مر أسبوعان على الهجوم الإرهابي علي مسجدين نيوزيلندا التي استنكرتها دول العالم، وبالتأكيد حان الوقت لكشف تفاصيل لم تُكشف، شاهَدها رواد المسجد وقت الجريمة.
حيث كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن الشرطة النمساوية، أن زعيم حركة الهوية النمساوية " مارتت سيلنر" تلقي تبرعا بقيمة 1500 جنيه إسترليني (1970 دولاراً) من شخص يحمل اسماً متطابقاً مع الإرهابي مرتكب مجزرة المسجدين.
ووفقا للصحيفة البريطانية لا تزال تحقيقات جارية حول صلة القاتل بسيلنر، وذلك عقب مداهمة قوات الشرطة منزل سيلنر في فيينا، الإثنين الماضي 25 مارس2019.
ما هي حركة الهوية النمساوية ؟
هي جزء من حركة هوية يمينية أكبر، تملك فروعاً في أغلب بلاد غرب أوروبا، وأمريكا الشمالية، ونيوزيلندا، ومبادءها أن اللاجئين المسلمين يجب قتلهم لمخاوفهم من عملية إحلال، حيث في اعتقادهم أن المسلمون سيحولونهم لاقليات في بلادهم.
وسربت مؤخراً سجلات دردشة تشير إلى أن الشخصيات البارزة بين صفوفها تتضمن أفراداً في الجيش الأمريكي لا يزالون في الخدمة.
امتداد لأفكار اليمين الصهيوني
تستمد الحركة جانباً كبيراً من أفكارها من الحركة المعروفة بـ "اليمين الأوروبي الجديد" وهي حركة فرنسية بدأت في الستينات وحاولت إعادة ترتيب الأفكار العنصرية بطريقة لا تثير انتباه الأوروبيين الذين مازالوا حينها يذكرون انتشار الفاشية ما بين الحربين الأولى والثانية وتمتد تلك الحركة لأفكار الصهاينة.
وطوروا أهدافهم حيث مُزجت استفزازات الإسلاموفوبيا -مثل احتلال المساجد أو إقامة حفلات يُقدَّم فيها الخمر و لحم الخنزير في المناطق التي يعيش فيها المسلمون- مع جهود ترويجية بارعة استغلت اظهار بيئة الاتصالات لمواقع التواصل الاجتماعي التي تؤيد الحرية وعدم التدخل.
من هو مارتن سيلنر المرتبط بمنفذ هجوم نيوزيلندا؟
ارتبط سيلنر بنشر أفكار الهوية في جميع أنحاء أوروبا وحول العالم، وزيادة تكتيكاتها وجهود العلاقات العامة الخاصة بها. عندما كان مراهقاً، ارتبط سيلنر بمجموعات النازيين الجدد النمساوية، لكنه ادعى منذ ذلك الحين أنه نبذ النازية.
وفي عام 2012، أسس حركة الهوية النمساوية، التي عبرت عن معاداتها لليبرالية والتعددية الثقافية والإسلام، بدلاً من تبنِّي مبدأ الدم والتربة لليمين الأوروبي الجديد، القائم على "لتعددية العرقية"، الذي يؤمن بأن كل بلد يجب أن يكون مقصوراً على الجماعة العرقية المرتبطة بها.
في عام 2016، اجتاح أعضاء حركة الهوية النمساوية منصة داخل جامعة نمساوية قُدمت فوقها مسرحية كان أبطالها من اللاجئين، ولوحوا بلافتة مصبوغة بدماء زائفة. وفي عام 2017، جمع سيلنر 100 ألف دولار للإبحار بسفينة في البحر الأبيض المتوسط من أجل اعتراض المهاجرين القادمين من إفريقيا إلى أوروبا وإعادتهم إلى بلادهم.
ونفذ سيلنر هذه المهمة في صحبة خطيبته بريتاني بيتيبون، ونجمة يوتيوب القومية البيضاء لورين ساوثرن، وباءت في النهاية بفشل ذريع. زار ثلاثتهما قبل عام بلدة لوتن الإنكليزية وأهانوا المسلمين بشعارات استفزازية، ومُنعوا بسبب ما فعلوه من دخول البلاد، بحسب الصحيفة البريطانية.
وفي عام 2018، حاولت السلطات النمساوية مقاضاة سيلنر ونشطاء آخرين في حركة الهوية النمساوية، متهمين إياهم بنشر خطاب الكراهية وتشكيل تنظيمات إجرامية. لكنهم بُرّئوا من التهم في يوليو.
وفي العام الماضي، قضى ميلنر بعض الوقت في الولايات المتحدة، موطن خطيبته، وسجل مدونات صوتية عن حركة الهوية مع جيمس ألسوب، الذي شارك في مسيرات شارلوتسفيل، واختير ليكون مسؤولاً في الحزب الجمهوري في ولاية واشنطن.