بالرغم من الشهرة الكبيرة التي تمتع بها الفنان والملحن الشهير سيد مكاوي، إلا أن الكثير من جمهوره لا يعرف أنه لم يولد كفيفًا ولكنه كان مبصرًا ويعيش حياة طبيعية قبل أن يفقد نظره، وذلك بسبب ظروف نفسية قاسية عاشها.
وفي حوار لها لمجلة "الموعد"، كشفت والدة سيد مكاوي تفاصيل معاناة نجلها قائلة: "عندما كان طفلًا كان ذكيًا جميلًا عيناه عسليتان صوته فيه رنة خشونة ورجولة مبكرة، وكان حنونًا لا يحتمل رؤية القسوة أو الدم، إذا مرضت جلس بجانبي حتى أتماثل للشفاء، وإذا اختلفت مع أبيه ظل يرجوني أن أبدأ بالصلح".
وتبعت والدة سيد مكاوي: "كانت دموعه سريعة وكثيرًا ما أبكاني معه إذا تغيب أبوه عن البيت قليلًا، بكى حتى يعود الأب فيلقى بنفسه بين ذراعيه ثم مات زوجي، وبكى سيد طويلًا على أبيه واستمرت دموعه بعد ذلك تنهمر على خديه بلا توقف حتى وهو لا يبكي وذهبنا به إلى الأطباء وفجأة ضاعت عيناه".
ودخل مكاوي في عزلة وأخذ يميل للاستماع إلى الموسيقى ومصاحبة أهل الفن، وفي يوم فكرت والدته أن تتبرع بإحدى عينيها لابنها حتى يستطيع الإبصار من جديد وذلك بعدما سمعت حفيدتها وهي تقرأ خبرا في إحدى الجرائد عن "بنك العيون"، الذي أنشأته الدولة لإعادة البصر إلى الذين حرموا رؤية النور، عن طريق تركيب عيون الموتى لهم.
وقررت الأم أن تتبرع بإحدى عينيها لمساعدة ابنها على الإبصار، وعندما عرف ثار غاضبًا، وقالت والدته عن ذلك: "كنت أريد أن يشعر بالفرح مثلي لكنه طلب مني أن أنسى كل شيء، فهو يرى بعينه اليمنى، ويكفيه وجودي بجانبه إنه لا يعرف قدر السعادة التي سأعيش فيها لحظة رؤيته وقد عاد يبصر من جديد ويقود الدراجات هواية طفولته، سأعطيه عيني اليمنى، فهو يميني في الحياة وهو ابني وشقيقي وكل ما يرغبه قلبي، إن سيد يتمتع بحب أشقائه وشقيقاته وحبي فهو بمثابة الأب لإخوته لقد رفضت الزواج بعد وفاة زوجي من أجل سيد، ورفضت أن أبتعد عنه أو يبتعد عني يومًا واحدًا، لا أريد أن ينتظر سيد عيني «ميت» ليرى بهما لن يرى بعينين غريبتين سأعطيه عيني أمه".
وأضافت: "من أجل ذلك تقدمت بطلب رسمي إلى وزارة الصحة أحجز أول عملية جراحية بالبنك الجديد لي ولسيد إنه لا يزال يرفض هديتي ولكني سأرغمه على إجراء العملية، إن سيد فنان موهوب وأريد أن يرى أثر ألحانه على جمهوره حتى ولو اقتضى الأمر أن أعطيه عيني الاثنتين".