تقف منال على أعتاب محكمة الأسرة بزنانيري، ترتدي بلوزة رزقاء وبنطال من اللون الأسود وحجاب أسود مطرز بخيوط، تمسك في يدها طفلة لم تبلغ الخمس الأعوام، تفيض من عيناها الدموع تنظر تارة إلى طفلتها الصغيرة، وتارة أخرى إلى باب قاعة قاضي الأسرة، تنتظر مناداة الحاجب حتى تدخل إلى قاضي الأسرة لتقص مأساتها.
في البداية تقول "منال" في دعواها أمام القضاء، ياليت الزمان يعود يومًا لرفضت الزواج من ذلك الشخص الذي جعلني أتحد أهلي وأصمم على الزواج منه، بعد أن خدعني بالحب والكلام المعسول حتى استطاع أن يوقعني في شباكه، تعرفت عليه عندما كان زميل لأخي، ونشأت علاقة عاطفية بيننا دامت عام ونصف دون علم أحد من أهلي ولا أخي، وعندما تقدم إلى خطبتي فؤجت بأخي يرفض بشدة مبررةً لي أنه على أخلاق سيئة، وبالرغم من كلام أخي لي إلا أنني كنت تحت تأثير كلامه المعسول الذي جعلني أقف أمام أخي متحديه أنى ساتزوجة رغم أنف الجميع، وقرر والدي أن يترك لي حرية الاختيار، ويتم الزواج بعد خطوبة استمرت ٤ أشهر فقط، وقام والدي بمساعدته في تجهيز شقة الزوجية، لأني البنت الوحيدة وسط ثلاثة صبيان.
وأكملت حديثها، مر شهر من الزواج لم أنكر أنني شعرت فيهم كأني ملكة متوجهة على عرش قلبه، وكنت أشعر أنى أحسنت الاختيار، وأن كل ما أخبرني به زوجي عن أخي ليس صحيح، ولكن سرعان ما تبدلت الأحوال، وفى ليلة وضحها أفاقت من الأحلام الوردية التي كانت داخل مخيلتي البريئة، لأكتشف أنى زوجي أستغل فرصة عدم وجودي في المنزل، وقام بخيانتي مع أحد فتيات الليل" العاهرات"، فعند عودتي إلى شقتي وجدت ملابس داخلية مبعثرة تحت السرير، في غرفة النوم، وعندما واجهته في البداية أنكر معرفته بهذه الملابس، ولكن بعدما أشتد بيننا الخلاف، أخبرني بالحقيقة أنه قام بإحضار فتاة عاهرة إلى الشقة، ومارس معها العلاقة الجنسية في غرفة نومي، وأنه شعر بالندم، وطلب مني أن أسامحه لأنها لحظة ضعف، ولم يقوم بتكرارها مرة ثانية.
وأضافت منال، بعد خصام أسبوع شعرت بالضعف نحوه، وقمت بمسامحته وأن يعد إلا يقوم بتكرارها، ووعدني بذلك، وما أن مر شهر على هذا الوعد حتى اكتشفت أنه يتحدث مع الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن العلاقة، وكلام غير مهذب، حاولت أن أصمت حتى أري شئ أخر وفعلاً شاء القدر أن تظهر حقيقته، وأنه زير نساء ويقوم بمعاكسة الفتيات والذهاب إلى شقق مفروشة، جن جنوني من تصرفاته وأخبرته أني عرفت حقيقته وجدته يقول لي "أنا بحب الستات ومش قادر أبطل أخونك"، وطلب مني أن أتحمل وضعه وأحاول أن أغير من شأنه ولكني لم أحتمل العيش معه، وأنا أعلم جيدا أنه في حضن امرأة أخرى.
واختتمت الزوجة، "أنجبت منه طفله وشعرت بالخوف الشديد عليها من أن تلوث بسمعة والدها وقررت أن أبتعد عنه أنا وابنتي حتى أستطيع تربيتها بشكل حسن، وطلبت منه الطلاق ورفض لجاءت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع، ومازالت انتظر أولى جلسات الدعوى وحكم القضاء.