الصناعات والحرف اليدوية في مصر كثيرة، وهي أقرب إلى الفنون منها إلى الصناعة، فهذه الصناعات تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وهي تحتاج إلى دقة كبيرة ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع، وأصحابها يتمسكون بها ويورثونها للأجيال، ولكن كثيرا منها أوشك على الانقراض في الوقت الحالي؛ بسبب ارتفاع الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق بالمنتجات المستوردة.
وسط شارع المحجر بالدرب الأحمر توجد ورشة يظهر عليها القِدَم، يقف بداخلها الأسطى "أشرف" الذى يبلغ من العمر 33 عاما حاصل على دبلوم صنايع قسم الزخرفة، وورث المهنة أبا عن جد، وحبه لها جعله يصل لدرجة الاحتراف والإبداع. يقوم أشرف بعجن كل من بودرة الرخام وبودرة البوليستر معا، ويصبهما فى القوالب، ويأتى دور "مصطفى" البالغ من العمر 38 عامًا، الذى يقوم بتسوية التماثيل داخل الاسطمبات "القوالب"، وبعد أن تجف يقوم بإعطائها لـ"عم طارق" الذى يقف أمام الورشة، ويقوم بصنفرة وصبغ التماثيل الرخامية.
وقال "أشرف" لـ"أهل مصر" إن مهنة صناعة تماثيل الرخام ليست سهلة كما يعتقد البعض، ورغم ذلك أحبها، مضيفا "أقوم بدمج كل من بودرة الرخام وبودرة البوليستر معا لأحصل على سائل الرخام، وبعد ذلك أصب تلك "العجينة" في اسطمبات، وأشكلها حسب كل تمثال ومقاسه، وأضيف داخل السائل كسر رخام، وأنتظر حتى يجف خلال 15 دقيقة، وحسب نسبة المجفف الذى أضعه، ثم أخرج التمثال".
وتابع "بقالي 15 سنة مداوم على صناعة تماثيل خان الخليلي الفرعونية والإسلامية، كانت في البداية هواية، ومع الممارسة أصبحت مهنة أساسية، وأصبحنا نعمل في صناعة تماثيل الجاليري؛ لأنها تجد رواجا بين الزبائن خاصة المصريين"، مضيفا أن كل شكل من التماثيل له اسطمبة مختلفة، وأن الخامات تأتى من السعوديه وتركيا وتايوان، وتأتى من مشتقات البترول، وأنها متوفرة داخل مصر، ولكن بكفاءة أقل بكثير.
واختتم كلامه بقوله: ما أحصل عليه من مقابل مادى من هذه الصنعة لا يكفى مطلبات المعيشة، وذلك بسبب تدهور السياحة داخل مصر، ولذلك لا أريد تعليم أولادى مهنة صناعة التماثيل، وأتمنى لهم وظيفة أفضل.