لم تقف عمليات النصب والسرقة على مقتنيات الأحياء فقط، بل امتدت حتى وصلت إلى المقابر، إذ سيطر الطمع على قلوب حراس هذه المقابر حيث يقومون ببيعها رغم أنها مملوكة لآخرين.
وفي قرية جلال الشرقية التابعة لمركز ملوى جنوب المنيا تنتشر عمليات النصب والبيع للغير بدون وجه حق، على يد حفاري المقابر، في مدافن التل الشرقي، بمبالغ تبدأ من 4 آلاف جنيه وتصل إلى 10 آلاف جنيه، وذلك بعد تغيير معالمها الخارجية.
وعند تشييع أي جثمان في القرية أصبح الشغل الشاغل لذوي المتوفى هو الخوف من استخراجه من مقبرته بعد دفنه، وتذهب أسر بعض المتوفين يوميا للاطمئنان على أن مقابرهم ما زالت باقية على حالها.
إكرام الميت دفنه
"إكرام الميت دفنه بس الحفارين يسيبوهم في حالهم".. بهذه العبارة بدأ علم الدين محمد، حديثه لـ"أهل مصر" الذي سرق الحفارون 3 مقابر داخلها والده وأبناء عمومته منذ سنوات طويلة، وقال: في يوم من الأيام وأنا أشارك في تشييع جنازة بالبلد ذهبت لقراءة الفاتحة على مقابر الأسرة وعند الاقتراب من المقابر وجدت سيدة تبكي أمام مقبرة أبي، وبسؤالها قالت إنها مقابر أسرة زوجها التي اشتروها من "أحمد ع" الحفار، فتعجبت من الأمر، وبعد الانتهاء من تشييع الجنازة ذهبت إلى الحفار لكى أعرف منه ماذا حدث وهل فعلا باع المقبرة فقال بكل هدوء أيوة وهديك مقبرة تانية بدل دي".
وأضاف: ذهبت إلى نقطة الشرطة وتم تحرير محضر رقم 8968 إدارى ضد الحفار وحتى الآن لا أعرف شيئا عن جثة أبي وأقاربي ولم أحصل على فلوسي رغم إيصالات الأمانة التى وقع عليها الحفار بعدم التعرض لأي مقبرة تخص العائلة.
حاميها حرامهيا
وقال حسن مصطفى أحد ضحايا عمليات النصب التى شهدتها جلال الشرقية: الحفارون أخذو منى 5 آلاف جنيه مقابل بناء مقبرة في منطقة المقابر بالتل، ومن اللحظة الأولى التى توقف فيها الحفار وزملاؤه عن البناء علمت أنني أتعرض لعملية نصب كبيرة من قبل مافيا تعمل في مجال المقابر رغم حصولي على حكم رقم 5969 غيابي ضد الحفايرين.
وأشار إلى أنه يحاول شراء مقابر بعيدة عن القرية لتجنب عمليات النصب التى لا تجد أي رد فعل من قبل مسؤولي الوحدات المحلية أو الشرطة.