"صنايعية مصر تاريخ من الإبداع".. "السبح" فن الأجداد.. الكهرمان والخرتيت واليسر أندر الأنواع.. وضعف السياحة و"النصب الإلكتروني" يهددان المهنة بالانقراض.. فيديو وصور

السبح
السبح

الصناعات والحرف اليدوية في مصر كثيرة وهي أقرب إلى الفنون منها إلى الصناعة، فهذه الصناعات تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وهي تحتاج إلى دقة كبيرة ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع، وأصحابها يتمسكون بها ويورثونها للأجيال، ولكنها أوشكت على الانقراض في الوقت الحالي بسبب الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق بالمنتجات المستوردة.

"إبراهيم رمضان زكريا"، صنايعي فني نحت، لديه ورشة بـ"خان الخليلي" لتصنيع السبح، يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 20 عاما، قال إن هناك أنواعا من السبح مصنعة من مواد عادية وأخرى تعتبر بالنسبة لبعض البلاد فصيلة نادرة من الخامات الطبية، ولذلك تأخذ مكانة كبيرة، ومن هذه المواد الكهرمان وهو صمغ شجر يتكون على مدار آلاف السنين، الخرتيت، سن الفيل، اليسر البلدي وهو من الشعب المرجانية، وغيرها من الخامات النادرة.

وأوضح: تتوافر معظم المواد المستخدمة لصناعة السبح سواء كانت طبيعية أو مصنعة فى بلدان أخرى خارج مصر وخاصة جنوب أفريقيا فبها مواد وأنواع كثيرة جدًا من الأخشاب والمواد الخام.

شاهد.. الأنواع النادرة لصناعة السبح وأماكن تواجدها

وأضاف: تمر صناعة السبح بمراحل كثيرة حتى تصل للشكل النهائي المتداول في الأسواق، تأتي المادة الخام وتدخل أولا على "ماكينة التقطيع"، وذلك على حسب الشغل والحجم والشكل المطلوب، وبعد ذلك تحول لعوابر ومنها إلى حب ويتم تخريمه، وبعدها يصل لمرحلة "الجلخ" وأخيرا يتم وصل الحب ببعضه، حتى تصل السبحة لشكلها النهائي حيث تمر على 12 مرحلة.

وتابع زكريا: أسواق السبح فى الوقت الحالى دولية وليست محلية، إلا في حالة عودة السياحة مرة أخرى، لأنها ثمل كل الشغل بالنسبة لنا، وقد بدأنا في الوقت الحالي نطور من عملية التسويق لها عن طريق التواصل عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي،

ولكن هذا سبب لنا مشاكل كثير، حيث إن هناك الكثير من عمليات النصب تحدث من خلال هذه المواقع، فأصبحنا لا نستطيع أن نسوق لمنتجاتنا سواء في السوق المحلى أو الدولي، خاصة أن هذه المنتجات للرفاهية والأشخاص الذين لديهم علم بها، الشعب المصري محدود الثقافة في هذه المنطقة.

شاهد.. مراحل تصنيع السبح بـ"خان الخليلي" ومشاكل التسويق

وقال زكريا عن صناعة السبح إنها مهنة فنية وليس من السهل على أي أحد أن يتعلمها، وإقبال الشباب عليها معدوم وذلك لأنهم يبحثون عن المهن السهلة والكسب السريع، وهذا من أهم الأسباب التي تؤدي بالمهنة إلى الانقراض، هذا ليس فقط مع صناعة السبح بل مشكلة الانقراض تواجه معظم الصناعات اليدوية. 

شاهد.. صناعة السبح بـ"خان الخليلي" تواجه شبح الانقراض

زكريا أكد أن هناك خامات محرمة ومجرمة دوليا تستخدم في صناعة السبح، ومنها "سن الفيل" وذلك لأن التجار ويطلق عليهم "مافيا السن" يقتلون الفيل ليأخذوا نابه، ويعرف ناب الفيل في بعض الدول بأنه الذهب الأبيض، وتصنع منه الحلي والزينة للنساء، مما يهدد بانقراض الثروة الحيوانية.

شاهد.. كيف يقتل "مافيا السن" الفيل للحصول على الذهب الابيض 

وأوضح "زكريا" أنه لا يوجد أي اهتمام من الدولة بالصناعات التي كادت أن تنقرض، وقال: حاولنا كثيرا بعد الثورة أن نقيم لنا نقابة خاصة بنا ليصل صوتنا إلى الدولة لتعلم أن الصناعات اليدوية في طريقها للانقراض، ولكن القائمين عليها كانوا مجموعة من المنتفعين ولم نستفد منها شسئا حتى الآن.

ويرى زكريا أن مجال السبح نوع من أنواع الفن وليس صناعة كأي من الصناعات الأخرى، مشيرا إلى أن بها مكاسب معنوية أفضل بكثير من المكاسب المادية، وأنهي كلامة قائلا: "كفاية إني بعمل حاجه يسبح بها باسم الله".

شاهد.. صناعة السبح بـ "خان الخليلي".. لا يوجد أي دعم من الدولة والمهنة في طريقها للانقراض

 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً