في العام الماضي في 21 يوليو تحديداً بعد شهدت "تل أبيب" ليلة سوداء بعد إطلاق حماس 45 صاروخاً من غزة على إسرائيل بعد أن ضرب الجيش الإسرائيلي البنية التحتية لحماس في القطاع ردًا على إطلاق بالونات مشتعلة من الجيب إلى إسرائيل.
بحثت "أهل مصر" وراء أسباب رعب قوات الاحتلال من حماس وكتائب القسام، واسرار تسليحهم وامتلاكهم تقنيات حديثة يمكنها الوصول إلى ما بعد "القبة الحديدية" التي تشبه في سابق الأمر "خط بارليف" الذي اعتقد "الصهاينة" أنه لا يقهر، ويعيد التاريخ نفسه مرة أخرى وتم قهر "القبة الحديدية" بعد أن قمنا بتحليل هذا الأمر عام 2018، حيث اكتشفنا بعد البحث أن حركتي حماس وكتائب القسام يمتكلنا صاوريخاً لم يتم الإعلان عنها في وقت سابق ها قد بدأ الأمر يظهر جلياً بعد قصف اليوم الذي أخترق " القبة الحديدية"، ومن تلك الصواريخ التي وجدناها هي صاروخ جي 80 الذي أطلق اليوم على "تل أبيب" واستطاع عبور "القبة الحديدية"، وصاروخ مضاد للدبابات موجه بالليزر، حيث كشفت مصادر استخبارية لدى صحيفة "فايل ديكاي" أنه خلال حكم المعزول محمد مرسي،كانت تتدفق شحنات الصواريخ المضادة للدبابات من كوريا الشمالية من ليبيا عبر سيناء والأنفاق الجديدة إلى أيدي الجناح المسلح لحركة حماس في قطاع غزة، Bulsae-2 هي نسخة كوريا الشمالية عكسية من الصاروخ السوفيتي المضاد للدبابات القديم الذي يدعى 9K111 Fagot ، والذي يستخدم ما يسمى بالأمر شبه الأوتوماتيكي السلكية إلى خط نظام الرؤية.
يوجد في النظام الموجه بالليزر المستخدم في الصواريخ المضادة للدبابات نهج مختلف، حيث تم تجهيز جهاز الإطلاق مُصمم بالليزر، والذي يهدف إلى الحصول على حزمة ليزر عند الهدف ، وهو نظام تم تبنيه على نطاق واسع في الثمانينيات، حيث يمتلك الصاروخ حساسًا خلفيًا يلتقط الشعاع ويجعل الصاروخ يمتد على طوله.
إن الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة بالليزر لها مدى أكبر مقارنة بالصواريخ الموجهة بالسلك، يبلغ طول مجموعة فاجوت 2.5 كم ، مقارنة بـ 5.5 كم في 9M133 "كورينت"، وهو صاروخ حديث مضاد للدبابات موجه بالليزر وضعته روسيا، كما أنهم غير معرضين للتشويش على الراديو، على عكس الصواريخ التي تستخدم الراديو بدلاً من الأسلاك، وهذا كان جزء من بحثنا في تقرير العام الماضي.
تقرير العام الماضي.. حماس تقود "اللعبة" في غزة.. السر يكمن في صواريخ "ستينجر" التي هربها "المعزول"
واليوم عزز اطلاق حماس ضربة مباشرة على مبني "تل أبيب"، التقرير الذي نشرناه العام الماضي، مما أربك جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" رحلته إلى واشنطن لمتابعة حادث إطلاق صاروخ من قطاع غزة على إحدى المناطق شمال شرق تل أبيب، وأضاف نتنياهو عبر حسابه على تويتر، "على ضوء الأحداث الأمنية، قررت اختصار زيارتي للولايات المتحدة. سألتقي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد عدة ساعات ثم سأعود فورا إلى البلاد لإدارة عملياتنا عن كثب"، و"أنهيت للتو مشاورات أمنية أجريتها مع كل من رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع ورئيس الشاباك ورئيس هيئة الأمن القومي، إطلاق الصاروخ من غزة كان عبارة عن اعتداء إجرامي على إسرائيل وسنرد عليه بقوة"، وكان نتنياهو قد تعهد بالرد "بالقوة" على الهجوم الصاروخي الذي أطلق من غزة، حيث أعلن الجيش الاسرائيلي، اليوم الاثنين، أن صفارات الإنذار أطلقت في وسط إسرائيل.
