3 أشهر أو أقل، تفصلنا على بداية امتحانات الثانوية العامة، في الوقت الذي فشلت فيه وزارة التربية والتعليم في انجاز أول اختبار الكتروني عبر أجهزة التابلت، معللة ذلك بأن هناك أكثر من 4 ملايين شخص داخلوا بالفعل على المحتوى الالكتروني المخصص لطلاب الصف الأول الثانوي، في حين أن عدد الطلاب الحقيقي يقدر بنحو 650 ألفًا فقط، دون معرفة الزيادة الغريبة التى تم رصدها.
الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، علق على واقعة تأخر أداء طلاب الصف الأول الثانوي امتحان اليوم قائلًا: إن هذا الامتحان أعد خصيصًا ليكون تجربة للطلاب على انظام الامتحان الالكتروني الجديد، مشيرًا إلى أنه أوضح خلال الأشهر الماضية أن امتحان مارس الجاري لن يضاف إلى المجموع وما هو إلا تجربة فقط.
وأضاف "شوقي" في تصريح خاص لـ "أهل مصر": "حاولت أوصل للطلاب إن الامتحان ممكن يكون من أي مكان حتى البيت، لكن مصممين يخافوا ويقلقوا علشان في لجان امتحان"، مقررًا في النهاية وقف منظومة امتحان "التابلت" لأجل غير مسمى.
وأمام هذا القرار الذي اعتبره البعض فشلًا في تطبيق النظام الامتحاني الجديد الذي فسره الوزير بأنه حلًا لمنع الغش، رأى آخرين أن هذا القرار بمثابة فشل المنظومة الجديدة، لكن السؤال الأهم باتت بتردد في الأفق هل سينجح الوزير في السيطرة على نظام الثانوية العامة الجديد، أم سيكرر نفس السيناريو الحالي مجددًا بعد أقل من 3 أشهر؟.
"مينفعش نحكم على امتحانات الثانوية من دلوقتي" كلمات بدأ بها الدكتور محمد عبد الرحمن، الخبير التربوي، حديثه معانا، مشيرًا إلى أن 3 أشهر مدة طويلة لا يمكن أن تتنبأ ماذا سيحدث بعدها، لكن من المفترض أن يتعلم "شوقي" من أخطاء الحاضر، لمواجهة تحديات المستقبل، وأتوقع أن يحدث هذا، فالرجل لن يتكرر نفس الخطأ مرتين.
وأضاف "عبد الرحمن": أن الوزارة ستعمل جاهدة على منع تسريب الامتحانات وتعطل السيرفرات، حتى ولو كلفها هذا الأمر مبالغ طائلة كما كشف "شوقي" في وقت سابق.
وفي السياق نفسه، رأى الدكتور أنور عبد المنعم، الخبير التربوي، أن النظام الجديد لا يمكن الحكم عليه في أول اختبار، فالتغيير يحتاج إلى وقت طويل، ولا يمكن أن نحكم على شخص بالفشل من المرة الأولي، لافتا النظر إلى أن تجربة "التابلت" جيدة، لأنها ستقضي على نظام الحفظ، والمناهج التقليدية.
وتابع: "المناهج كانت لا تمس للواقع العملي بأية صلة، فالبتالي كان الشاب يدرس شئ ويخرج إلى سوق العمل يتفاجئ بشئ آخر.
وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور رؤوف السيد، الخبير التربوي، أن حديث الوزير في القضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات فشلت مع الاختبار الأخير وما قبله، فجميع الامتحانات كانت تسرب قبل أيام وليس ساعات، ما يجلعنا نتسأل ما هو وجه الخلاف بين الماضي والحاضر؟!، متابعًا: على وزير التعليم أن يحسم التجربة الجديدة وبالتالي أخر موعد لتقيم هذه التجربة ستكون معركة الثانوية العامة.