أحد أبرز المساجد الآثرية في صعيد مصر.. "سيدي أبو القاسم" يئن ومهدد بالانهيار في سوهاج

يتمتع مسجد سيدي أبو القاسم في مدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، بشعبية كبيرة بين أهالي المدينة والقرى المجاورة، لذا يُقبل عليه المترددين من كافة الأماكن، لزيارته والتعبد فيه وقضاء أوقات طويلة داخل أروقته.

يعتبر مسجد سيدي أبو القاسم، من أبرز المعالم الأثرية الإسلامية في مدينة طهطا، ويمتلك أطول مئذنة أثرية في صعيد مصر، وقامت وزارة الأثار بضمه إلى الاثار في عام 1998، بقرار 737.

مواصفات مسجد سيدي أبو القاسم

جدير بالذكر، أن المسجد عبارة عن تحفة معمارية مستطيلة الشكل على مساحة 600 متر، وإجمالي مساحته 1200 متر، ويبلغ طول ضلعه من الشمال إلى الجنوب 45م تقريبا، ومن الشرق إلى الغرب 32م تقريبا، وارتفاعه حوالى9.5م تقريبا.

وواجهة المسجد لها طابع من الزخارف الكتابية والهندسية والمعمار، متأثر بالطابع المملوكي والطولوني، وله مئذنة تعد من المآذن التاريخية في الصعيد ويراها القادم من على أشراف المدينة لارتفاعها 30 مترا عن سطح الأرض، ومبنية من خلطة الطين والحمرة، ومكونة من 4 طوابق ولها باب للصعود.

كما أن المسجد يطل على 3 شوارع، والمنبر مصنوع من الخشب، ويحتفظ بشكله القديم حتى الآن، وللمسجد ميضأة أرضيتها مفروشة بالرخام، منفصلة عن صحن المسجد، وتحتاج إلى ترميم، ويتردد أن هناك بئرا وساقية بجوار الميضأة تم ردمها منذ زمن بعيد، كانت تمد الميضأة بالمياه، كما يضم المسجد مكتبة، تحوى حوالي ألف كتاب من الكتب القديمة، ومخطوطات للقرأن الكريم، وملحق بالمسجد مكتب لتحفيظ القرآن.

نسب الشيخ.

كُتب نسب الشيخ على جدران المسجد، ويرجع نسب الشيخ جلال الدين أبو القاسم جلال الدین بن عز الدين بن عبد العزيز بن يوسف بن رافع بن جندب بن سلطان بن محمد بن أحمد بن حجون بن أحمد بن محمد بن جعفر بن إسماعيل بن جعفر بن محمد الجور بن الحسين بن علي الخارصي بن محمد الديباج بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبِي طالب.

يؤكد المؤرخون، أنه ولد أبو القاسم بطهطا بالعقد الثامن من القرن السابع الميلادي، وتوفي عن عمر يناهز 90 عاما سنة 762 هجرية.

وشيد المسجد له عقب وفاته بأرضه، وكانت استراحة له ثم تم تحويلها، والمسجد ذو عمارة إسلامية مشابهة لجميع المساجد الأثرية بالصعيد، والتي تتألف من صحن وأربعة أروقة، وبه نقوش إسلامية فائقة ومكتبة وميضأة.

يوجد مقام داخل المسجد، لأحد أبناء الشيخ أو أحد أحفاده، وحوله جدار زجاجي به الكثير من المخطوطات القديمة ذات الأهمية الكبيرة، على الرغم من ضياع الكثير منها قبل ضم المسجد لوزارة الأثار.

يوجد بالمسجد مصلى للسيدات، وبه عدة غرف منها غرفة كبيرة مغلقة مكتوب عليها "كتبة سيدي جلال"، وبه العديد من الكتب، ولكن استخدامها والاطلاع عليها، جعل الكثير منها فى تعداد المفقودين.

تم تجديد المسجد في عام 1323 هجرية، على يد عبد اللطيف باشا التركي، الذي جدده رغبة بالحصول على ثواب تخليد ذكرى جلال الدين، الذي ينضم للنسب الشريف فهو حفيد المصطفى عليه أفضل صلاة وسلام، وعلي ابن أبي طالب، وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.

المسجد يعانى التشققات.

يعاني حاليًا مسجدي سيدي أبو القاسم في طهطا، من شقوق وتصدعات دفعت مسئولي الآثار للمطالبة بترميمه، خوفا على المصلين وباعتباره تاريخ آثري قديم وهام.

ويؤكد بعض الأهالي، أن المسجد يواجه خطر الانهيار والسقوط في أي لحظة، بعد أن ظهرت الشروخ والتصدعات في أغلب أعمدته منذ عدة سنوات، وأخطرَ المسئولون عن المسجد هيئة الآثار ومديرية الأوقاف بذلك الخطر الجسيم، وحضرت بالفعل عدة لجان من الآثار خلال السنوات الماضية ولم يحدث أي شيء حتى الآن.

المسجد يقف على 28 عامود.

يحتوى المسجد على 28 عمودا من الأعمدة الضخمة التي تعتمد عليها القبة وسقف المسجد، وقد ظهر على اغلب الأعمدة شروخ وتصدعات في جسم الأعمدة وقواعدها مما ينذر بخطر داهم، وتم إخطار هيئة الآثار باعتبار أن المسجد من المساجد المسجلة أثريا، كما تم إخطار مديرية الأوقاف بسوهاج، وبالفعل حضرت عدة لجان من الآثار خلال السنوات الماضية، وعاينوا التصدعات الموجودة في الأعمدة، ووعدوا باتخاذ اللازم في أسرع وقت ممكن، وحتى الآن لم يتم أي شيء والتشققات والشروخ في زيادة، مما يبعث في نفوسنا ونفوس المصلين الخوف والفزع من خطر انهيار أهم مساجد البلدة، لافتا إلى أن للعارف بالله سيدي أبو القاسم آلاف المريدين والمحبين الذين يزورونه في مولده كل عام في شهر محرم غير الوافدين عليه يوميا من أبناء طهطا والمحافظات.

الشروخ تملء المسجد

وأكد أن المسجد به العديد من الشروخ بقواعد وأبدان الدعامات الحاملة للقبة الضريحية، كما ظهرت شروخ وتصدعات ببطن القبة ومنطقة انتقالها، وشروخ بقواعد بعض الأعمدة ببيت الصلاة، مما يشكل خطرًا على الكيان المعماري للآثر، بجانب سقوط طبقة الملاط بالجدران من الخارج، وتأكل فى المصبعات الخشبية فى شبابيك المسجد وجدرانه الأربعة.

يحتاج المسجد إلى الترميم، وخاصة قواعد وأبدان الأعمدة الحاملة للقبة الضريحية، حيث توجد كثير من الشروخ الطولية والعرضية، وتساقط أجزاء من طبقة الملاط، وكذلك أعمدة بيت الصلاة والدعامات الحاملة، للقبة الضريحية تحتاج إلى ترميم.

تأكل المنطقة الخشبية.

وأضاف أن المنطقة الخشبية تعانى من تأكل الاخشاب وتساقطها والابواب والشبابيك الخارجية بحاجة إلى تقوية، بسبب تآكل الأجزاء السفلية منها بفعل الرطوبة، وتشققات فى الغرفة المقبرة الملحقة والسبيل المحلق ببيت الصلاة، يحتاج إلى ترميم كذلك واجهات المسجد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً