يتداول كثير من الوعاظ حديث منسوب للنبى صلى الله عليه وسلم جاء فيه : اذهبوا فأنتم الطلقاء، وحول حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء قال الشيخ الألباني في “ السلسلة الضعيفة و الموضوعة “ في الجزء الثالث ص 307 : أنه حديث ضعيف، وحديث اذهبوا فأنتم الطلقاء رواه ابن إسحاق في “ السيرة “، و عنه الطبري في “ التاريخ “، ونقله الحافظ ابن كثير في “ البداية و النهاية “ ( 4/300 - 301 ) ساكتا عليه .و هذا سند ضعيف مرسل . لأن شيخ ابن إسحاق فيه لم يسم , فهو مجهول . ثم هو ليس صحابيا , لأن ابن إسحاق لم يدرك أحدا من الصحابة , بل هو يروي عن التابعين و أقرانه , فهو مرسل أو معضل؟
وحول حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء فقد ذكر الحديث المشهور في السيرة النبوية ، بل والمشهور على ألسنة الخلق كافة إلا نفراً من المحققين في علم الحديث الشريف ، وهو حديث ( يا أهل مكة أو يا معشر قريش : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ).
اذهبوا فأنتم الطلقاء هل قال النبى هذا الحديث
وهذا الحديث أورده ابن إسحاق في ( السيرة ) - كما في ( سيرة ابن هشام ) الجزء الرابع صفحة 54 معضلاً فقال : ( فحدثني بعض أهل العلم ، فذكره وقد رواه الطبري في ( تاريخه ) الجزء الثالث ص 60 عن شيخه ابن حميد - وهو الرازي المتهم بالكذب - عن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن عمر بن موسى الوجيه - وهو ممن يضع الحديث متناً وسنداً كما في ( الميزان ) عن قتادة مرسلاً
فالحديث لا شك في ضعفه بل وضعه بهذا اللفظ ؛ إذا سلمنا بأن الساقط من رواية ابن إسحاق في ( السيرة ) هو : الوجيه الوضاع ؛ فإن في الطريق إليه : ابن حميد ، وهو متهم بالكذب !