أثار الحادث الإرهابي على المصلين يوم الجمعة الماضية، في نيوزيلندا، والمعروف إعلاميًا بـ "مجزرة المسجدين"، غضب شريحة كبيرة من الناس في أغلب أنحاء العالم، حيث تداولتها الكثير من المنصات الإعلامية، عبر القنوات والصحف والجرائد، ومواقع التواصل الإجتماعي، مستنكرين موجة الإسلاموفوبيا التي ظُلم فيها الدين الإسلامي كثيرًا لتحمله ارتباط الإرهاب والتطرف باسمه، رغم أن التطرف بعيد كل البعد عن الدين الإسلامي الحنيف.
وأوضح الإعلامي حسام حداد، خلال تقديمه لحلقته ببرنامج "online أونلاين" عبر فضائية "extra news إكسترا نيوز"، أن ما حدث في نيوزيلندا، كارثة وحلّت على العالم، والتي تعتبر الوجه الآخر للإسلاموفوبيا، حيث أدت هذه المذبحة لإستشهاد 50 فردًا من المصلين من جنسيات مختلفة، ذهبوا لمكان في آخر العالم لينعمون بحياة هادئة، بعيدًا عن الصراعات الموجودة في العالم، ولم يسمع أحد في بلدة نيوزيلندا أو استراليا عن أي كوارث سوى ثمة ثعبان أو عنكبوت لدغ شخصًا، لكن العملية الإرهابية التي حدثت بها كانت بعيدة عن توقعات الجميع.
ورصد "حداد" أسم أول ضحية للإرهابي ينتون تارانت "28 عاماً"، الذي قام بعمليته الإرهابية فور دخوله المسجد، وهو الشيخ "داوود نبي"، اللاجئ الأفغاني، صاحب الـ 70 عامًا، أكبر الضحايا سنًا، والذي عند رؤيته للإرهابي "تارانت" ألقى عليه التحية "Hello Brother مرحبًا أخي"، ليكون رد الإرهابي عليه بثلاث رصاصات غدر في صدره، لتتحول كلمة العجوز الشهيد "أهلا أخي" إلى الترند الأكثر تداولًا على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" طوال الاسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن ملايين التغريدات التي تحدثت حول "داوود نبي"،7 نقشت جملته بأحرف من نور.
وعرض مُقدم برنامج "أونلاين"، بعض التغيردات المعلقة على جملة الشهيد العجوز، حيث نشر حساب باسم ريحان "أنا عارف إنك هتتلقى نفس التحية على أبواب الجنة بإضافة صورة للشيخ داوود ريحان مكتوب عليها "Hello Brother".
كما رصد حسام حداد، إسم أصغر شهيد في "حادث المسجدين" الإرهابي، وهو الطفل "موكاد" صاحب الـ 3 سنوات، حيث نعته الصحفة الرسمية لمنظمة أمريكية، قائلة "أخفضوا أسلحتكم يا شباب" في رسالة للقضاء على حمل السلاح في مختلف الدول الأوروبية والأمريكية بالأخص، كما قالت على صورة مرفقة للطفل صاحب الـ 3 أعوام: "ارقد في سلام يا موكاد".
وعلى نفس الوتيرة، رصد حداد، إسم مصاب في الحادث يُدعى "وسيم الساطي"، الذي ظهر في فيديو حي عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" يشكر فيه جميع من وقفوا بجانب الضحايا ودعموهم، مطالبًا الجميع بالدعوة لإبنه بالشفاء، بعد اصابته أيضًا في الحادث الإرهابي.
وأكد حسام حداد، أن لعبة "بابجي" ليست الدافع وراء "حادث المسجدين" الذي نفذه الإرهابي في صورة جريمة من أبشع الجرائم، لكن بكل تأكيد أن هذه اللعبة والألعاب المماثلة تؤثر على العقل الباطن واللاوعي لكل من يشارك فيها أو يمارسها، من تنمية فكر متطرف وعنف، بسبب قتل أشخاص وهميين في هذه الألعاب، وذلك حسبما ذكرت كل كتب علم النفس بتأثيرها على الأشخاص، موضحًا أن تحذيرنا للأطفال من عدم ممارسة هذه الألعاب، للعلم الكامل بتأثيرها عليهم، نظرًا لامتلاكهم في هذا العمر لجهاز عصبي ضعيف، وعقل غير مكتمل النمو، يجعله يقلد على أرض الواقع ما يمارسه في اللعبة، معقبًا "لو كبر ونفسه ضعيفة زي الإرهابي، هينفذ جريمة زي دي، لأن اللي نفذ الحادث ده أكيد لعب ألعاب قتالية شبه بابجي وده كان واضح من طريقة تنفيذه للعملية".