قال الدكتور سعد جاويش أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن رحلة الإسراء والمعراج حدث فريد ومعجزة إلهية، وتعد من الأحداث العظيمة التي أمرنا الله تعالى أن نذكرها بكل حفاوة وتعظيم، وأن نستفيد ونتعظ منها في الحفاظ على مقدساتنا وهويتنا الإسلامية، بأن نحميها ونحافظ عليها من كل عدو غادر.
منحة ربانية
وأوضح في خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، أن الله تعالى أراد ان يكرم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويخفف عنه ألم المِحن التي تعرض لها من قومه أثناء دعوته، والشدائد التي عاشها بعد وفاة زوجته السيدة خديجة، رضي الله عنها، وعمه أبي طالب، وبعد الإيذاء الذي تعرض له أثناء رحلته إلى الطائف، فجاءت هذه الرحلة لتكون له صلى الله عليه وسلم بمثابة النصر العظيم، والمنحة الربانية، قال تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
مكانة القدس عظيمة
وأضاف خطيب الجامع الأزهر أن من أهم الدروس المستفادة من هذه الرحلة العظيم، هي التذكير والتأكيد على عالمية رسالة الإسلام، وعلى مكانة القدس الدينية والتاريخية العظيمة لدى المسلمين، بعدما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم إمامًا بجميع الأنبياء والمرسلين في المسجد الأقصى، ما يؤكد علاقته بإخوانه من الأنبياء والمرسلين، مضيفًا أن هذه المعجزة الإلهية تعلمنا أيضاً أن المنح تأتي من المحن، وأن نصر الله قادم لا محالة، ما دام الإنسان يؤمن بربه ويأخذ بالأسباب، فقد ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم ماضيًا في طريقه، صابرًا في تبليغ أمر ربه.