استحقت أن يطلق "مطربة"؛ لصوتها الشجِيّ الذي ميَّزَها، وجعلها تنطلق إلى الشهرة في وقت قياسي.. الزمان كان عام 2015 والمكان برنامج The Voice، حيث انطلقت عبر تلك البوابة إلى الشهرة، بعد أن حصلت الأردنية نداء شرارة على اللقب في الموسم الثالث، وتميَّزت عن باقي المتسابقين بأنها محجبة. كانت من فريق شيرين عبد الوهاب، ورغم حبها الكبير لها، إلا أنه حدث بينهما خلاف بسيط، هو مجرد عتاب بين الأحباب، ولكن حاول البعض أن يخوض فيه؛ ليعكر صفو علاقتهما. قدمت نداء شرارة مؤخرًا أول ألبوم غنائي لها بنكهة خاصة.. وفي حوارها مع "أهل مصر" تتحدث عن بدايتها وحياتها وعن طموحها.
كيف بدأتِ مشوارك الغنائي؟
كنت في البداية ناسية حلمي في الغناء، ولا أفكر فيه، ولم يخطر ببالي أن أصبح مطربة في يوم من الأيام، رغم حبي الشديد له، ولكن عندما شاء الله، جعلني أنتبه إلى موهبتي الغنائية في الوقت المناسب.
وماذا عن The Voice؟
قبل برنامج The Voice لم يكن لي أي عمل غنائي، ولكن بعد البرنامج بدأ مشواري الحقيقي، فعندما قدم لي أصدقائي في المسابقة، وتم قبولي بحمد الله، تغير مسار حياتي. وتعد مشاركتي في هذا البرنامج من أفضل التجارب التي مرت عليَّ؛ فهي أعطتني الخبرة، كما أن اللقب أعطاني قوة وطاقة كي أكمل الطريق، وجعل الجمهور يعرفني ويراني بالصورة التي أحبها؛ لأن برنامج The Voice عنوانه الصوت وبس، وهذا أهم شيء بالنسبة لي.
هل توقعتِ أن تحصلي على اللقب؟
كان لديَّ شعور بأنني سأفوز، ولكن هذا الشعور كان يتخلله بعض الخوف، والحمد لله.. عوَّض صبري وتعبي خيرًا.
هل الحجاب عائق لك في الغناء؟
واجهتني بعض المواقف بالتأكيد بسبب الحجاب وغيره، ولكن أي فنان عادة ما يتعرض لمواقف كثيرة مع بدايته، ويجب أن يُصدِّق الفنان نفسه؛ لكي يصدِّقه الجمهور، وهذا ما فعلته، أنني صدَّقت نفسي وآمنت بها. وبالنسبة للحجاب فلا أراه عائقًا؛ فالنجاح بيد الله، سواء بالحجاب أو بدونه، وعندما يكتب الله النجاح لشخص، لن يقف أمام قدرته أحد.
هل عُرضت عليكِ أعمال كبيرة مقابل خلع الحجاب؟
بالفعل عُرضت عليَّ أعمال من بعض المنتجين، وهناك مغرضون أيضًا عرضوا عليَّ أعمالاً، ولكن أنا لا أسمع لأحد، فالحمد لله أنا واثقة بنفسي، وأحب الحجاب، والله وفقني لأنني هكذا.
كيف كنتِ قبل دخولك المجال الفني؟
كنت أعمل مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا الأمر أفتخر وأعتز به كثيرًا. وهذه الوظيفة من أكثر الأشياء التي أعطتني طاقة وثقة بنفسي، وجعلتني أحب ذاتي؛ كوني كنت مدرسة لهذه الفئة. فشعوري أن بداخلي هذه الكم من الرحمة والألفة جعلني فخورة بنفسي وشكلي وكل ما أقدمه.
وقبل العمل كمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة؟
الحقيقة أني منذ الصغر عملت في شغل كثير، فكل إنسان يحب أن يسعى وراء رزقه، والشغل ليس خطيئة، وكنت أعمل وأدرس في نفس الوقت.
