وسط ضجيج الحواري المتفرعة من شارع هنفرست ببولاق الدكرور، لم يتوقع أحد من سكان المنطقة أن تقع جريمة بشعة أمام أعينهم، ولكن الخلافات التي شبت بين نقاش ونجل زوجته، جعلت الأهالي ينظرون بعضهم لبعض في ذهول ورعب مع خلق كمية خوف ورهبة شديدة في قلوبهم، حيث أقدم "إسلام" في العقد الثالث من عمره، على قتل زوج والدته "نور"، ٤٨ عاماً، نقاش، بتسديد طعنة بسلاح أبيض "مطواة" في صدره أودت بحياة في الحال، بعد نشوب مشاجرة لم يتعدى زمن نشوبها ٣٠ ثانية، بسبب ٥ آلاف جنيه.
وبانتقال "أهل مصر"، إلى محل الواقعة، التقى بـ "محمد.ع" ٦٥ عاماً، مقاول، أحد شهود العيان، وقال: بعد صلاة المغرب كنا متواجدين أنا وأصدقائي أمام القهوة التي لم تبعد أكثر من أمتار عن مسرح الجريمة، ونتفاجىء باثنين يتشاجران، على الفور قمنا لكي نفض النزاع، ولكن قبل وصولنا، رأينا شاباً في العقد الثالث من عمره، يركض بشدة إلا أن هناك أشخاص يطاردونه لكي يلحقون به، بعدما قام بطعن زوج والدته بمطواة، ويستكمل، أن الجاني يعمل بشرم الشيخ، وكان معه أخت الذي كان يعمل على تجهيزها كونها كانت على وشك الزواج، وفي يوم ما سمع أن المجني عليه يقوم ببيع بعض الأجهزة أخته، وعندما سمع ذلك أقدم على الفور، إلى منزل والدته لكي يرد ما باعه المجني عليه، وعقب ذلك نشبت بين الجاني والمجني عليه خلافات أسفرت عن مقتل زوج الوالدة.
وأضاف محمود حافظ أحد أقارب المجني عليه، أن "نور" متزوج والدة الجاني منذ عام تقريباً، وكان يعيشان في استقرار متكامل، ولكن في يوم من الأيام "نور"، احتاج لبعض الفلوس وطلبها من زوجته، لم ترفض له طلبه، وقامت ببيع مصوغاتها الذهبية "سلسلة" ذهبية تخصها التي بلغت قيمة ٥ ألاف جنيه من المال، مرة عدة شهور على ذلك، وقرر المجني عليه أن ينفصل عن والدة الجانيـ ويرجع لزوجته وأسرته الأولى، وعندما علمت بذلك أخبرت فلذة كبدها بأن المجني عليه، أخذ منها 5 ألاف جنيه، ولم يردها حتى الآن، استشاط الغضب في صدر ابنها وتوجه إلى "نور" النقاش لكي يأخذ حق والدته، "أنا عايز حق والدتي في الحال"، فأجابه:" أنا لم أملك أي مبلغ من المال في الوقت الحالي، ولكن لي عندك بديل تضمن حقك بيه أن أمضليك وصل أمانه بذلك، أو اشتري جهاز بتوجاز بالقسط، وبالفعل توجهوا إلى محل أدوات منزليه لكي يشتروا البديل، ولكن الحظ لم يحالفهما، ووجوده مغلق، أخذ يفكر الجاني كيف يسترجع حق والدته بأي طريقة قبل هروب المجني عليه من دفع المبلغ وقال له: أنا عايزك تمضيلي على ورقّ بيضاء كي أضمن حقي أو ترجعلي الفلوس قبل مرور نصف ساعة، ولكن المجني عليه رفض، وقال لم لدي أي إمكانيات أرد المبلغ في تلك الوقت، وتوجه إلى منزله، ولكن قبل مروره خطوة واحدة كان سلاح الغدر، طعن صدره ولقى مصرعه في الحال.
البداية كانت بتلقي المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، إشارة من شرطة النجدة بنشوب مشاجرة ووجود قتيل بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين نشوب مشادة كلامية وقعت بين المجني عليه ويدعي "حلمي نور" يبلغ من العمر 48 سنة وطليقته لدى مطالبتها له بإعادة مصوغاتها الذهبية التي استولى عليها، إلا أن الأمر تطور إلى تعديه عليها بالضرب، الأمر الذي دفع نجلها إلى التدخل لنصرتها واشتبك مع طليق والدته، سدد له طعنة نافذة في الجسم أودت بحياته، ولاذ بالفرار.
وبعمل التحريات والأكمنة تم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، وأخطر اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.
أدلى المتهم بقتل طليق والدته بمنطقة بولاق الدكرور محافظة الجيزة باعترافات تفصيلية أمام رجال المباحث، حيث أكد أنه لم يكن يريد قتل المجني عليه، وإنما أراد إحداث عاهة مستديمة له بسبب نصبه على والدته في مبلغ مالي.
وأضاف المتهم بأن والدته أخبرته بأن المجني عليه أخذ مبلغا ماليا كبيرا منها حين كان زوجها، ورفض إعطاءها المالي وقام بتطليقها، وأكمل المتهم بأنه توجه إلى القهوة التي يجلس عليها المجني عليه، وأنه بدأ في التشاجر معه ولكن عند تجمع الأهالي قام بتسديد طعنه له وحاول الفرار، ولكن الأهالي قاموا بالإمساك به وتسليمه إلى الشرطة.
نقلا عن العدد الورقي.