تنتشر بمحافظة بني سويف المئات من مراكز التأهيل البدني المعروفة بـ"صالات الجيم" والتى يتردد عليها الآلأف من الشباب والصبية رغبة فى الوصول لجسم وقوام رياضي ومظهر جذاب ولياقة بدنية عالية، أو بهدف اللجوء لتلك الصالات لتساعدهم فى اجتياز بعض الاختبارات المؤهلة لبعض الكليات العسكرية والرياضية، مما يجعلهم يندفعون نحو تلك الصالات الرياضية.
ومن تلك الصالات الرياضية الخاصة، توجد صالات تعمل بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية المعنية، يلجأون إليها بدون وعي، ولا يهمهم سوى تقوية العضلات وزيادة حجمها بهدف لفت الأنظار، غير مبالين بما قد يطولهم من أخطار تلك الصالات التى تستخدم بعض الأدوات والأدوية غير المصرح بها قانونًا ولا تعمل تحت إشراف مدربين مؤهلين ومعتمدين من الجهات المخول لها ترخيص تلك الصالات.
عبد الرحمن جابر معوض، معلم تربية رياضية بمركز ببا، قال إن الشباب يأتون لتلك الصالات رغبة منهم فى زيادة الكتلة العضلية فى أسرع وقت وبأقل جهد، وبدلا من التدريب واتباع التغذية السليمة، يلجأ بعضهم إلى تعاطى المنشطات والعقاقير، مما يؤثر بالسلب على الجسد حتى وإن زاد من حجم العضلة.
وأشار إلى أن المنشطات تنقسم إلى قسمين، بعضها يؤخذ بالفم مثل "الدينابول، الأنيبول" وبعضها يؤخذ بالحقن فى العضل مثل "سيدى ستون، تستورك، ديكا تايجر" إضافة إلى بعض المكملات الغذائية مجهولة المصدر، ومنها "واى بروتين، ماث فريك"، ومنها بعض محفزات الطاقة مثل "الكرياتين، الجلاتومين" وبعض الأدوية الأخرى مثل الأمينو، وكلها تؤثر بشكل سلبى على صحة متعاطيها وتعرضهم للإصابة بالجلطات، وارتفاع ضغط الدم، وتخزين الماء تحت الجلد، وخلل فى وظائف الكبد وتليفه.
وقال محمود فوزى عثمان، محام، إن صالات الجيم فى بني سويف تشهد إقبالاً هائلاً، خصوصاً فى فصل الصيف، لتشكيل ما يسمى بفورمة الصيف للشباب الباحث عن جسم عضلى ضخم، لكنها فوضى بلا رقابة، وللأسف أدت هذه الفوضى إلى كوارث، مؤكدًا أن البعض من الشباب يرغبون فى زيادة حجم عضلات الجسم، مما يجعلهم يتناولون العقاقير والأدوية التى تضر بهم وخاصة مجهولة المصدر، ويقوم بتزويدهم بذلك بعض القائمين على الصالات الرياضية غير المؤهلين وغير المعتمدين من الجهات المخول لها ترخيص تلك الصالات.
الدكتور بدوى أبو الروس، أخصائي الأمراض الباطنة والكبد، أكد أن خطورة تردد الشباب والصبية على تلك الصالات تكمن فى تعاطى شباب كثير ممن يرتادون الجيم أدوية هرمونات ومكملات غذائية شديدة الخطورة لتكوين عضلات أقوى وأكبر، وبناء جسم مفتول بالعضلات.
وأوضح أن المكملات الغذائية هى الفيتامينات المهمة أو المعادن والعناصر أو الأحماض الأمينية الضرورية، التى يحتاج إليها الجسم بصورة مستمرة وليست إطلاقاً الهرمونات أو محفزات الهرمونات، مطالبًا مسؤولي المحافظة بتأهيل كل أصحاب الصالات الرياضية والقائمين على التدريب فيها تأهيلًا حقيقيًا، يساعدهم على أداء التدريبات بصورة صحيحة للمحافظة على شباب بني سويف.
فيما أكد النائب علي بدر، عضو مجلس النواب ببني سويف، أن صالات الجيم تمثل خطورة على شباب المحافظة، مؤكدًا أنه ليس ضد أن يكون هناك شباب رياضي ويمارس رياضة كمال الأجسام، ولكن ما يتم في هذه الصالات خطر كبير على الشباب، مناشدًا شباب المحافظة بضرورة التوجه للمختصين قبل التردد على تلك الصالات.