"سنجعل مدينة بئر العبد يشار لها بالبنان"، هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن مستقبل المدينة الواقعة فى شمال سيناء، والتى شهدت إحدى قراها أكبر مذبحة إرهابية فى مصر داخل مسجد الروضة في نوفمبر 2017، وأمس نفذ الرئيس وعده ودحر أقاويل الإخوان ومموليهم من قطر وتركيا بتفريغ سيناء لإعطاء فرصة بتحقيق "صفقة القرن"، حيث أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، القرار رقم 132 لسنة 2019، بإعادة تخصيص مساحة 2708 أفدنة (تعادل 11375921) من الأراضى المملوكة للدولة ملكية خاصة بناحية بئر العبد، محافظة شمال سيناء، لاستخدامها فى إقامة مجتمع عمرانى جديد، "مدينة بئر العبد الجديدة"، وفقاً للقواعد والقوانين المعمول بها فى هذا الشأن.
ماهي مدينة "بئر عبد"
مركز بئر العبد هو البوابة الرئيسية لمحافظة شمال سيناء من جهة الغرب، ويمتد من الحدود الإدارية المشتركة مع محافظتى الإسماعيلية وبورسعيد، حتى يلتقى شرقا مع مركز العريش، فيما يحده جنوباً مركز الحسنة، ويقطن تلك المناطق قبائل "المساعيد، والسواركة، والبياضية، والأخارسة، والدواغرة، والسماعنة، والعقيلات، والقطاوية"، ويسكن في المركز أكثر من 91.876 ألف نسمة تقريبا وفقا لتقديرات فى 2016، كما شهد توافدا كبيرا من قبائل "السواركة" و"الرميلات".
وتعد بئر العبد هى المدينة الوحيدة فى المركز، وتتبعها قرى "التلول، والنجاح، والخربة، والنصر، ونجيلة، وأقطية، والسلام، وأم عقبة، وقاطية، والمريح، والكرامة، والشهداء، والشوح، والعقايلة، والشيخ زايد، والأحرار، ورمانة، وبالوظة، والروضة، و6 أكتوبر، وسلمانة، ورابعة، والسادات".
وكان الصيد فى بحيرة البردويل على ساحل البحر المتوسط هو الحرفة الرئيسية لأهالى المنطقة، لذا طورت القوات المسلحة العام مرفأ "غزيوان" على ساحل البردويل لمساعدتهم، وتطور عمل أبناء بئر العبد فى الزراعة بعد مد مسار ترعة السلام فى ربوع المركز، فانتشرت المزارع متنوعة الإنتاج.
ويضم بئر العبد منطقة صناعية استثمارية ضخمة، تم ترفيق أجزاء منها بالكهرباء والطرق والمياه، ترقبا لوصول مستثمرين فيها، وزارتها وزيرة التعاون الدولى سحر نصر أكثر من مرة، للاطلاع على الاحتياجات، وبحث دعم الصناديق العربية المانحة، كما تشمل المدينة مستشفى على مستوى عال من التجهيزات، ما يزال فى طور التجهيز النهائى للافتتاح قريبا، ويعتمد الأهالى حاليا على مستشفى المدينة القديم.
ويوجد فى بئر العبد قسمان للشرطة الأول فى مدينة بئر العبد، والثانى فى قرية رمانة، وكانت المنطقة تعد من أكثر مراكز شمال سيناء استقرارا طوال السنوات الماضية، حتى بدأ حدوث عمليات تفجير للعبوات الناسفة على الطريق الدولى من العام الماضى، عند أطراف المركز الشرقية الأقرب إلى مدينة العريش، وصولا إلى مذبحة مسجد الروضة الأخيرة.
قرار الرئيس السيسي يقضى على الإرهاب و"صفقة القرن"
في نوفمبر 2017 شهدت مدينة بئر عبد مجزرة إرهابية في مسجد الروضة بعد تفجيره، حينها قرر الرئيس السيسي أن محاربة الإرهاب بالسلاح ليس كل شئ، فالإعمار أحد أوجه محاربة الإرهاب، فكان من الضروري بدء الإعمار في تلك المنطقة بشكل خاص لموقعها المتميز فالمتابع للتسلسل والتتابع المكاني للمناطق المستهدفة بالتفجيرات والهجمات الإرهابية فقد بدأت في رفح الملاصقة للحدود الفلسطينية لمحاولة تهجير أهلها ولكن المخطط فشل ثم انتقلت شمالاً للشيخ زويد ثم مدينة العريش ثم "بئر عبد" وهو ما يدفع بقوة في إتجاه أن كل هذا يقع ضمن مخطط "صفقة القرن" الرامية لتوطين الفلسطينيين في شمال سيناء "مشروعي يوشي وآيلاند" عبر صفقة تبادل أراضي بحيث يتم تنازل مصر عن مساحة محاذية لقطاع غزة في شمال سيناء مقابل الحصول على نفس المساحة من أراضي جنوب صحراء "النقب".
علاقة "بئر عبد" بصفقة القرن
منطقة "بئر عبد" وفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي أن تتخلى مصر عن 720 كيلومتر مربع من منطقتي رفح والعريش بما فيهم "بئر عبد"، لارتباطهم بقطاع غزة على طول البحر المتوسط، بما يزيد أراضي غزة ثلاثة أضعاف.
وسيسمح الفلسطينيون للكيان بالاحتفاظ بنسبة 12 % من مساحة الضفة الغربية في المنطقة (ج)، وستظل الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة في يد الاحتلال، وبالنسبة لمصر سيمنحها كيان الاحتلال أرضاً في صحراء النقب كتعويض، كما سيُسمح لها بإنشاء نفق تحت البحر الأحمر يصلها بنقطة عند الحدود الأردنية السعودية، ربما فيه طريق بري وسكة حديدية.
واشارت إلي أن صفقة القرن تجاوز ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية لشمالي سيناء، إلى إثارة قضية تهجيرهم من القدس الشرقية إلى العريش ومحيطها، لذا مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقرر عقدها الشهر المقبل، كان من المفترض الإعلان عن "صفقة القرن" في أبريل المقبل أيضاً ليكون "ترامب" قد حقق بالفعل تسلسل مخطط "من النيل إلى الفرات" حلم الصهاينة الأبدى بالاعتراف بالقدس أولا ثم ضم الجولان ثم الإعلان عن "صفقة القرن"، فكان لزاماً "وأد " الرئيس السيسي مخطط امريكا وإسرائيل في مهدها.