطقة، ولد عام 1937 عندما كانت الجزائر تحت الحكم الاستعماري الفرنسي، انضم إلى جبهة التحرير الوطني (FLN) بعد فترة وجيزة من تأسيسها وكان ناشطًا ناشطًا في الحزب في العشرينات من عمره، عندما حصلت الجزائر على استقلالها في عام 1962.
وقالت صحيفة "جيورالزيم بوست" أن تدمير الأنظمة القومية العربية على يد الربيع العربي قد اكتمل الآن، ما حل محلهما هو شيء مختلف، إذا وضعنا جانباً نظام الأسد في دمشق ، والشكل الفريد للديمقراطية الطائفية في لبنان ، فإن بوتفليقة يمثل آخر الأنظمة القديمة،وليس من الواضح لماذا تمكنت الجزائر من التغلب على العاصفة التي أصابت ليبيا وتونس ومصر، ولكن من المثير للاهتمام أن هذه البلدان الأربعة في شمال إفريقيا كان لها اتجاه مختلف، سقطت ليبيا في فوضى وحرب أهلية وحشية.
وباقتراب حل البرلمان بغرفتيه، كمعطى سياسي تلقائي يعقب تأسيس الندوة الوطنية المكلفة التشريع للمرحلة المقبلة، لم تبد جبهة التحرير الوطني اعتراضاً مسبقاً على المقترح إن قرره الرئيس بوتفليقة، على الرغم من نفي نائب الوزير الأول "رمطان لعمامرة"، وجود تفكير في الخطوة في الفترة الحالية قائلاً "كل المؤسسات الدستورية ستظل قائمة بعد الـ 28 من أبريل المقبل"، وهو تاريخ نهاية الولاية الرابعة لبوتفليقة رسمياً.
وتساءلت الصحيفة لماذا نجت الملكيات في التغلب على عاصفة السنوات الثماني الماضية بشكل جيد، في حين أن الأنظمة القومية العربية كان لها سجل مختلط، غارقة في الفوضى أو الاستبداد، أو في حالة العراق ولبنان ، في نوع من سياسات التوازن الطائفي مدعومة بنفوذ إيراني متزايد؟، و الاجابة هنا توفر الممالك نوعًا من الأمن والاستمرارية ، لكن هذه ليست إجابة جيدة بما فيه الكفاية، فقد تم الإطاحة بالملوك في الخمسينيات من قبل جيوشهم، ويبدو أن ما أضعف الأنظمة القومية العربية كان أن هناك على الأقل وعدًا بنوع من التشاور شبه الديموقراطي وأن الأنظمة لم تف بهذا الوعد أبدًا،ما زال القلب التقليدي للشرق الأوسط يتساءل عما سيحدث بعد ذلك،مهما كان فإن نموذج بوتيفليقة لا يبدو أنه درس للمنطقة.