على بوابة قرية شنوان، التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ترى "عم عبده" يفترش القطن على الأرض، وخلفه أجولة ممئلة بقصاصات الأقمشة المختلفة، داخل ورشة التنجيد الخاصة به، فيجلس تكسوه علامة الرضا، إذ يقوم بتنجيد المراتب والمخدات على أنغام شادية، والسيدة أم كلثوم.
يقول، عبده محمد شهاب الدين، "ورثتُ المهنة أبا عن جد، وشعرت بالفرح لممارستي للمهنة لأنني وجدت ذاتي بها فكنت أعملُ مع والدي منذ أن كنت في السادسة من عمري فأتقن عملي وأنا في الثانية عشر من عمري".
وأكد، "استطعت أن أكون بارعا في التنجيد وحققت منه ذاتي، لأني أعمله بطريقة صحيحة، ولكن في الفترة الآخيرة أصبح عملي صعباً للغاية مما جعلني اضطر لوضع بعض المراتب الإسفنجية التي تبدأ أسعارها من 1500 جنية داخل ورشتي لانني اعلم مدي إتجاة المهنة للإنقراض لتطور التكنولوجيا".
ويضيف، "لم يعد يستخدم أحد المراتب القطنية كالسابق أبدًا، فالفلاحين فقط من أصبحوا يتجهون إليها، لتأقلمهم عليها ولأسعارها القليلة، وتبدأ من سعر الـ500 جنيهًا وحتى الـ900 جنيهًا فكيلو القطن البلدي النظيف بـ20 جنيه، وهناك القطن الأقل بقليل بـ15 جنيه، والأقل بـ12 والرديء"عوادم" بـ10 جنيهات، وعلى الرغم من ذلك فالشباب يقبلون علي المراتب الإسفنجية، للراحة الشاسعة بها".
وفي النهاية أكد عبده محمد، أنه إذا استغنى الجميع عن التنجيد بالقطع، لن يتوفر هناك آية وظيفة للمنجدين، سيتحول إلى عاطلين يطالبون الدولة، بمعاش وتأمين، لذلك نطالب بالعودة للقديم مرة أخرى.