قدمتِ أغنية للاعب محمد صلاح، هل قابلتِه؟
لا لم أقابل محمد صلاح من قبل، وأتمنى أن ألتقي به؛ كي أقول له إنه بطل، وأني قدمت له الأغنية تعبيرًا عن احترامي له.
هل تتابعين أعمال شيرين عبد الوهاب رغم الخلاف الذي حدث بينكما؟
بالتأكيد أتابعها، وشاهدت فيديو كليب "حبه جنة"، وهو مشبع بمشاعر جميلة بداخل الفنانة الرقيقة، وأتمنى من الله أن يتم سعادتها، ويجعلها في فرحة دائمة، فمن الواضح أنها تغني من قلبها، وأنا سعيدة بالفيديو كليب.
هل لا يزال الخلاف بينكما؟
لا يوجد خلاف بمعنى الكلمة، وكل ما في الأمر أننا لم نتكلم منذ فترة؛ فكل منا له ظروفه وانشغالاته. هي فنانة كبيرة، وبالتأكيد مشاغلها كثيرة، وبحكم هذه الأمور لا نرى بعضنا، ولا نتحدث.
وهل هنَّأتك على ألبومك الجديد؟
لا لم تهنئني على ألبومي، ولكن هذا لا يعني أنه يوجد خلاف بيننا، فبحكم أنها سوبر ستار بالتأكيد انشغالاتها كثيرة جدًّا، وأكبر من أن تلتفت لأي أمر، وأنا أحب شيرين عبد الوهاب في كل الحالات، وأعتقد أنها لم تنتبه للألبوم، ولكن أتمنى أن تكون استمعت له وأعجبها.
ما هي رسالتك إلى شيرين عبد الوهاب؟
أقول لها أحبك كثيرًا، والله يوفقك، وألف مبروك على الألبوم الأخير، ومبروك على زواجك من الفنان حسام حبيب، وتستاهلي كل خير يا حبيبتي.
حدثينا عن ألبومك الأول الذي طُرح مؤخرًا.
قدمت في أول ألبوم لي كل ما تمنيت أن أقدمه والأشياء التي تشبهني وأحبها، وأرضيت غروري به، وهدفي في الألبومات المقبلة أن أركز على ما يحبه الجمهور، ولكن كان هدفي من هذا الألبوم الذي كتبت ولحنت بعض أغانيه أن يعرف الجمهور أنني أسير على خط خاص بي، وأن هذه طريقتي وصوتي، وأحببت أن أجتهد زيادة عن اللزوم في هذا الألبوم.
هل الفنانة نداء شرارة تعيشين قصة حب؟
حاليًّا لا، ولكنني إنسانة طبيعية تريد أن تُحِبَّ وتُحَبَّ، وتتزوج وتنجب أطفالاً يشبعون لديها مشاعر الأمومة. وإذا وجدتُ هذا الشخص الذي أحبه، فسوف أتزوجه، وسيكون حب حياتي، لأن الحب إنما هو لتأسيس أسرة. وهذا هو الحب من وجهة نظري.
هل هذا أقصى طموحك؟ الزواج وإشباع مشاعر الأمومة؟!
نعم أكبر طموح لي في الحياة أن أصبح أمًّا، وأتمنى أن يرزقني الله بفتاة صغيرة عندما أجد الشخص المناسب الذي أكمل معه باقي حياتي، ونؤسس أسرة سعيدة، وأرى أنني سأكون أمًّا طيبة و"حنيِّنة"، وأعلم أن الحياة لن تكون سعادة مطلقة.. طبيعي أنه ستكون هناك بعض المتاعب أو المشاكل، ولكني سأحرص على أن أجعل ابنتي ترى كل الأشياء الجميلة التي لم أستطع أن أراها في حياتي، وإذا كان لأبنائي في المستقبل حلم، فسأسعى معهم منذ صغرهم لتحقيقه؛ كي يُصدِّقوا أنفسهم. فكما قلت من قبل: يجب أن يُصدِّق الفنان نفسه؛ لكي يصدِّقه الجمهور.
نقلا عن العدد الورقي.