اعلان

في عيد الأم.. الحاجة بخيتة بسوهاج ست بـ 100 راجل: "شربت المر بعد موت جوزي وربنا قدرني على تربية 8 أطفال" (فيديو)

محرر"أهل مصر" مع الحاجة بخيتة

الأم ميزان الأسرة، بها يعتدل نصاب الأمور لأنها شريك أساسي في تربية الأجيال من أول يوم تنجب فيه حتى تصبح جدة، تسهر وتداوي وتدعوا الله وتعمل وتباشر أطفالها لحظة بلحظة، لا تمل ولا تكل ولا تنتظر منهم الشكر، تهب حياتها وسنون عمرها لحياة أسرتها بخير وأمان، خاصة الأم البسيطة التي تعيش في الطبقة تحت المتوسطة، تكدح من أجل البقاء وتشقى من أجل راحة الصغار، يرمى على عاتقها جُل المسؤلية أو كلها في حالة موت الأب، ست بـ100 راجل، أسد على عرينها تحمي الصغار من نوبات الزمن، فلا بد من الاحتفال بها، عيد الأم أقل تكريم لها على ما قدمت وضحت وربّت وعلمت.

كان لـ"أهل مصر" لقاء خاص مع السيدة "بخيتة محمد أحمد" صاحبة الـ60 عام، من محافظة سوهاج، لتروى لنا كيف أصبحت لأطفالها بمثابة الأب بعد رحيله من الدنيا، حتى أصبحوا ذوات قيمة وقامة في مجتمع بسيط عاشوا فيه حياتهم المتواضعة. 

"شربت المر من كيعاني، لا كنت بنام ليل ولا نهار، كنت في نص الليل ادعي ربنا يقدرني على تربيتهم وطلباتهم، توفى زوجي وكان عمري 35 عام، وترك لي 8 أطفال، أكبرهم في الصف السادس الابتدائي وأصغرهم في أحشائي لم يرى والده، أحسست عند وفاته بأن ظهري أنكسر، كنت اسمع هذا المثل كثيرا ولكن لم أعلم مدى معناه إلا بعد وفاة زوجي".

أكدت بخيتة، أن زوجها كان عاملا في الوحدة المحلية، ولم يكن تم تعيينه إلا لسنوات قليلة عندما اختاره الله ليكون بجواره، تاركا معاش لا يتعدي الـ200 جنيه في منصف التسعينات، لا يكفى ولا يسد أفواه أسرة كبيرة من 9 أفراد.

وأضافت، أن أبنائها كان أكبرهم ابنتها كوثر، حاصلة على الثانوية العامة، ولم تكمل كي تساعد والدتها والا تحمل والدتها فوق طاقتها، وكان عمرها آنذاك 13 عام، ويليها عماد، وكان عمره آنذاك 12 عام، وتخرج الآن من كلية اللغة العربية، ويليه ياسر ومازال يدرس بكلية اللغة العربية، ويليه سامي، تخرج من إحدى كليات الأزهر بالقاهرة، وعلى تخرج من كلية التربية ويقضى الخدمة العسكرية الآن، ومحمد موظف بالصحة، وانتصار حاصلة على الاعدادية، والسيد حاصل على الإعدادية ويحمل شهادة معاقين.

تروى بخيتة، انها تحملت فوق عاتقها حمل تربية الأطفال وخاصة أنها لم ترث أرض إلا معاش الزوج، وكانت تقوم الليل تصلى وتدعو الله أن يساعدها فى تلبية متطلبات الأطفال حتى لا ينقصهم شيء ويكونوا كغيرهم، ولكن الحال كان ضعيف، وأتت عليها أيام لا تستطيع كسوتهم في الأعياد مثل غيرهم، بل لم تخجل من قول إنها تتحمل من أجل أبنائها الجوع والعطش وكانت تخرج اللقمة من فمها وتضعها في فم ابنائها.

وأوضحت بخيتة، أن أبناء الحلال من أهل الخير وأخوتها كانوا يساعدونها في بعض الأحيان لتلبية متطلبات الحياة الصعبة، ولكنهم أيضا كان يحملون عاتق أبنائهم ومن يساعد اليوم لا يقدر على المساعدة كل يوم لأن الحال قريب من بعضه.

وأضافت، "كانت تأتي الأعياد وتكون المبالغ المالية لا تكفى لشراء ملابس من الدرجة الأولى لجميعهم فنضطر لشراء ملابس على قدر ما نملك من مال، وتأتى أعياد وأعياد كثيرة لا نشترى الملابس".

وتقول بخيتة، "كنت اتمنى إن جوزي يكون عايش ولكن قضاء الله وقدره، حتى لا اقول لأحد ساعدنا من الأقارب أو الغرباء، وكانت تأتي عليّ أيام أبكى من الزنقة وقلة الفلوس مع كتر طلبات الأطفال، ودة كان حالي وحال كثير وكثير من الأيتام حوالينا، ولكن فضل الله كبير وقدرني أساعدهم يكملوا تعليمهم، ومنهم من تخرج وتزوج ومنهم من لم يتزوج"، مضيفة أنه تم زواج 4 من أبنائها وتبقى ابنتان وولدان، وتتمنى أن يكرمها الله وتستطيع تزويجهم، حتى تشعر بأنها أكملت رسالتها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً