رحلت زوجته عن عالمنا، تاركة له أبناءهما صغارا.. لم يفكر في أن يتزوج؛ بدعوى رعاية الأبناء، أو حتى رعايته، وفضل أن يقضي أكثر من 27 عاما، يكمل بها مسيرة حياته في تربية أبنائه، ويظل وفيا لزوجته، التي لا تفارقه.
ما اقدرش أنساها فى يوم من الأيام
كانت هذه الجملة الأولى فى حديثه عندما جولت عدسة "أهل مصر" فى رحلة البحث عن رمز الحب والوفاء؛ لتجد حمدى حسانين الرجل السبعينى، والذي عكف على احتضن أبنائه؛ ليقوم بدور يندر وجوده في هذا الزمان، حيث إنه لم يفكر فى الزواج بعد وفاتها، وكل هدفه الحفاظ على قصة حبه التى عاشها مع زوجته لسنوات طويلة، تحملا فيها الكثير من المتاعب والشقاء؛ لتحقيق حياة كريمة لأبنائهما، خاصة أن زوجته كانت تحمل نفس طباعه فى الحب والتفكير، وتعرف كيف تحتوى غضبه عندما يغضب، إلا أن القدر شاء أن ترحل وتتركه يواجه الحياة وحيدا.
فراق الحبيب كان الصدمة الكبرى فى حياته
كانت الصدمة الكبرى للعم حمدى عندما توفيت زوجته الغالية، وحاول أقاربه إقناعه بالزواج من أخرى؛ لكى ترعى أبناءه، لكنه رفض بشدة، وبدأ فى التعود على الوحدة والتأقلم مع وضعه الجديد وشغل نفسه بأحوال أولاده السبعة، وهم: 5 بنات وشابان يحتاجون إلى أم ترعاهم، فقامت أم محمد ابنته الكبيرة التى كانت تبلغ من العمر وقتها 13 عاما بمهام أمها، من تنظيف المنزل وتجهيز الطعام لوالدها بعد رجوعه من العمل طوال اليوم فى هيئة الطرق والكبارى.
رفضت الزواج علشان أريح أحفادي من مشاكل الزوجة الثانية
وبعد مرور السنين وزواج جميع أبنائه، حاولوا إقناعه بالزواج، خاصة بعد أن أصبح كل واحد منهم يعيش بعيدا عن أبيه، وبقي هو وحيدا، لكنه بقي على مبدئه، واختار أن يعيش على ذكرى زوجته الراحلة، وبرر ذلك بأنه لا يريد مشاكل لأحفاده من زوجته الثانية، قائلاً "مش هتكون زى أم عيالى".
كلما ذكروا اسمها شرد فى عالم آخر
وعند التحدث مع أقاربه عن سر هذا الحب العجيب والوفاء النادر، قالوا إنهم كلما ذكروا سيرتها أو اسمها أمامه، تجده يشرد فى عالم آخر، يرجع به إلى أكثر من 27 سنة ما زالت عالقة فى ذهنه، يعيش على ذكرها وذكراها، وفى بعض الأحيان تجده يذهب إلى غرفتهما؛ ليتصفح الألبوم الخاص بصور زوجته التى لا تفارق حياته حتى الآن.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
