اشتعلت حرب كلامية جديدة بين باكستان، وأفغانستان والولايات المتحدة، عقب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، اقترح فيها تشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان التي مزقتها الحرب.
والأسبوع الماضي، قال عمران خان، لمجموعة من الصحفيين، بأن حركة طالبان الأفغانية طلبت لقاءه، ولكنه رفض اللقاء بعد أن اعترضت كابل على الأمر، واقترح تشكيل حكومة مؤقتة لإنهاء الأزمة في أفغانستان.
وبالرغم من تأكيد عمران خان، على أن تصريحاته أخرجت عن سياقها، إلا أن كابل وواشنطن لم تتوقفا عن انتقاد إسلام أباد، وزعمت بأن هذا "الاقتراح" يرقى لدرجة التدخل بالشؤون الداخلية لأفغانستان.
واستدعت أفغانستان، الثلاثاء، سفيرها في إسلام أباد "للتشاور" بشأن تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني.
ووصف المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في أفغانستان، زالماي خليل زاد، عبر حسابه على موقع تويتر، التصريح بأنه "غير مناسب".
واندلع الخلاف الدبلوماسي الجديد قبل أيام من بدء خليل زاد، جولة أخرى إلى المنطقة، فيما يتعلق بجهود واشنطن الحثيثة لإيجاد تسوية تفاوضية للصراع في أفغانستان الذي دخل عامه الثامن عشر.
كما طلب السفير الأمريكي لدى أفغانستان، جون باس، في تغريدة له على تويتر، من رئيس وزراء باكستان، الذي كان بطلا في لعبة الكريكت، "عدم العبث بالكرة في الشؤون الداخلية لأفغانستان وعملية السلام فيها".
و"العبث بالكرة"، حركة محظورة ويعاقب عليها في لعبة الكريكت، وتعني تغيير شكل الكرة باستخدام المسامير أو أي شيء آخر.
ولم يستغرق المسؤولون الباكستانيون وقتا طويلا للرد على تصريحات الدبلوماسي الأمريكي، حيث شكك وزير المالية، أسد عمر، عبر حسابه بتويتر، بمعرفة "باس"، بقواعد لعبة الكريكيت، الرياضة الأكثر شعبية في جنوب آسيا.
وقال عمر، "تغريدة تظهر أنك لا تفهم لعبة الكريكيت ولا الدبلوماسية، وفي هذا المنعطف الحرج الذي تمر به عملية السلام الأفغانية، نأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من العثور على مهارات دبلوماسية أفضل للتعامل مع القضية الحساسة المطروحة".
يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه طالبان والولايات المتحدة لاستئناف المحادثات أبريل المقبل، في العاصمة القطرية الدوحة، وتشعر الحكومة الأفغانية بشكل متزايد بأنها مهمشة في طاولة المفاوضات حيث ترفض طالبان الحوار مع الحكومة الأفغانية.