قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن الأمم التي لا تملك ولا تنتج قوتها وغذاءها، وكساءها، ودواءها، وسلاحها، لا تملك أمرها، ولا إرادتها، ولا كلمتها، ولا عزتها، ولا كرامتها، وكذلك شأن الأفراد أيضًا، وقد قالوا: أحسن إلى من شئت تكن أميره، واستغن عن من شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، وقد علَّمنا ديننا الحنيف أن اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المعطية المتصدقة، واليد السفلى هي الآخذة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (اليد العليا خير من اليد السفلى، فاليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة).
وأضاف وزير الأوقاف، في مقال له نشره على موقعه الرسمي، أن أمر التعفف لا يمكن أن يتحقق لا للأفراد ولا للأمم إلا بأمرين: زيادة الإنتاج وترشيد الاستهلاك، وقد جمع القرآن الكريم بينهما لحل المشكلات الاقتصادية ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) “قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ”، فالأمر قائم على زيادة الإنتاج المعبر عنها بقوله تعالى: ” تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا"، والادخار وترشيد الاستهلاك المعبر عنهما بقوله تعالى: “فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ”، مع ملاحظة أن القرآن الكريم قد عبر بقوله تعالى “إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ ”ولم يقل إلا ما تأكلون، حتى لا تذهب النفس في مأكلها – مطعمًا ومشربًا – كل مذهب أو تسرف في ذلك إسرافًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ”ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”.
وتابع، «عن عوف بن مالك الأشجعي (رضي الله عنه) قال : “كنا جلوسا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال : ألا تبايعون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ وكنا حديث عهد ببيعة , فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله, ثم قال: ألا تبايعون رسول الله ؟ فبسطنا أيدينا وقلنا : قد بايعناك يا رسول الله, فعلام نبايعك؟ قال: أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا, والصلوات الخمس وتسمعوا وتطيعوا, وأسر كلمة خفية : ولا تسألوا الناس شيئا, فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدًا يناوله إياه”، وذلك اتقاء لذل المسألة وقبح السؤال".
وأردف، "ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم" (متفق عليه) , ويقول (صلى الله عليه وسلم): ”من سأل الناس تكثرًا فإنما يسأل جمرًا , فليستقل أو فليستكثر” (صحيح مسلم)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته , ومن أنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل".