"شيخ المضحكين، الضاحك الباكي، ناظر مدرسة المدبوليزم" هكذا كان يلقبه أهل الفن، ورحلة حياة الراحل عبد المنعم مدبولي مليئة بالأسرار التي لم تكشف من قبل.
اتسمت أغلب أعماله بالأداء الكوميدي والتراجيدي حيث عمل بالفن لأكثر من نصف قرن وتنوعت أعماله بين السينما والمسرح والتلفزيون وبين التمثيل والإخراج. ومن أعماله المميزة فيلم "احنا بتوع الاتوبيس" الذي أدى فيه دور الموظف الذي زج به إلى المعتقل دون تهمة.
التحق بفرقتي «جورج أبيض» المسرحية و«فاطمة رشدي»، إذ قدم أول بطولة له في مسرحية «367 زيتونا» لينتقل إلى مرحلة الاحتراف حيث أسس فرقة مسرحية مع سعد أردش وعبد الحفيظ التطاوي وزكريا سليمان وسمحت لهم الحكومة بتقديم عروضهم على مسرح دار الأوبرا القديمة.
انضم مدبولي الى فريق التمثيل الذي أسسه الراحل فريد شوقي في المرحلة الثانوية.
أخرج مدبولي العديد من المسرحيات للفنانين عبد المنعم إبراهيم وفؤاد المهندس، ولم يكن عمره قد تعدى العشرين عاما ثم تقدم بأوراقه الى معهد التمثيل الذي رفضه أكثر من مرة بسبب قِصَرِ قامته ثم قبله كمستمع حتى إذا رسب يتم فصله.
قدم مدبولي أول دور له في الإذاعة من خلال تمثيلية «عادل وجدو عياد» وبعده كتب اول مسلسل اذاعي «جحا وظريفة والحمارة اللطيفة» ليلقى نجاحا كبيرا أهَّله للانضمام لفرقة «ساعة لقلبك» التي كانت تديرها الاذاعة المصرية عام 1943 وكتب وأخرج لها العديد من الأعمال.
أخرج للثنائي الناجح فؤاد المهندس وشويكار، أهم فناني الكوميديا في الستينات، مجموعة من المسرحيات؛ أهمها «أنا وهو وهي»، وهي المسرحية التي قدم فيها الفنان عادل إمام بنحو متألق قبل انطلاقه في مسرحية «مدرسة المشاغبين».
قدم مدبولي عددا من أغاني الأطفال، كما شارك في التمثيل بعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية؛ من أشهرها «أبنائي الأعزاء شكرا» الذي عرف في مصر جماهيريا باسم «بابا عبده»، وهو اسم مدبولي في المسلسل الذي شارك في بطولته يحيى الفخراني وآثار الحكيم وصلاح السعدني وفاروق الفيشاوي.
كما قدم مدبولي للدراما التلفزيونية العديد من الأعمال؛ منها «أيام المرح»، «كسبنا القضية»، «الزواج على طريقتي»، «لعبة الفنجري»، و«أهلا جدو عزيز».
كما قدم اكثر من 50 فيلما؛ أهمها «مولد يا دنيا» و«احنا بتوع الأتوبيس» و«العاشقان» و«حب في الزنزانة» و«شقة الطلبة» و«ابن الحتة» و«مطاردة غرامية» و«أيامي السعيدة» و«الحفيد» و«المرأة والساطور».
وشارك في مشهد كضيف شرف في فيلم «عاوز حقي» أمام هاني رمزي، وقد كان هذا المشهد هو آخر ظهور له على شاشة السينما.
عاني في نهاية حياته من تضخما في الطحال، وأمضى الشهور الثلاثة الأخيرة في غرفة العناية المركزة بمستشفى المقاولون العرب ثم انتشر المرض في أنحاء جسده ليفقده الوعي مع ضيق في التنفس إلى أن رحل عن عالم الأحياء في 9 يوليو عام 2006.