أقام السفير عبد الرحمن صلاح،حفل توقيع ومناقشة كتابه "كنت سفيرا لدي السلطان" للسفير عبد الرحمن صلاح،أخر سفراء مصر بتركيا، بحضور كل من أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعمرو موسي وزير الخارجية السابق، وعبد الرؤوف الريدي سفير مصر السابق في واشنطن، وعدد من السفراء والمثقفين والإعلاميين والسياسيين.
وقال السفير عبد الرحمن صلاح أن كتابه كنت سفيراً لدي السلطان يتناول بشكل موسع فترة تمثيلي الدبلوماسى كأخر سفير لمصر فى تركيا منذ عام 2011 وحتي 2013، والتي شهدت العديد من التغييرات السياسية بين الدولة المصرية وتركيا مع شرح دقيق لأسباب وملابسات العديد من قرارات وسياسات البلدين، وكواليس زيارات كبار المسئولين بين القاهرة وأنقرة، والتى شارك فيها بنفسه، ويكشف عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأردوغان فى تركيا حين كان وزيرا للدفاع.
وأضاف "صلاح" أن الكتاب يتضمن العديد من المواقف الدبلوماسية كثيرة التي شهد عليها لحظة بلحظة،خاصة وأن الفترة الزمنية التي تولي فيها منصب السفير المصري في تركيا كان بها العديد من الأحداث والقضايا الدبلوماسية،التي أدت إلي تغييرات سياسية كبيرة،ليس علي مستوي العلاقات الإستراتيجية بين البلدين فحسب،بل أيضاً إمتدت لمنطقة الشرق الأوسط،كتدخلها فى شئون الدول المجاورة.
وأكد أن التغيرات السياسية التركية تجاه مصر والشرق الأوسط بشكل عام حدثت بعد نتائج الإنتخابات البرلمانية والرئاسية التى أعقبت ثورات الربيع العربي وخاصة في مصر،لرهان أردوغان علي قوة تنظيم الإسلام السياسي وجماعة الإخوان في خدمة ودعم مخططاته التوسعية في المنطقة،مضيفا،أن أردوغان كان يسعي بدعمه للإخوان السيطرة علي الدول العربية لكن جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتطيح بأحلامه.
وأشار إلي أن كتابه يتناول تحليل سياسات البلدين، بلغة سهلة للقارىء غير المتخصص، كما يجد الدبلوماسيون والباحثون في الكتاب التفاصيل والوثائق التي تعينهم علي فهم وتحليل المجتمعين السياسيين في مصر وتركيا والعلاقات المصرية التركية في تلك الفترة.
وقال "أحمد أبو الغيط" الأمين العام لجامعة الدول، أن السياسة التركية تحولت من التحالف مع مصر لدخول إلى عصر جديد لاستبدال اسطنبول بالقاهرة، وكانت تركيا تتحالف مع إيران والعمل على المشاركة في قيادة المنطقة مع الهلال الشيعي، وهذا يعني استبعاد مصر، واستثمار خروجها من قيادة المنطقة.
من جهته قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، مهمة عبدالرحمن صلاح في تركيا، أنها تمت وسط تطور كبير في المنطقة، وكان لاعبان رئيسيان لها أوردغان و تركيا، وسياسة الدولة القائمة على أسس وأهداف غاية الأهمية والخطورة، فكانت انتهاء مرحلة كانت مصر زعيمة فيها، وبدأت مرحلة تحاول فيها تركيا أن تكون هي الزعيمة في الشرق الأوسط.
وأكد "موسى" في كلمته، أن كتاب "كنت سفيرًا لدى السلطان" يشير إلى ذلك ويبني تحليله واتصالات السفير بالمسئولين ، التي أكدت أن تركيا كانت تبتعد عن مصر وصداقتها بشكل واضح، وكانت اسطنبول تهتم بنظرية الإسلام المعتدل يهزم الإسلام المتطرف، الذي تمثله المنظمات المتطرفة والتيار السلفي، لينحى منحى مختلفًا في تحليل الأمور، وهذه النظرية، كانت في ظل الفوضى الخلاقة، وكانت تركية فاعلة في هذه النظريات، ولاتزال.
وأوضح أن تركيا لم تكن تريد استبعاد مصر كلية، لكنها كانت تريدها أن تكون الشريك الأصغر لها، وتسير بقيادة تركيا، وكانت اسطنبول تعلم جيدًا أنه لا يُمكن إقناع الرأي العام العربي إلا بوجود دولة عربية قوية تستطيع ذلك، والمسئول الذي يُشارك ويعمل في ظل هذه الظروف في هذا البلد هو سفير ناجح
وقال السفير عبدالرؤوف الريدي، سفير مصر السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلال كلمته، أن الكتاب يشهد ميلاد سفير أديب جديد في مصر، فبين شاطئي الشمال والجنوب، كانت هناك أحداث وأحلام لأردوغان، وأحلام الحقبة الإخوانية، فسبح بينهما، واستطاع أن يخرج من بين هذه المشكلات بنجاح.
وأَضاف "الريدي"، أن في هذا الكتاب، سرد حقيقة الإدارة التركية، وأوضح ذلك من خلال المواقف الأردوغانية التي لا يُعلن عنها، فمنها عندما كان يسير أردوغان وحراسه واستولوا على إحدى القاعات لمنع أي شخصية مصرية للدخول لهذه القاعات، عنوة واقتدارا، وهو توضيح حقيقي لما يكنه هؤلاء لمصر من عداء شديد، وكشف حقيقة الإدارة التركية في كرهها لمصر.
وتابع: السفير هو مندوب الدولة وممثلها في الدولة الأخرى، لكن "صلاح الدين" تم استبعاده من المفاوضات في قصة الـ 2 مليار دولار بين مصر وتركيا، ولم يشهد توقيع البروتوكول في فترة حكم الإخوان، وتحدث آخرون أن هذه منحة من أردوغان لا تُرد وهذا إنجاز كبير، لا أحد يعلم ما بداخل الثعلب الماكر، فليس هناك منحة لا ترد، لكن هناك قروض ميسرة وفوائد بسيطة، وتسهيلات، وحينها طُلب من السفير ضرورة الوجود، وأدار الحوار ومن ثم كانت مفاوضات الناجحة، وكان ذلك نجاحًا للدولة الوطنية، لتخرج الخارجية المصرية رابحة.
وأردف "الريدي"، كانت مصر طوال الوقت في خاطره، وكيف تعاملت اسطنبول مع العشوائيات، ولا تأتي مناسبة إلا ووجدانه وباله يخطران بمصر وماذا يُقدم من نصائح لها لحمايتها والنهوض بها، مؤكدًا أن "صلاح الدين" حفظ لمصر دورها الدبلوماسي وكيانها وقيمتها بين العالم.