مازالت "صفقة القرن" لم تظهر عن نفسها جلياً حتى الآن، ورغم أن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لم تكشف علناً عن "الصفقة المشؤومة" إلا أن "جاريد كوشنر" مستشار "ترامب" الموكل بالإفصاح عنها، زار 6 دول في الشرق الأوسط من 25 إلى 28 فبراير وهم "البحرين، وعُمان، وقطر، والسعودية، وتركيا، والإمارات".
ورافق كوشنر في هذه الزيارة التسويقية لتمويل "صفقة القرن" جيسون جرينبلات، المساعد الرئاسي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، و"براين هوك" المبعوث الأمريكي الخاص لإيران.
وكشفت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية بنسختها الإنجليزية، أن "صفقة القرن" بالنسبة لكوشنر تتخذ طابعاً افتاياً أكثر منه سياسياً حيث تهدف إلى توفير فرص تجارية للمواطنين في الشرق الأوسط، بمن فيهم الفلسطينيون والإسرائيليون، لتحسين مستوى معيشتهم، حيث طلب تمويلاً كبيراً من بعض الدول العربية التي زارها
خطة "جاريد كوشنر"
-السعودية والإمارات مسؤولين عن دعم الاقتصاد الفلسطيني.
-السعودية تعطي الأردن جزءًا من أراضيها.
-الأردن يمنح الفلسطينيين جزءًا من أرضه في الضفة ومنطقة الغور بدلًا من الذي استولت عليها إسرائيل
-أن يقود جاريد كوشنر الجهود الدبلوماسية لعقد اتفاق سلام "إسرائيلي- فلسطيني".
-أن ينعم الناس بالحرية، حرية الفرص والدين والعبادة بغض النظر عن معتقداتهم.
-ورداً على ذلك قال "خليل جهشان" المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن، لموقع Lobe Log الأمريكي أنه لسوء الحظ، أهمل مستشار ترامب ذكر قضايا أساسية أخرى ضرورية لإنهاء الصراع في المنطقة، مثل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 52 عاماً للأراضي الفلسطينية، أو تقرير الشعب الفلسطيني لمصيره، أو حل الدولتين، الذي يعتبر الخيار التقليدي لإنهاء الصراع الناتج عن عقود من محاولات تحقيق السلام في المنطقة.
العودة إلى المربع صفر
يصر "كوشنر" على أن الخطة ستعالج قضايا الوضع النهائي، لكنه يتحاشى سرد هذه القضايا، والتي تشمل الأمور التي تفسد إتمام الصفقات، مثل وضع القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية، والحدود النهائية والترتيبات الأمنية، والعلاقات الثنائية بين إسرائيل وفلسطين.
ويركز الفلسطينيين على قضايا وجودهم تماماً مثلما يفعل الإسرائيليون. ولم يتأثر المراقبون الفلسطينيون بتصريحات كوشنر، ويواصلون التشكيك في التزامه بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعمال الحقوق الأساسية الفلسطينية.
ووصف الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، خطة كوشنر للسلام بأنها "في صالح المستوطنين"، مضيفاً أن أي خطة تفشل في ضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، "لا تستحق المناقشة".
مشروع مقدَّر له الموت قبل أن يولَد
ومع أن الخطة التي تدعمها إدارة ترامب لم يُكشف عن كامل تفاصيلها بعد، إلا أن الدول العربية لن تؤيدها، بما فيها السعودية، التي تعتبر موافقتها على خطة كوشنر وتمويلها عاملاً حاسماً في استمرارها، طالما أن الجانب الفلسطيني لا يفعل.
يتعين على إدارة ترامب في هذه المرحلة العودة إلى المربع الأول، والتفكير في مقترح آخر، قبل الكشف عن خطتها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 9 أبريل.