اجتماعات "استثنائية" في تونس.. ما يمكن توقعه من قمة الجامعة العربية؟.. وأهم الملفات على طاولة زعماء العرب

كتب : سها صلاح

بدأت قمة تونس على خلفية الانقسامات والحروب، قمة عربية كانت ستكون دورتها الـ30 عادية لولا ما سبقها من اعتراف أمريكي بـ"سيادة" إسرائيل المزعومة على الجولان السوري المحتل، لترفعها إلى درجة "طارئة" أو "استثنائية".

اجتماعات على مستوى الزعماء والقادة، استضفتها تونس اليوم الأحد، وعلى أجندتها ملفات شائكة تفرض نفسها في السياق المشتعل الذي تشهده الأحداث بالمنطقة العربية.

وبقدر أهمية الملفات المطروحة على أجندة القمة، إلا أن رفعها شعار "ضرورة إيجاد حل سياسي" لأزمات المنطقة، لتكون مخرجاتها مجرد "إعلان" مكتظ بالتوصيات، وخال من أي تحديد واقعي للمسار العربي.

الجزائر

ففي الجزائر يصرخ مئات الآلاف من الناس "لا لبوتفليقة" منذ أواخر فبراير بعد أن أعلن رئيس البلاد عن سعيه للحصول على فترة ولاية خامسة في الانتخابات المقررة في أبريل، لينحني أمام الضغط الشعبي المتزايد، ويتخلى عن خطته لخوض الانتخابات مرة أخرى.

ومع ذلك ، من غير المرجح أن تكون الدعوات إلى التغيير السياسي على جدول أعمال قمة جامعة الدول العربية لهذا العام المنعقدة يوم الأحد في تونس العاصمة - بنفس الطريقة التي تفاعلت بها الهيئة الإقليمية مع ما يسمى بالربيع العربي في عام 2011.

مرتفعات الجولان

في وقت سابق من شهر مارس ، قال وزير الخارجية التونسي خميس جهناوي إن إعادة قبول سوريا ، التي تم تعليقها من الهيئة في 2011 استجابةً لحملة الرئيس بشار الأسد الوحشية ضد المحتجين المؤيدين للديمقراطية ، ستكون على جدول أعمال القمة.

ومع ذلك، فإن خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالاعتراف الرسمي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان ، التي احتلتها إسرائيل من سوريا في عام 1967 ، قد طغت على عودة دمشق المحتملة.كانت الإدانة العربية والدولية سريعة بعد إعلان ترامب ، لكن المحللين لا يتوقعون أكثر من التنديد الشفهي في تونس - تمشياً مع الممارسات السابقة للجامعة العربية.ليبيايعد ملف الأزمة الليبية أحد أبرز الملفات المطروحة في الاجتماعات التي جرت على هامش القمة سواء في اجتماع وزراء الخارجية أو المجموعة الرباعية التي دعت إلى ضرورة إيجاد تسوية سياسية للأزمة وأكدت دعم خطة الأمم المتحدة والملتقى الوطني الجامع.موازنة فلسطين"كما رفع الوزراء إلى القادة العرب، بحسب الصحيفة، بندًا يتعلق بدعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، بحسب الصحيفة.ودعا المشروع الدول العربية للالتزام بمقررات جامعة الدول العربية وبتفعيل شبكة أمان مالية بأسرع وقت ممكن بمبلغ مائة مليون دولار أمريكي شهريًا دعمًا لدولة فلسطين لمواجهة الضغوطات والأزمات المالية التي تتعرض لها، بما فيه استمرار دولة الاحتلال باتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية عقابية، بينها احتجاز أموال الضرائب وسرقة جزء كبير منها بما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية والاتفاقيات بين الجانبين.ودعا الدول الأعضاء لتنفيذ قرار "قمة عمان" التي عقدت في مارس 2017 ، بشأن زيادة رأس مال صندوقي الأقصى والقدس بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي.تدخلات إيرانرفع الوزراء مشروع قرار آخر بشأن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، للتشديد على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.وأدان المشروع التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، باعتباره انتهاكا لقواعد القانون الدولي ولمبدأ حسن الجوار وسيادة الدول، مطالبين إيران بالكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.كما أدان بشدة استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على السعودية من الأراضي اليمنية من قِبل الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي استهدفت المدن السعودية بما فيها قبلة المسلمين والتي بلغت حتى الآن أكثر من 200 صاروخ.واستنكر التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية.كما شجب السياسة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية والتي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، مؤكدا ضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات وتحديدًا في دول الخليج العربية.وطالبها بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، وخاصًة تدخلاتها في الشأن اليمنى والتوقف عن دعمها للميليشيات الموالية لها والمناهضة لحكومة اليمن الشرعية ومدها بالأسلحة، وتحويلها إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.كما رفع الوزراء للقادة العرب مشروع قرار بشأن احتلال إيران للجزر العربية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى التابعة لدولة الإمارات في الخليج العربي"، مؤكدًا بشكل مطلق على السيادة الإماراتية على الجزء الثلاث، ومؤيدًا كافة الإجراءات والوسائل السلمية التى تتخذها الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.بحاجة إلى قرارات واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قمة تونس مطالبة بتجاوز المخرجات التقليدية التي تأتي في شكل إعلان أو توصيات، والمرور نحو تقديم حلول واقعية لأزمات المنطقة. وأكدت إن القمة ترتقي إلى درجة اجتماع طارئ، في ضوء المستجدات الأخيرة حول الجولان السوري، مؤكدا أن الوضع العربي بحاجة إلى قرارات حاسمة ضد الموقف الأمريكي سواء من الجولان أو من اعترافه السابق بالقدس عاصكة لإسرائيل. وقالت إن هناك حاجة تنبع من الأوضاع المرتبكة والأزمات التي تطوق العالم العربي، وتجعل من إيجاد حلول سياسية، أو تقديم بدائل، أمرا ضروريا لتحديد المسار العربي، وتجاوز مرحلة التنديد والاستنكار. وتناقش القمة العربية تنسيق العمل العربي المشترك في مواجهة قضايا عربية مشتركة مهمة؛ أبرزها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن القومي للدول العربية، بالإضافة إلى العديد من الملفات الشائكة.ويذكر أنه تم تأسيس هذه الهيئة لأول مرة في عام 1945 كحصن للقومية العربية ، وقد تم انتقادها على مدار عقود من الزمن لتصبح جماعة غير فعالة مكرسة للحفاظ على مصالح النخب الحاكمة بشأن المخاوف المشروعة لملايين الأشخاص الذين يعيشون داخل حدودها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً