بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية القضاء على أخر جيوب تنظيم داعش في قرية "الباغوز" السورية، بالإضافة إلى دحرهم في العراق، أصبحت الأنظار تتجه نحو مصر و ليبيا، حيث أكد موقع "افريول" الفرنسي أن التنظيم الإرهابي أصبح متمركزاً الآن في ليبيا بمدينتي "سرت وطرابلس" وفي مصر من خلال "ولاية سيناء" في افغستنا تحت راية تركيا لتجميع قواهم واسلحتهم مرة أخرى.
وقالت الصحيفة أنه رغم إعلان قوات سوريا الديمقراطية عن الانتهاء من داعش، إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال متواجدا في مناطق من سوريا مثل ريف حمص ودير الزور والشريط الحدودي بين سوريا والعراق، إضافة إلى مناطق من صحراء الأنبار، كما أنه موجود في مصر لديه فرعين، الأول في سيناء ومرتبط بغزة بشكل كبير، كونه تم تشكيله من خلال اندماج عدد من القيادات الإرهابية.
واضاف الجيش المصري من خلال العملية الشاملة نجح بنسبة 60 إلى 80% في القضاء على التنظيم الإرهابي، إلا أن البيئة الحاضنة في هذه المناطق لا تزال تسمح بوجود مثل هذه العناصر،واشار إلى أن مصر نجحت في مواجهة التنظيم الإرهابي دون دعم دولي، وقضت على مثلث الإرهاب والمخدرات وتهريب السلع،أما الفرع الثاني للتنظيم في مصر "في محافظات الدلتا والوادي، وله قيادة منفصلة، إلا أن قوات الأمن نجحت في القضاء عليه بنسبة 95 %.
وأوضح الموقع أن هذا الفرع كان مسؤولاً عن عدد من العمليات الإرهابية في محافظات مصر في الآونة الأخيرة، بعضها استهدف كنائس، أما ليبيا أن داعش موجود بقوة جنوبي البلاد تحت اسم "جيش الصحراء"، ويشكل تهديدا أمنيا كبيرا على البلاد.
ويتبع هذ التشكيل الخلايا الداعشية النائمة، وهي عناصر تابعة للتنظيم "كامنة" في مناطق خارجية، تنتظر التعليمات للقيام بعمليات إرهابية،أما "الذئاب المنفردة"، فهي عناصر غير مرتبطة بالتنظيم، لكنها موالية لأفكاره الإرهابية، وتحصل على التعليمات بشن عملياتها من خلال تسجيلات القادة بمبادرات فردية.
وحذر الموقع أن إعلان النصر على التنظيم الإرهابي لا يعني نهايته أو انتهاء خطره، وأن العائدين منه سيشكلون تهديدًا لبلدانهم، مشيراً إلى ان وجود ظاهرة جديدة، وهي ظهور جماعات داعشية بأسماء جديدة في دول آسيوية، وجماعات أخرى في سوريا، وهو تكتيك حركي للتنظيم المتطرف، يكشف شكل داعش بعد انهيار الدولة المركزية.
كما اعتبر أن "التنظيم المتشدد سيعود إلى سياسته القديمة إلى ما قبل عام 2006، وأن هناك خطرا كبيرا في الفترة المقبلة، سيكون على دول شمال أفريقيا مثل ليبيا وتونس".
ويشبه تنظيم داعش "شبكة سرية"، بما في ذلك في سوريا والعراق، إلا أنه يبقى تهديدا كمنظمة شاملة لها قيادة مركزية، وفقا لتقرير صدر أخيرا جاء فيه:
في اليمن، لا يزال التنظيم حاضرا في محافظة الجوف، لكنه ضعف إثر معارك خاضها مع الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء في يوليو 2018، وتقول الأمم المتحدة أنه "لا يزال لداعش معسكرات متحركة وعدد من المقاتلين يتراجع في مجمل البلاد".
وفي أفريقيا ومنطقة الساحل تحديدا، بايعت مجموعتان التنظيم المتطرف ولا تزالان نشطتين، بحسب الأمم المتحدة،الأولى هي "تنظيم داعش في الصحراء الكبرى" بقيادة عدنان أبو الوليد الصحراوي، وتضم بين 100 و200 مقاتل في وسط وشمال مالي،أما منطقة بحيرة تشاد حيث تتقاطع الحدود بين تشاد والنيجر ونيجيريا، فتضم "الجماعة المتشددة في غرب أفريقيا"، وهي جناح لجماعة بوكو حرام، من 1500 إلى 3500 متشدد، بقيادة أبو مصعب البرناوي.
وفي الصومال، تهيمن حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة على الحركات المتشددة بالبلاد، لكن مجموعة مرتبطة بتنظيم داعش "تتعايش" معها منذ منتصف 2018، بحسب الأمم المتحدة.
وفي منطقة بونتلاند المجاورة، يبقى مقاتلون من داعش نشطين في منطقتي كاندالا وبوصاصو، حيث أقاموا معسكرات تدريب وقاموا بتخزين السلاح، وافدين خصوصا من اليمن المجاور.
وفي أفغانستان، تضم المجموعة المتشددة المرتبطة بتنظيم داعش بين 2500 و4000 مقاتل في ولايات ننغرهار ونورستان ولغمان شرقي البلاد.
وفي إندونيسيا، شنت "جماعة أنصار الله" المرتبطة بالتنظيم المتطرف سلسلة هجمات نفذها متشددون عائدون من سوريا أو العراق، وآخرون "محبطون" أرادوا التوجه إلى هذه المنطقة لكنهم منعوا من ذلك وأصبحوا ينشطون في بلادهم.
وبالتالي، فإن إعلان قوات "قسد" النصر على التنظيم في سوريا، لا يعني انتهاء خطره، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته، إضافة إلى إمكان استلهام "ذئاب منفردة" خطاب التنظيم لشن هجمات في أي مكان في العالم.