لم يتوقع محمد على باشا، عندما شاهد تلك الزهرة الجميلة والتى أتى بها من الخارج ليزين بها نافورة قصره أنها ستكون النبتة الشيطانية التى سوف تنتشر وتتكاثر؛ لتغطى مجرى النيل وأسطح البحيرات، وتكبد الدولة ملايين الجنيهات؛ فى محاولات القضاء عليها. وورد النيل نبات مائى يسد المصارف تماما، ويعوق الملاحة والرى ويؤوى العديد من القواقع، خاصة قواقع البلهارسيا والزواحف والثعابين، ويؤدى إلى نقص الأكسجين الذائب فى المياه، بما يهدد حياة الأسماك والكائنات المائية.
مادة آمنة تقضي على ورد النيل
خلف أحمد شحاتة، مزارع، يبلغ من العمر 40 عامًا، يقيم بعزبة شرارة التابعة لمدينة الفشن جنوب بنى سويف، توصَّلَ لمادة آمنة يتم رشها على نبات ورد النيل الذى ينمو فى المياه العذبة فى الترع والمصارف، فيتم التخلص منه دون أن تلحق بالمياه أى أضرار، إلا انه لم يجد من يهتم بابتكاره للتخلص من نبات ورد النيل التى يتسبب فى إهدار مياه الري.
ورد النيل يكلف الدولة ملايين الجنيهات
فى البداية قال خلف أحمد شحاتة لـ"أهل مصر": منذ عدة سنوات ومن خلال عملى بمهنة الزراعه لاحظت انتشار نبات ورد النيل بكثافة فى مياه الترع، وأنه يشكل خطورة شديدة على المياه، حيث ينمو بكثافة، ويمتص كميات كبيرة من المياه، رغم إحضار الدولة معدات كل عام لحفر الترع والتخلص من نبات ورد النيل المنتشر فى الترع، وتكلُّفها ملايين الجنيهات سنويا. من هنا بدأت أفكر فى اختراع مادة تقضى على نبات ورد النيل.
مديرية رى بنى سويف أشادت بالاختراع وطلبت ذهابي لأكاديمية البحث العلمي
وواصل: استطعت التوصل إلى 3 مواد يتم خلطها ببعض لتصبح مادة واحدة، يتم وضعها على نبات ورد النيل، فتقوم بحرقه، وتجعله يترسب فى المياه، ولا ينمو مرة أخرى. وقمت بتجربة هذه المادة عشرات المرات بنجاح، وعرضتها على عدد من المهندسين الزراعيين، فأشادوا بها، وذهبت بهذا الاختراع إلى مديرية رى بنى سويف، وعرضت عليهم الاختراع، فأشادوا به، وطلبوا منى الذهاب إلى أكاديمية البحث العلمى؛ لعرضه عليهم وتسجيله.
البحث العلمي أعطتني براءة اختراع ووزارة الزراعة لم تهتم
وتابع: ذهبت إلى أكاديمية البحث العلمى، وعرضت عليهم الاختراع، وطلبوا منى بعض الأوراق، وأحضرتها، وأعطونى براءة الاختراع، وطلبوا منى الاتجاه إلى وزارة الزراعة لعرض الاختراع عليهم. وبالفعل ذهبت إلى وزارة الزراعة، ولم أجد أى اهتمام بالموضوع، وذهبت إلى مركز البحوث المائية الموجود فى القناطر الخيرية، وعرضت عليهم الاختراع، وكالعادة لم أجد أى اهتمام من المسئولين بهذه المادة التى سوف تقضى على نبات ورد النيل.
واختتم "خلف شحاتة" حديثة مع "أهل مصر" مناشدًا رجال الأعمال والمسئولين بالمحافظة تبنِّى مشروعه ليرى النور، قائلًا: "كل ما أرجوه أن أجد من يتبنى فكرتى، ويهتم بها، ويجربها لكى تظهر للنور، وحتى لا أشعر أن مجهودى ذهب هباء".