يوم مليء بالحكي والقصص التي تدمع العين، تضحيات من الأم لا حصر لها، تعجز عن الأقلام أن تضعها في سياقها الصحيح حتى تبروز تضحيات الأم مع أسرتها سوواء كانت أرملة أو مطلقة أو مع زوجها، عيد الأم، تكريم لكل امرأة صبرت وأعطت دون أن تنتظر الإحسان من أحد، خاصة إذا كانت الأم تعيل طفل معاق، هنا تذوق الأمرّين، الرعاية والكفالة والعطاء وتلبية الاجتياجات.
في شارع طلعت حرب بالمحلة الكبرى، داخل غرفة لا تزيد مساحتها عن متر في نصف متر، يقبع "محمد" عاجز عن الحركة والكلام لا حول له ولا قوة، مصاب بالإعاقة بنسبة 100%، وحين ترفع عيناك عن محمد، ناظرا إلى أعلى تقع عيناك على "ليلى" أم حادة الملامح بشوشة الوجه، تسرك إذا نظرت إليها وتبهج قلبك إذا تحدثت إليك، تحطت سن الـ60 لكن ملامح الرضا تزين جبتها كأنها عروس في سن الـ20.
ليلى المتولي، والدة محمد، قالت بتلقائية شديدة أثناء حوارها مع "أهل مصر"، "لسه واقفة على رجليا وعمري ما حسيت بتعب محمد طول السنين اللي فاتت دي كلها، ابني محمد سر صحتي اللي أنا فيها دلوقتي، ربنا ابتلاه وحب يختبرني فيه، لكن أنا صبرت ولسه صابرة، استفلنا فلوس كتير عشان نعرف نعيش لحد ما ربنا اختار أبوه ومات وسابلي ولدين الأول محمد لا حول له ولا قوة، والتاني بيدرس".
وتابعت ليلى: "عمري ما حملت هم علاج محمد، وبعد ما مات أبوه المعاش اتقكع مننا، وابني التاني ساب المحاماة واشتغل سواق في شركة عشان يقدر يكفي مصاريفنا احنا وأولاده الثلاثة، فأصيب في عمله وأصبح عاجز عن العمل فأجبرتني الظروف أن أعمل في تنظيف المفارش، لأن المعاش لا يكفي ربع علاج محمد، لم أخجل من صناعة الكحك وبيعه للناس مقابل الحصول على المال.
وأختتمت كلماتها قائلة، "سأظل أعمل حتى يختارنى الله، فولدى بإعاقته تاج على رأسي كلما رفعت رأسى به أشتد ظهرى، ولن أكل به ما حيت وكل ما أطلبه من الله ثم رئيس الجمهورية فى عيد الأم معاش محمد فقط لا شئ غير ذلك".