اعلان

أبواب لايطرقها الربيع في عروس البحر المتوسط.. حدائق الإسكندرية مقصد للأعمال المنافية للآداب (صور)

حدائق انطونيادس

أزهار منحنية، أوراق ذابلة، وروائح كريهة تنبعث من بين ثناياهم، لتجد نفسك أمام حدائق خربة، يفزعك المشهد كأنه بقايا حرب، أطلال من زمن مضى، هكذا تبدل الحال في حدائق الإسكندرية العامة، أكثر من 10 حدائق عامة فتحت في الإسكندرية، لتصبح مرتع للمتسولين وأطفال الشوارع، والخارجين على القانون، وتجار المخدرات، ليطرد منها زوارها، بعد أن التهمها وحش الأهمال.

حدائق محتلة

تحولت حديقة المنشية، وسط الإسكندرية، صباحا، إلى سوق للباعة المتجولين، ماسحي الأحذية، والبلطجية، ويليلا، يأخذها المتسولون، وأطفال الشوارع، ملجأ لهم، يهددون المارة، ويجبرونهم على دفع "حسنة" خوفا من أرهابهم.

تقول "حسناء شحاتة" أم لثلاثة أطفال، أنها كانت تأتي بأولادها أسبوعيا، للتنزه بالحديقة، ولكنها تعاني من الباعة المتجولين اللذين يلحون على الشراء منهم، وتخشى على اطفالها من المتسولين حيث تراهم يصولون ويجولون حولهم بشكل مريب.

ويقول "سامي شنودة"، معلم متقاعد، إنه اعتاد منذ صغره أن يذهب للحديقة وقت الغروب، ليسترخي بعد عناء يومه، ولكنه أصبح يتحاشى الجلوس بها، وأصبحت تملأ صدره بالبؤس بعد كم المشردين الذين يبيتون داخلها. 

القعدة بالمشروب

حديقة عامة كحدائق السيوف، وسعد زغلول، وسط الإسكندرية، فتحت أبوابها للشعب السكندري، دون اي تسعيرة دخول، لكن أحتلها عدد من البلطجية، يجبرونك عند الجلوس فيها، على طلب مشروب ودفع ثمنه مضاعفا.

ندفع 10 جنيهات للفرد، مقابل زجاجة مياة غازية، أو كوب من الشاي، حتى نستطيع ان نفترش اعشاب حديقة السيوف، و نترك ابنائنا يلعبون، هكذا حكى "صلاح محمود" أب لطفلين، ويسكن بالقرب من الحديقة، معاناته مع ذلك الأذى.

وتقول "أفنان.ك" جدة لـ3 أحفاد، انها اعتادت أن تأخذ أحفادها طوال فترة الصيف، و تذهب بهم لحديقه سعد زغلول، لقربها من منزلها، وتتركهم يلعبون، الي ان ينهكون، فهي مجانية وغير مكلفة، وبعد سيطرة البلطجية عليها، أصبحت لا تتحمل التكلفة، وحجبت عن النزول اليها.

حدائق للدعارة

حديقة على مساحة كبيرة، تتمتع بالنظر إليها، ليصدم بصرك بمشهد خادش للحياء، وكأنك اخترقت غرفة خاصة لزوجين، هذا المشهد السائد بين عدد من الحدائق العامه فى الإسكندرية، لاسيما حديقة محطة مصر، وحديقة الشلالات.

"كامل درويش" أحد سكان المنطقة، يحكي عمَ مايراه يومياً، أثناء مروره من أمام الحديقة، ويقول بمجرد نزول الشمس وتخييم الظلام على الحديقة، تسمع انين مريب، لتقترب فتجد لحظه حميمة تصعقك، فهناك شريكان قررا ممارسة الرذيلة أمام أعين المارة، موضحا أنه وعدد من السكان قدموا بلاغات للشرطة، ولكن أصبح الأمر معتاد، ولا نجد اي استجابة.

إعدام حديقة

عند مرورك من أمامها، تراودك الهتافات الثورية، وتتذكر التجمعات الشعبية الدافئة التي شهدتها هذه الحديقة، فهي حديقة الخالدين، والتي سميت فيما بعد ثورة 25 يناير، بحديقة الثورة، كانت "الخالدين" الأكثر تميزاً بين الحدائق العامة فى الإسكندرية، والتي شهدت على احداث ثورة يناير، بالأضافة لأحتوائها على عدد من الثمايل التراثيه، لعدد من مشاهير الثغر.

تعرضت الخالدين فى مايو2017، للهدم، وتسلمتها القوات المسلحة لإعادة بنائها، حيث تحولت لجراج، وملحقة بعدد من المتاجر الصغيرة التي ستعرض للإيجار، وهو ما أثار حفيظة أهالي المنطقة متسائلين "إلي متى ستظل الإسكندرية بلا حديقة عامة حقيقية ونظيفة وبلا بلطجة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصر تدين حادث الدهس في مدينة ماجديبورج الألمانية