ووفقاً لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية في حالة التأهب في الصباح الباكر سمعت في منطقة أيميك هيفر شمال تل أبيب، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تلقت بلاغا باشتعال حريق في منزل بعد إصابته بصاروخ.
وأعلنت وسائل الإعلام إسرائيلية عن إصابة ما لا يقل عن 6 أشخاص في الهجوم الصاروخي على وسط إسرائيل، ودعت السلطات المحلية السكان للجوء إلى الملاجئ للاحتماء بها.
تعقيب رئيس الوزراء نتنياهو على قيام إرهابيين فلسطينيين بإطلاق صاروخ على دولة إسرائيل من قطاع غزة فجر اليوم. pic.twitter.com/lb81TCSiGx— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) March 25, 2019
وقد هز انفجار ضخم وقع شمال مدينة تل أبيب في مبنيين سكنيين في مستوطنة "مشميرت" بمنطقة الشارون، وحولهما لركام، بعد أن دوت صافرات الإنذار، وفشلت "القبة الحديدية" في اعتراض الصاروخ الذي قالت وسائل إعلام إسرائيلية ومحللون عسكريون، إنه يحمل بصمات كتائب القسام، وإنه من نوع J80، الذي استخدمته حماس سابقاً في حربها مع إسرائيل عام 2014.
المختلف في هذا القصف
يعتبر الهجوم الصاروخي نوعياً هذه المرة، بقوته التدميرية، تجاوز للقبة الحديدية، إذ وصل الصاروخ إلى مدى أبعد من تل أبيب للمرة الأولى منذ حرب عام 2014.
الصاروخ له رأس نوعي متفجر نظراً لحجم الأضرار التي أحدثها،حيث عُقد صباح الإثنين اجتماع أمني طارئ في وزارة الدفاع بتل أبيب، للبحث عن عدم استجابة منظومة القبة الحديدية للصاروخ المدمر الذي أطلق من قطاع غزة، وتم تحميل حركة حماس مسؤوليته.
ما هو صاروخ جي80 الذي أقلق منام "تل أبيب"
يعتبر صاروخ J80، أو جعبري 80 صاروخاً صُنع في قطاع غزة بالكامل وطورته كتائب القسام، واستخدم أول مرة في صد العدوان الإسرائيلي على غزة خلال شهر يوليو 2014، ويحمل هذا الصاروخ اسم القائد العسكري لحركة حماس ونائب القائد العام لكتائب القسام، الشهيد أحمد الجعبري، الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية في 14 نوفمبر 2012، خلال الحرب الثانية على قطاع غزة، إذ يعتبر الحرف J نسبة إلى "جعبري"، أما الرقم 80، فهو مدى الصاروخ الذي يصله.
ويبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ 125 كيلوجراماً، وهو مزود بتقنية خاصة لتضليل القبة الحديدية، وهو ربما ما جعله يعبر تل أبيب هذه المرة دون أي اعتراض من "القبة الحديدية"، ولقد تحدت "كتائب القسام" بهذا الصاروخ الذي تم إصدار نسخة أخرى منه حملت اسم J90 في وقت لاحق.
سبب القصف؟ ومن يقف وراءه؟
اتهمت المعارضة الإسرائيلية نتنياهو باتباع سياسة فاشلة وضعيفة تجاه حماس، مؤكدين أن هذا التطور يؤكد هزيمة نتنياهو في مواجهة حماس، وبالرغم من إتهام إسرائيل لحماس بالمسؤولية عن القصف الصاروخي، لم تتبن أي جهة من داخل قطاع إطلاق الصاروخ حتى اللحظة، لكن في المقابل حذر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "زياد النخالة" من ارتكاب أي عدوان ضد قطاع غزة، وقال في بيان صحفي إن "المقاومة الفلسطينية سترد بقوة على أي عدوان إسرائيلي، سواء كان إطلاق الصاروخ من غزة مقصوداً كرد على القمع الدموي للأسرى بسجن النقب، أم كان رسالة تتعلق بالحصار، فإن وصول صاروخ بهذا المستوى من القوة إلى ما بعد "تل أبيب" وتسببه بتدمير وإصابات يُعد تطورا مهما.