قال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية والخبير الأمني، أنه ما حدث في نيوزيلاندا أمس، هو حادث مدبر ومقصود لإحداث فتنة طافية حول العالم بين الإسلام والمسيحية ليس في نيوزلاندا فقط فمقصودا به أن يقال للمسلمين بأنكم في الغرب تتعرضون لاضطهاد، لجرائم إرهابية وأن مساجدكم منتهكة فتتعطي بذلك الفرصة لإرهابي الشرق الأوسط المزروعين من الغرب، وخلفهم أجهزة مخابرات أجنبية الذريعة القوية والسبب لإرتكاب جرائمهم الإرهابية ضد الأمنين من المسيحين وأصحاب الديانات الأخرى.
وتابع المقرحي في تصريحه لـ"أهل مصر" أن هذه الأجهزة المخابراتية وهؤلاء الإرهابين، يعلمون جيدا أن الدين الإسلامي دينا سمحا، ولا يُفرض على أحد ولا يدعو إلى وليس هذا كلاما إنشائيا ولكن بنص كتاب الله الكريم ، "لكم دينكم ولي دين وأيضا لا إكراه في الدين".
وأردف الخبير الأمني بأن هذه الحادثة، رسالة مبعوثة من نيوزيلاند بأجهزة مخابراتها إلى بلادنا ومنطقة الشرق الأوسط عموما، لتقول للإرهابيين أبدءوا في مخطط الفتنة الطائفية، وارتكبوا جرائمكم تحت ذريعة الانتقام لإخوانكم المسلمين الذين ذبحوا على مرأى ومسمع العالم أجمع وأثاروا ولدينكم.
وتابع مساعد الوزير، أن هذه الحادثة ليست جريمة جديدة، قائلا إن جورج بوش قال في تصريح سابق "لقد خلصنا من الشيوعية وعدونا القادم هو الإسلام"، موكدا أن تلك ذرائع تتخذها الأجهزة المخابراتية المعادية وللآسف ينفذها المتطرفين الممولين الذين لا يعلمون عن الدين الإسلامي إلا قشورا خارجية.
ووجه المقرحي رسالة هامة قائلا، "وجب بل فرض عين على الإعلام وعلى الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي إن تنبه لهذا الحادث الارهابي، والتوعية به وأهدافه الطائفية الواضحة، فبعد فشل الدول فيما كانوا يسعون إليه من إحداث فتة خلال أحداث مينامار اليوم ينقلون نشاطهم إلى نيوزلاندا.
ولفت الخبير الأمني إلى انه مهما حاولت الحكومة النيوزيلاندية أن تنفي عن بلادها الإرهاب وتدخل أجهزة مخابرات في التخطيط والتنفيذ والرسم لهذا الحادث، نظرا لكونها دولة صغيرة، إلا أن ذلك لن يخفى على أحد.
وأوضح المقرحي، أن الفرق بين الحادث الإجرامي الفردي التي تصر نيوزلاندا على إطلاقه على ما حدث وراح ضحيته 50 مصليا منهم 4 مصريين، وبنين الحادث الارهابي التي تنفيه ذات الدولة عن نفسها، قائلا: "الحادث الفردي يقوم به شخص مختل عقليا أو ذا تفكيرا فردي، ليس وراءه أحد نتيجة أنفعال شخصي، أو شحنه طاقة سلبية بعد الاطلاع على وسائل التواصل، وأما الحادث الإرهابي فهو نتيجة تخطيط وتمويل وتنفيذ ودراسة قامت بها أجهزة مخابراتية على مستوى عالي ونفذها من أوكل إليه ذلك.
ومن جانبها نشرت عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على حسابها بمواقع التواصل الاجتماعي، أسلحة نارية ، مكتوب عليها عبارت التهديد والوعيد بالانتقام بالثأر لما حدث للمصليين داخل مساجد نيوزلاندا، فجاءت عبارات مثل "لا حصانة لأحد الرد قادم، سنعيد الكرة عليكم قريبا ، صبرا نيوزلاندا فالأيام دول والجروح قصاص، فتحتم على جزيرتكم جهنم"، في إشارة منها إلى الرد على حادث مسجدي بنيوزيلاندا، وبذلك يتحقق تحليل الخبراء بأن الواقعة مدبرة، ما هي إلا إشارة لبدء فتنة طائفية، ومزيد من العمليات الإرهابية وخاصة ضد غير المسلمين في الشرق الأوسط.
وفي مفاجأة صاعقة، كشف موقع "نيوزيلند هيرلاد" النيوزيلندي السبت، أن مكتب رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن، حصل على نسخة من بيان منفذ "هجوم المسجدين" في مدينة كرايست تشيرتش، قبل دقائق من تنفيذه الهجوم الإرهابي الدموي.
وأوضح المصدر، الذي حصل على المعلومة بشكل حصري، أن مكتب أرديرن حصل على نسخة من البيان، المكون من الـ73 صفحة، قبل أقل من 10 دقائق على تنفيذ الهجوم الإرهابي، مضيفا أن "الجاني أرسل البيان إلى مكتب رئيسة الوزراء إلى جانب 70 مستقبلا آخر، من بينهم سياسيون".
وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء النيوزيلاندية "البيان الذي استلمناه يكشف الدوافع وراء العملية. لم يقل إنه على وشك تنفيذ هجومه.. لم تكن هناك فرصة لإيقافه".
وتابع "تمت صياغة البيان وكأن العملية نفذت مسبقا"، ويصف الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت، البالغ من العمر 28 عاما ويؤمن بتفوق "العرق الأبيض"، في "بيان الكراهية" الذي نشره كذلك على الإنترنت، نفسه بأنه "مجرد رجل عادي من أسرة عادية".
وقال إنه كان يعمل كمدرب لياقة للأطفال، قبل أن يمضي عامين كاملين في التخطيط والإعداد لمذبحة المسجدين، وصنف هذا السفاح اليميني المتطرف نظيره النرويجي أندريس بريفيك ومنفذ هجوم مسجد فينزبيري بارك، دران أوزبورن، بأنهما من "الشخصيات المؤثرة والقوية"، وزعم في بيانه أن الأوروبيين البيض "يفشلون في التكاثر والإنجاب".
يشار إلى أن الهجوم، الذي وقع خلال صلاة الجمعة، خلف مقتل 49 مصليا وإصابة 42 آخرين.